تونس حررت نفسها ورفعت صورة تشي غيفارا، فالثورة لم تعد تختبئ في غابات بوليفيا، بل أصبحت تتقدم بالصدور العارية المشرّعة للرصاص.
من سيدي بو زيد والقصرين وتالا وصفاقص وبنزرت وتونس العاصمة ونابل إلى قابس في أقصى الجنوب. سمعنا صوتا واحدا، لطرد الجنرال، الذي قال له بورقيبه في أحد الإجتماعات يوم كان قائدا للأمن: "اسكت يا بهيم يا بتاع البوليس"
. لكن البهيم خلعه وامتطى السلطة، فقد سبق طبخه وإعداده في أقبية المخابرات الغربية، يوم كان سفيرا في وارشو.
في مقال رائع يقول فريد العليبي: إن سيدي بوزيد كانت أكاديمية "أولاد الحفيانة" أي أولاد حافية القدمين، التي خرجّت ثلثي أبطال الإستقلال عام 1956 الذين عبّدوا الطريق بمئات الضحايا .. بورقيبه هو من أطلق على سكانها لقب "أولاد الحفيانة" إعترافا منه بشجاعتهم ودورهم في طرد فرنسا، ثم مالبث أن انقلب عليهم ونصح "بعدم إشباعهم وعدم تجويعهم، ففي الحالتين لا يمكن تجنب ثوراتهم"
في سيدي بوزيد أشعل محمد بوعزيزي بجسده ثورة الخبز والحرية. كأول ثورة مدنية حقيقية في عالمنا العربي.. لأول مرة رأينا حشودا تُلخص الثورة الفرنسية (حرية عدالة مساواة)
هذه المرة لم نر صورا ملتحية ترفع شعار"القرآن والسيف" لإقامة الخلافة، ولم نر كهنة يرفعون صلبانا للمطالبة بترميم كنيسة، أو إعادة زوجة هاربة لزوجها العنين، ولم نر لحى المرجعيات وأكفان القرون الوسطى، وركضة طويريج
ما رأيناه كان ثورة
في معادلتك الشعرية الفذّة يا أبا القاسم، وضعت الشعبً والقدر وجها لوجه، فكسبت الرهان لأنك تدري بأن تونس "شعب" تجمعه اللغة والدين والأرض والمذهب، ويوحده حلم العيش الكريم ومدوّنة الأحوال الشخصية والمدنية، التي جعلت المرأة صنو الرجل، فإنتصبت محمولة على أعناق الرجال، ورجمت مليشيات الطاغية، وضمّدت الجرحى.
أما في مشرقنا العربي فواحسرتاه ليس لدينا شعوب؟ لقد كنّا في الماضي، أما اليوم فنحلم على أريكة الديوان الشرقي، لقد أصبحنا بعون الله والبترودولار والطغاة، قبائلا وشيعا ونحلا ومذاهبا وفرق موت وحثالات، وفقهاء نبحث عن العصر الباليوليتي وعصماء بنت مروان لنهرب من واقعنا، فما أوسخنا (مع الإعتذار لمظفر النواب)
في تونس بدأت ثورة مسلحة بالمدنية والبنطلون والأمل، فالجلابيب وأكياس النقاب، عقبة في المشي، ولا تصّلح للكر والفر.
