
قرأت بالأمس مقالا للسيد شاكر النابلسي في موقع إيلاف بعنوان: هل كان صدّام عميلاً إسرائيلياً – أمريكياً؟ http://www.elaph.com/Web/ElaphWriter/2008/10/378220.htm
وفجأة وبدون مناسبة وخروجا عن السياق ذكر الكاتب مايلي:
في الوقت الذي وقف بعض الشعراء العرب المرتزقة، يذرفون الدمع الساخن الغزير على تمثال الطاغية الساقط في ساحة الفردوس، صباح التاسع من نيسان المجيد 2003، وكان هؤلاء الشعراء المرتزقة، ينشدون نائحين لاطمين باكين، على لسان أحدهم من سدنة الهيكل الصدّامي المنهار:
في التاسع من نيسانَ.. نزفتُ.. بكيّتُ..حملتُ رفاتي
دوّنتُ على أبواب البصرةِ تاريخَ وفاتي
في التاسع من نيسانَ خفقتْ في قلبي أجنحةُ الطير.. وغادرت الأغصان
وحلّ ربيعٌ آخر لا تزهرُ فيه الأشجار
ولا يقطفُ فيه العاشقُ ورداً.. لا ينقرُ فيه العصفورُ على الشباك ( إنتهى الإقتباس)
وللصدفة إكتشفت أن هذا الشاعر وسادن الهيكل الصدّامي المرتزق النائح اللطام على صدام هو "كاتب السطور" بعظمه وشحمه، وبعد أن راجعت سيرتي الذاتية وقلبت ملفاتي السرية وجدت أني فعلا قد كتبت هذه القصيدة ونشرتها في الحوار المتمدن وفي مدونتي الشخصية وهاكم كامل القصيدة آملا أن تقدروا سبب إرتزاقي، وعدد الكوبونات التي قبضت ولماذا ذرفت سيلا من الدموع :
رثاء وطن - بمناسبة الذكرى الرابعة لسقوط الأقنعة2007 / 4 / 10
كتبت هذه القصيدة يوم سقوط بغداد عام 2003، ثم أقلعت عن الشعر، ولم أقلع عن التدخين
في التاسع من نيسانَ..نزفتُ....بكيّتُ..حملتُ رفاتي
دوّنتُ على أبواب البصرةِ تاريخَ وفاتي
في التاسع من نيسانَ
خفقت في قلبي أجنحة الطير....وغادرتِ الأغصان
وحلّ ربيعٌ آخر لاتزهرُ فيه الأشجار ولا يقطفُ فيه العاشقُ ورداً...لاينقرُ فيه العصفورُ على الشباك
في التاسع من نيسانَ ....دوّى الصمتُ...وغدت لحظة عمري، تتسع لأجيال
في تلك اللحظة ..سقطت عني رأسي دحرجها السيّافُ بقربي...فعرفت عيوني...كالسمك المتعفن كانت
وحين لمست ذراعي المبتورة...أحسستُ بأن الله توارى...صرخت كما البيّاتي:
لماذا يا أبت لاترفع يدك السمحاء أمام الشر القادم...الآلات..الجنرالات الدول الكبرى ...مسلات ملوك العرب الخصيان لماذا يا أبت صمتُ الإنسان؟
استلقيّت على الأرض المالحة قبالة شط البصرة
كان النخل حزينا كالقمر الشتوي...كالقبلةِ..كالدمع
وكان السيّاب وحيدا، يمضغه الزمن: مطر مطر...وفي العراق جوع...ويأكل الغربان والجراد من موسم الحصاد
ثم نهضت..ما أعظم أن أحيّا وأصفق للحرية
وحين مددت يدي كي ألتقط يدي المبتورة..اندلقت أحشائي
أصبحت ذبيحة يا أماه ، يهشّ عليها ذباب أزرق....سبحان الحرية
ما أعظم أن أمسحَ سكينَ الجزّار...بأفخاذ مليكات من بابل
ما أعظم أن أقترف الإثم بكل أميرات العصر الآشوري
ما أعظم أن لا أنظر فجرا آخر من نيسان...في نيسان
حضرت سيّدة الحرية تحرسها العربات الملكيّة..سبحان الحرية والديمقراطية
يلتئم لصوص مغارات الليل حول غنيمة
ويرتشفون الأنخاب على أوتار جريمة
في التاسع من نيّسان سقط الوثن
وانتصبت أوثانٌ أخرى
واخضّر العشب طريّا تحت حوافر تيمورلنك
وانبلجَ الفطرُ السامُ
وشهودُ الزور، وملوكُ العرب الخصيان، أباريقٌ في مبولة المارينز
أحدق في التلفاز ...