تحية كبرى لدماء الضحايا الزكية، ولشباب تونس وللأمهات التي حملتهم وأرضعتهم
تعليقات موقع الأوان
- أمير الغندور
17 كانون الثاني (يناير) 12:50
-
peine - dr.m.bitar
17 كانون الثاني (يناير) 16:44اقتراح السيد الغندور جيد ,ويشكر له , والملف أو النقاش سيأتي دون محالة , حدثا من هذا القبيل لايمكن أن يمر مرور الكرام , وفي خضم الأحداث تتوارد أفكار عدة , ذات علاقة بآلية اندلاع ثورة أو انتفاضة ,وأول هذه الأفكار هي . لماذا في تونس , مع العلم ان تونس تمثل وضعا تقدميا نسبيا في الوطن العربي..دخل الفرد !,بعض ملامح قانون الأحوال الشخصية ..تحريم تعدد الزوجات , أحزاب الخ , وهل لما سماه خالد الحروب انسداد سياسي قاد الى الاحتقان الكامل هو السبب المباشر للثورة , مع العلم على أن الدول الأخرى تعاني من أنسداد سياسي واختناق أفظع من الاختناق التونسي !, ثم هل تكفي الضرورة للثورة لقيامها ؟, هذه الضرورة موجودة بشكل أكثر تطرفا في معظم الدول العربية الأخرى , أو أن العامل الرئيس هو وجودالانسان المؤهل للقيام بالثورة , وما عي علاقة الجنرال بن علي ومؤسسته في تكوين الانسان الاجتماعي الواعي نسبيا والذي لم يسحق تماما والذي يدرك واجبه الاجتماعي بشكل كاف , ثم يمتلك المقدرة والشجاعة التي تمكنه من المجابهة والثورة ,وهل ادعاء بن علي بأنه حريص على كل قطرة دم تونسية هو ادعاء باطل ؟.تصورو قيام انتفاضة بهذا الحجم في السعودية , هل يرحل حامي الحرمين بعد سقوط 150 قتيل للاقامة الجبرية في دولة أخرى , أو أن رحيله يستلزم قتل 15 مليون سعودي , أي مجمل الشعب السعودي تقريبا , وما هو سبب غياب العمامات عن الساحة ؟ مع أن العمامات التونسية شديدة التطرف ,أصدرت قوائم بأسماء المطلوبين للحد من الزنادقة التونسيين !!!, وهل يمكن اعتبار الثورة التونسية بداية لألية الدومينو ؟أم أن الأنظمة الظلامية الظالمة ستحصن نفسها بعد هذا الحدث بشكل أفضل ضد الارتجاجات الثورية والانتفاضات , أي بكلمة أخرى هل ننتظر من هذه الأنظمة بعض التراخي , الذي يسهل الانتفاضة , وهل ننتظر من هذه الأنظمة التوحه الى الاصلاح ؟, مع العلم من عدم امكانيته ..انها فاسدة من الرأس الى أخمص القدم , وبالتالي لاينمكن اصلاحعا , أليس من السذاجة الاعتقاد على أن الجوار بدءا من العقيد وحتى المبارك الى بو تفليقة سيمتطون الطائرات بصحبة نسائهم والمليارات باتجاه المنفى ؟ , وهل التحسن البؤري في تونس سيترافق مع تردي معاوض عام لموضوع الحرية والديموقراطية في الشرق ؟, وما هو موقف الأصولية بشكل عام من الحدث ؟, هل تعتبره انتصارا للتقدم ؟ أو تعتبره دلالة على فشل التطور العلماني , من يمنع تعدد الزوجات لهو زنديق كافر يناقض دين الشعب , ومجلس النواب هو تشويه لمجلس الشورى , ونهاية كل علماني , ولو كان علماني ماكياج , هي نهاية بن علي ..احذرو وقد اعذر من أنذر !!!, أسئلة كثيرة تتطلب نقاشا عميقا , وبدون شك توجد خواطر أخرى أهم وأعم ,ولا أريد انهاء مشاركتي هذه دون تقديم الشكر للسيد قريط على مقاله القلبي ..لاعقل بدون قلب ..القلب أخذ نصيبه, علينا الآن بالعقل
-
سوريا - ]ديرسم عبدالله
22 كانون الثاني (يناير) 21:04قال الشاعر إبراهيم اليازجي : تنهبوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب فيم التعلل بالآمال تخدعكم وأنتم بين راحات القنا سلب أيهاالسادة والسيدات الكرام .. أنتم تطالبون بفتح ملف آخر عن الفساد.. ام عن الثورة التونسية ..إلخ.. بالله عليكم طالبوا بالفعل وليس بالكلام، آسفة ..لكن الكلام لم يعد يحركنا ولم يعد يحرك مشاعرنالأنه هناك الآف من قبل قد تكلموا و نادوا بأعلى أصواتهم لكن لا حياة لمن تنادي .. أبارك التونسيين وأيضاً أعزيهم على فقدانهم لأبنائهم.وأعتقد بأن هذه الثورة أيقظت الكثير من الشعوب العربية لكن نحن بحاجة إلى ثورة تخصنا نحن ثورة نناضل فيها نحن ( بقية الأقطار العربية )لتحيا تونس .. لكنني برغم هذه الثورة لا أشعر بتفاؤل في أقطار عربية أخرى ،لكن يكفينا بأننا رأينا بأنه في الأقطار العربية هناك أرواح مازالت تتنفس وتقوى على المطالبة والنضال.
-
- احمد خيرى
17 كانون الثاني (يناير) 17:14مقال رائع نادر و اوجعتنى عند حديثك عن المشرق فلا ارى فى المنظور القريب امكانيه هذا فى مصر او سوريا او السعوديه و حتى لو حدث لن تكون اكثر من ثورة اسلاميه او حتى تحرك محدود ذو اهداف قصيرة المدى و لكنى امل ان اكون مخطئا
-
Aachen - جمال خليل صبح
17 كانون الثاني (يناير) 17:50"أدعو لأندلسٍ، إن حوصرت حَلَبُ": سيد غندور: ما رأيك بتدشين أمل جديد أعطانا إياه أبناء تونس بدلاً من الشروع في تدشين ملف عن الثورة الفرنسية؟؟!! أدعوك لنبتهج معاً في هذا الزمن القحط و إلى السيد قريط جزيل الشكر، و لأبناء تونس تحية حب كبير لا ينضب و أرجو أن يغنيهم الله عن "إخوانجيتهم المتحمسنين".
-
khouribga - brahmi elmostafa
17 كانون الثاني (يناير) 18:44يجب فتح ملف الثورة التونسية انه فتح جديد للشعوب المقهورة على القوى الدمقراطية ان تفتح حوارا حول هده المسالة ولناعودة لدلك تحية للشعب التونسي وقوه الحية
-
-
- - نادر قريط
17 كانون الثاني (يناير) 18:49
السادة المحترمون: بداية أشكر "الأوان" التي أوسعت لنبضات القلب بعضا من مساحتها العقلانية .. فالثورات في عمقها الدفين لم تقم على حسابات عقلية صارمة، حتى الثورة الفرنسية إشتعلت في أعقاب مسيرة لنساء بائسات كادحات، إقتحمن القصر الملكي قرب باريس ثم مخادع نوم لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، وسرقن بعض الأواني وحطمن ومزقن الستائر.. الثورة مسلل عنيف للعواطف والوجدان الشعبي الذي يصعب قراءته إلا بلغة الأدب والشعر .. حتى مقصلة روبسبير الشهيرة التي قطعت آلاف الرقاب (وبينها رقبة روبسير) كانت رمزا للعدالة والمساواة .. فقبل ذلك العهد كان الموت بالسيف من نصيب النبلاء والسادة، أما العوام من الفقراء فكانوا يُطعمون لأكوام الخشب المشتعلة..وعطفا على مداخلتي الأستاذين. الغندور وبيطار أشير إلى أن هذه الخاطرة القصيرة(المرتجلة بسرعة) هي خلجات قلبية ووفاء لذكريات طيبة عن تونس. ومن خلال معرفة متواضعة بهذا البلد فقد لمست فيه كثيرا من المدنية والأصالة بأن معا.. بعكس مشرقنا الذي تقلّ فيه المدنية والأصالة ويزداد فيه التقليد والتشوّه .. أتذكر يوما دُعيت فيه لحضور حفل زفاف في مدينة نابل .. وكم أدهشتني طقوس الزفاف التقليدي. وكيف كانت العروس ترتدي ثيابا ثقيلة (ذات خيوط معدنية) وترقص بخفر على منصة خاصة. أتذكر أننا كنا نحتسي الخمر في إحدى زوايا البيت مع مضيفنا وفجأة دخلت والدته (سيدة متقدمة في السن) فأصابنا الإرتباك وقمنا بإخفاء الأقداح تحت مقاعد الجلوس .. في تلك اللحظة أحسست بعمق المشهد .. إنها أجواء المدنية التي منحتنا فرصة إحتساء الخمر والرقص، وروح التقليد وقيم العائلة والإحترام، التي جعلتنا نخفي الكؤوس .. بالنسبة لي كانت لحظات عميقة تمثلتها بمتعة ووجدان. مع التقدير
-
Aachen - جمال خليل صبح
17 كانون الثاني (يناير) 21:50أعتذر للسيد الغندور عن قرائتي المستعجلة لكلمة "فرنسية" بدلاً من "تونسية"، سقطة إنتباه lapse of attention، و لك مني كامل الود و الإحترام، نعم يا سيدي، أنا أؤيد ما تفضلت به عن ملفٍ لهذا الحدث العظيم و التحية للجميع.