عبر حذاء مثقوب
فأرى سومرَ ترتجفُ وراءَ حروف مسمارية
أشنقُ كلماتي، بحبالي الصوتيّة ..فأرى وجهي ثانية في مرآة البيت الأبيض
أقهقهُ في وجه السيّد، فيرى دميّ على رقبته، ويرى بابل
ويرى أني، بعظام الموتى أقاتل (إنتهى)
ويمكنكم قراءتها في مدونتي nkraitt.blogspot.com أو في الحوار المتمدن على الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=93561
أشكركم على قراءة القصيدة ولاشك أنكم إنتبهتم للعنوان "رثاء وطن" فهل تدلوني على إشارة أو مقطع ذرفت به دمعا على صدام؟ ألم يستطع صاحب الخمسين كتابا التمييز بين الأوطان والأزلام! وبين المدن والأشخاص؟ وهل يعتقد أن علينا أن نبتهج بسقوط المدن تحت أحذية الإحتلال وآلات الموت؟ وأية مدن تلك؟ إنها بغداد يا صديقي إحدى أهم حواضر التاريخ الوسيط. بغداد والبصرة، التي نهلنا من مدارسها أبجدية الكتابة والنحو. أينتظر منا النابلسي أن نرقص على جثث مدن إحترقت وأنتهكت ونهبت متاحفها. كما فعل مع فرقة دبكة الليبراليين العرب الجدد! وأسفاه أي صلف وبذاءة تلك؟ لكن بالمقابل (كما يقول فيصل القاسم) عليّ أن ألتمس العذر للدكتور شاكر النابلسي، وأقدر مايعانيه من إحباط كمواطن أمريكي (بات يخشى على راتبه التقاعدي) بعد أن ساقته إدارته البليدة إلى مغامرات عبثية، جرّت الويلات وفتحت بوابة الكراهية والطائفية، وحوّلت العراق إلى إمارات دينية قروسطية ترفرف عليها أكفان التاريخ ورايات سقيفة بني ساعدة، ألتمس له العذر بإعتباره رئيس مؤتمر الأقباط "ميموا" للدفاع عن الأقليات، وهو نفسه الذي أصدر بإسمها البيانات ونفخ البالونات. وبعدما جرت الرياح بما لاتشتهي "الإبل" إنقلب على أصحابه وباع أترابه وأصبح يشتمهم على رؤوس الأشهاد. ألتمس له العذر لأن كتبه الخمسين لم يقرأها خمسون شخصا ؟ ألتمس له العذر لأن البداوة ضربت أوتاد خيمتها عميقا في النفس المتصحرة. وختاما أتمنى له الشفاء والصحة، مع علمي أن بعض الأمراض أعيت من يداويها.
ملاحظة: لقد أرسل هذا النص عبر الإيميل إلى حوالي 500مثقف عربي.
النابلسي مهرج وكلامه بلا معنى يذكر وهو متعيش على السعودية وماتنفقه من الأموال للصحافة وعندما كان الأستاذ نادر يعلق كان مستوى النقاش يرتفع بفضل خفة دم التعليق وقوته المعرفية الأخلاقية. النابلسي بلا أخلاق
ردحذفوالله أنا لا ألوم شاكر النابلسي بل ألومك أنت يا أستاذ نادر، وإليك هذه القصّة حتى تفهم السبب.
ردحذفكان الخليفة العباسي المعتصم من محبّي الجاحظ بل ومن عاشقيه، وذات يوم دخل مجلسه أحد المشتغلين بالأدب وطفق يسبّ الجاحظ ويقلّل من شأن كتبه، والمعتصم ساكت والحاضرون مبهوتون من عدم الردّ عليه، إلى أن خرج الشّاتم. حينها التفت أحد الوزراء إلى الحليفة وسأله عن عدم الأمر بإسكات ذامّ الجاحظ، فأجاب المعتصم بما يلي: "يا هذا إنّ ذامّ الجاحظ إمّا جاهل لا يستحق منّا إخراجه من عماه، أو غفل يريد أن يشتهر بردّنا عليه، وأنا لن أمكّنه من أحد الأمرين".
اتّفقنا يا أستاذ نادر ؟
أستاذ أبو جهاد: شكرا لتفضلك بالتعليق وزيارتك للموقع ..مع تحيات نادر قريط
ردحذفتحية من ابوخالد القيسي البرازيل
ردحذفالاخ نادر المحترم
تعليقا على مقالة النابلسي
ارسلت له تعليقا مع ثقتي انه لن ينشر!
العنوان هو
===================================
"كذبت ايها المرتزق"
إما ان تكون صهيونيا من يهود سمرة نابلس ,لكنهم شرفاء,ولا يوجد فيهم خائن واما ان تكون عميلا مزدوجا اسرائليا امريكيا.
بالرغم من كل مساوىء صدام الا انها لا تقاس مع جرائم المحتل وعملائه واذنابه.
واما هذا المشاط الذي تمشط له فلو كانت عنده الشجاعة- كما تقول ايها النابلسي المزور- لكان قد نشرها عندما كان صدام حيا يرزق فلماذا شجاعته لم تطاوعه الا بعد استشهاد هذا البطل القومي؟
هو يقول كاذبا((السطر الأخير من هذا الكتاب (266 صفحة):
"إن الديكتاتور المقبور، كان أسوأ ديكتاتور عرفه التاريخ البشري".))
وماذا عن اجرام اسيادك في البيت الاسود؟
ماذا عن ابوغريب وغوانتانمو؟
ماذا عن القصف الوحشي لأحياء بغدا التاريخية؟
ان خير وداع تستحقه انت ومشاطك ورؤساكم هو ذلك الحذاء العراقي للبطل منتظر الزيدي الذي قذفه في وجهكم وفي تاريخكم حيث كان نهاية حقبة تاريخية لا يليق بها الا ان تنتهي بحذاء.
ف"النعل"اصدق إنباء من الكتب في "رميه" الحد بين الجد واللعب
أيها السادة...لا تقتربوا من أحتقار العراقيين لصدام، فهو جرح لم يلتئم، فإن كان الإحتلال كريهاً مجرماً وحقيراً ...فأن صدام هو عنوان الإنحطاط والسفالة بالنسبة للعراقيين...أنتم لم تجربوا الإحتقار والهوان والإنحدار الذي صبه هذا القميء على هذا الشعب...
ردحذفأما ذلك الذي يسميه بطل قومي، فلن أتردد في وضعه في مستشفى المجانين...إن لم يكن عقلياً، فأخلاقياً
صائب خليل