ليل ـ فرنسا ـ - يحي بلحسن
17 كانون الثاني (يناير) 20:12
أحيّي من هذا الموقع المحترم الشعب التونسي البطل الذي خرج متحديّا الطاغية؛و أتمنى أن يشتدّ حذر إخوتنا في تونس لأن الطاغية ليس شخصا دفعه صمود شعب أبيّ إلى الفرار ولكنه نظام و ثقافة تستولي على عقول كثيرة ستعمل بكل دهاء للتشبت بالحكم. و تونس بمجتمعها المدني الحيّ و بمثقفيها الأحرار قادرة أن تحقق أمل كلّ عربي حرّ بإقامة مجتمع ديقراطي يحترم التعدّد و الحرية الفكرية؛إننا نحلم أن يتحقّف ذلك في تونس ،إن النهضة الفكرية التي بدأت في تونس منذ أمد بعيد قد تعطي ثمارها اليوم،و إن كنت مسديا نصيحة لإخواننا في تونس فإني أقول :إحذروا من أمرين هما وجهان لعملة واحدة. من الفساد السياسي المتمثل في الاستبداد والذي يؤدي بدوره إلى الفساد المالي. و من المؤسسة الدينية المحافظة وبخاصة الحركة الإسلامية التي هي سليلة هذه المؤسسة؛فالدين لا ينبغي أن يحتكر تأويله أحد..
سوريا - كاثرين وهبي
17 كانون الثاني (يناير) 22:14
يجب فتح ملف الفساد الأعظم في كل الدول العربية، يجب فتح ملف الكذب، الرشوة، النفاق، الاعتقال، الانتهاك اليومي لحقوق الإنسان، البطالة، الفقر، الجهل، التخلف، الشعوذة، احتقار المرأة، العنف، التمييز، الوساطة…يجب فتح ملفات دولنا السوداء، لتكون لنا ثوراتنا الخاصة بنا، كفانا استعارة لأمجاد ثورات الأخرين، ما حدث في تونس لهو الفخر الأعظم بالنسبة لنا. هنئيا للتونسيين
-
القيروان - منصف الوهايبي
18 كانون الثاني (يناير) 07:31العزيز نادر:تحيّة لك من تونس الأعماق.. أرجو أن تكونوا إلى جانبنا في حماية مكتسبات الحداثة في تونس، أعني تلك التي وردت في مجلّة الأحوال الشخصيّة خاصّة. أقول هذا بعد أن بدات ترتفع أصوات هنا وهناك ضدّ حكومة الإنقاذ الوطني أو الوحدة الوطنيّة كما يسمّيها البعض، وهي أوّل حكومة تونسيّة تضمّ شخصيّات معارضة ومستقلّة، في تاريخ تونس الحديث..أقول هذا من موقع العارف، فأنا أنتمي منذ2004 إلى حركة التجديد(الحزب الشيوعي سابقا،وأكتب أسبوعيا في جريدتها"الطريق الجديد"علما أنّه لم يعد شيوعيا.. بل هو حزب ديمقراطي، مصادره متنوّعة ومنها طبعا الفكر الماركسي..كما أنّي عضو بالنقابة الأساسيّة للتعليم العالي بجامعة سوسة.. وقبلها بسنوات كاتب عام لهذه النقابة بالقيروان، ومنخرط في الرابطة التونسية لحقوق الانسان منذ تأسيسها.. وقد أتاح لي هذا وغيره أن أتعرّف إلى كثيرين من الذين تضمّهم حكومة الإنقاذ الوطنية، وبعضهم من أصدقائي..هؤلاء لا يحقّ الطعن في نزاهتهم وكفاءتهم.. وستبيّن لكم الأيّام ذلك. أقول هذا بعد أن بدأت ترتفع أصوات التشكيك والإدانة التي يزعم أصحابها أنّه وقع استثناء أو إقصاء تيارات سياسيّة أخرى مثل حركة النهضة الإسلاميّة وحزب العمال الشيوعي خاصة.. وهذا صحيح، ولكن هذه حكومة مؤقتة.. لملء الفراغ.. الفراغ الذي لا يستفيد منه سوى أنصار الجنرال الهارب بجلده،والأصوليّين.. وربّما بعض جيران تونس من الذين يخشون أن يمتدّ ضوء النار التي أوقدها بوعزيزي،إلى بلدانهم.الأمر لا يتعلّق بكعكة أو قاتو.. فستتمكّن الأحزاب التي لم تحصل على تأشيرة في العهد السابق قريباأي قبل ستة أشهر، من العمل بكل حرية، ومن المشاركة في الانتخابات الرئاسيّة والتشريعية التي ستجري ـ للأوّل مرّة ـ بإشراف شخصيّات تونسية نزيهة ومستقلّة،ومراقبين دوليّين.. ولا تنسوا أنّه ستتم محاكمة الجنرال وبطانته وغيرهم من الذين نهبوا المال العام، وممتلكات الناس.. والذين مارسوا التعذيب في حق اليسار والإسلاميين على حد سواء… هذه تونس أخرى تنجم من الأعماق.. ونحن لها… وعليها إذا لزم الأمر. شكرا مرة أخرى لنادر الذي جعلني اكشف عن جانب في شخصيتي..قد لا يعرفه قراء الأوان.
Ruston, Louisiana - أحمد نظير الأتاسي
18 كانون الثاني (يناير) 04:01
تحية للجميع. أتابع كالجميع أنباء تونس عن كثب. وأعتقد أن الحكومة الجديدة ما هي إلا طبخة أخرى من طبخات متزلفي السلطة القدامى وسفارات الدول العطمى. أتمنى أن يستمر الشعب التونسي في النضال حتى تتحقق أمانيه. وفي مقالتي الأخيرة عن القومية العربية ومن خلال التعليقات طرحت فكرة أن المغرب العربي أرض أصلح للغيير الآن من المشرق العربي وأتمنى أن تصبح تونس مناراً للحرية والثقافة العلمانية. أما لماذا بدأ التغيير في تونس، وأتمنى أن لا يُجهَض، فأعود إلى أطروحتي بأن تفاصيل التاريخ عشوائية لكن المنحى العام أقل عشوائية. أي أن الشرارة الأولى قد تكون عشوائية لكن النجاح أو الفشل سيرورة وهي بهذا يمكن أن تخضع للتحليل التاريخي المعهود. فلو تشاجر البوعزيزي مع الشرطة بدل إحراق نفسه لانتهى في السجن ومعه نهاية القصة. لو حصلت الحادثة في العاصمة مركز الحكم لتم القضاء عليهاً باكراً. ولو لم يكن أهالي سيدي بوزيد أبناء مدينة صغيرة مهمشة ومن أصحاب الحمية العربية لما ثاروا على الشرطة ثأراً لابنهم. لا أقلل من أهمية ما حصل وأتذكر الشاب اليائس كل يوم وأنظر إليه كالمسيح الفادي الذي مات من أجل الآخرين، لكني أحاول أن أقول بأن النقاش لا يجب أن يبدأ بحادثة البداية وإنما يجب أن يبدأ من العوامل التي مكنت الغضب من الإستمرار. وهنا قد أقول أن غياب الجيش عن السياسة، وهو تقليد تونسي، يقفز كفرق بارز بين تونس وبقية الدول العربية. وكذلك أذكر غياب الطائفية وحضور ثقافة احترام الإنسان وحياته التي قد فقدها المشرق العربي. فعند مشاهدتي للمظاهرات على اليوتوب لفت نظري أن الناس لم تصدق أن الشرطة أطلقت النار عليهم والقنابل المدمعة. أما لو كنا في عراق صدام مثلاً فلن يستغرب العراقيون حتى مقتل ألف مواطن أو أكثر. قد يكون للإعلام الحديث دور وقد يكون لوجود معارضة منظمة دور أيضاً. قد يكون لصغر البلد دور. ويلفت نظري أيضاً استقطاب بن علي وأسرته بعوائد النمو الإقتصادي ولو كانت هذه العوائد وُزعت على شريحة إجتماعية أكبر (ما يسمى بالطفيلية) لما وقف الجيش ضد قرار بن علي بإطلاق النار على المتظاهرين. قد يكون لمشاركة النساء دور لكني لم أر هذا إلا في العاصمة وكما نعرف فقد تأخرت العاصمة في الدخول على الخط وهذه ملاحظة مهمة. وقد يكون لغياب الملتحين ذوي الجلابيب (حتى الآن على الأقل) وغياب العنف المسلح بين المواطنين دور أيضاً. وأنا لا أفعل إلا أن أقارن تونس بالمشرق لأني لا أعرف تركيبة الأوضاع في تونس بالتفصيل. وأتمنى من العارفين بالأمر والمراقبين عن كثب أن يغنوا النقاش بمعلوماتهم. أخيراً أقول لو كنت ما أزال في العشرين لكنت الآن أكتب إليكم من تونس، لكن السن والأولاد، آه، وهذه سنّة الحياة.
السعودية - الخبر - ناصر محمد
18 كانون الثاني (يناير) 07:20
الشعب التونسي هو الشعب العربي الأكثر تأهيلاً لإنجاز ثورة إيجابية وذلك لأسباب ذكر بعضها الزملاء في مشاركاتهم. ثورة أي شعب عربي آخر لن تقود إلاّ إلى تمزيق الوطن أو قيام حكومة جديدة أسوأ من التي تمت الإطاحة بها "وكنك يبو زيد ما غزيت". في السعودية مثلاً ما هي الخيارات البديلة المتاحة أمام شعب تنخره الثقافة القبلية للعظم ويسيطر الفكر الديني على روحه و وجدانه!؟ شعب كهذا - وما أكثر الـ كهذا في بلاد العربان - غير مؤهل بتاتا لإقامة ثورة مجدية وأنا شخصيا لو بلغ مسمعي أية معلومة عن وجود تخطيط لإشعال ثورة لأقدمت على الوشاية بها بلا تردد.! الثورات ليست حماسة ممتعة للقفز بالبراشوت ولا ضربة حظ على طاولة قمار بل مغامرة سامية وقودها أرواح البشر ونبراسها الفكر وشرطها الرؤية المستقبلية وكل هذه الشروط لا أراها متوفرة ولا حتى في حدّها الأدنى عند عموم الشعوب العربية. مصيبة أن يتم استبدال الانفلونزا بالطاعون وإلاّ فإني أكثر من يتوق لرؤية الطّغاة تحت دهس "البساطير"!
- أمير الغندور
18 كانون الثاني (يناير) 09:05
تنبع دعوتي لتدشين ملف عن الثورة التونسية مما يلي:
أني لا أتفق كثيرا مع تصوير نادر قريط أعلاه حول الثورة التونسية.
فيبدو أن الثورة التونسية تتعرض للاختطاف مثلها مثل أي حدث أو فكرة في ثقافتنا العربية.
والاختطاف الذي أقصده .. يعني أن كل فصيل فكري متمرس داخل أفكار متطرفة محددة - سواء علمانية متطرفة أو دينية متطرفة أو ماركسية متطرفة - يعمل حاليا على سحب الثورة إلى معسكره.
فالعلماني الأحادي يرى أهم ما في الثورة التونسية أنها لم تصدر عن "ملتحين بقرآن" أو "كهنة بصلبان"
ويغفل نادر قريط في هذه الرؤية الأحادية أن الثورة التونسية جاءت على نظام حداثي علماني متطرف مثله خير تمثيل زين بن علي.
مثلما كانت الثورة الإيرانية على نظام لاديني مماثل مثله شاه إيران
وهذا المسكوت عنه لدى نادر قريط يمثل بدوره النقطة الأساس التي سيوظفها بدوره التصوير الديني للثورة التونسية.
كذلك سيصور الماركسي المتطرف نفس الثورة بأنها ثورة جياع تقوم على مطالب اقتصادية
كما سيصور الليبرالي نفس الثورة على أنها نبعت حصرا من رغبة في التمتع بحرية الرآي.
جميع هذه التفسيرات والتصويرات تتميز بالأحادية والتحيز لنفسها ولأفكارها مع عجز عن فهم أحداث الثورة ومحدداتها كما هي في الواقع.
ولست هنا أدافع عن أي من هذه التصويرات والتفسيرات ..
بل فقط أبين تحيزها وتعسفها جميعا
كما أخاطر بالقول بأن التفسير والتصوير الأشمل والأفضل هو ما يجمع - وليس ما يفرق - بين هذه التفسيرات
ولهذا مطلوب فتح حوار حول الثورة التونسية لتكون مجال لجدل فكري بين هذه الآراء المتعددة والمختلفة لدرجة التصارع والتحيز ضد بعضها لدرجة الأقصاء
كفانا استبعادات واقصاءات من كل تيار للآخر ..
فجميع التيارات "منفصلة" تسقط في الخطأ والتحيز والتعسكر المؤدلج كما ظهر في تفسيراتها الأحادية الخاطئة والمتحيزة لما حدث في ثورة تونس.
وعندما أتكلم عن "تعددية التيارات" لا أقصد بالمرة المعنى الليبرالي الذي اختطف لفظة تعددية لينسبها لنفسه
بل أقصد نمط من الواقعية السياسية غير المغرقة في الحماس الأيديولوجي الأعور والذي أظن أن الثورة التونسية تقدم لنا أفضل نموذج على الخلو منه .. رغم كل محاولات الاختطاف التي نشهدها حاليا.
لكن تظل صدقية ما أقوله رهن تطورات الوضع على الأرض بين الاختطاف والاحتواء للثورة.
لكن حتى هذا يخضع لنمط من الواقعية السياسية .. حيث لا يمكن لتيار أن يستبعد الآخر إلا بممارسة قدر هائل من الاستبداد .. وهي الإمكانية التي تظل متاحة في واقعنا العربي للأسف.
- - نادر قريط
18 كانون الثاني (يناير) 11:05
الأساتذة والإخوة الأفاضل: خيري وصبح وبلحسن ووهبي والوهايبي والأتاسي وناصر محمد والغندور .. بالفعل إنها فرصة طيبة أن نتناول الحدث التونسي رغم معرفتنا المتواضعة بتفاصيله وربما يكون أ. الوهايبي أقرب إلى قلب الحدث .. فما كتبته هو إنفعالات شخصية إثر صدمة وكابوس ليلي عنيف ومحاولة لتفسير ذلك لكسب بعض الراحة النفسية. أجل لقد رفعت تونس صورة غيفارا ولو مجازيا لأن حركتها كان محكومة بالأمل والحرية والعدالة ..ولم تكن محمولة بشعارات وهمية تخديرية من قبيل : خيبر خيبر يا يهود، وهذا مهم جدا ويختلف نوعيا عن الثورة الإيرانية التي جدلتها كاسيتات وكاريزما الخميني، أي أنها في العمق.ثورة لإستعادة الروح القومية الفارسية (بالثوب الشيعي) وانعتاق من التغريب والإستئثار الشاهنشاهي (ثورة من أجل الهوية).. في تونس كان التغيير بواسطة الثورة السلمية وبدون أحزاب وقيادات كارزمية، من أجل فرض: شرعية الشعب والإنتقال من الدولة (العلمانية) المافيوزية إلى دولة العقد الإجتماعي..في الحقيقة لا أملك صورة واضحة .. فكل الآراء التي ذكرتموها تساهم في إغناء الحوار .. كل ما أعرفه بعض المتابعات السطحية لأوضاع تونس من قبيل كتاب نيكولاس بو عام 2002 "صديقنا بن علي" الذي فضح الأشكال المافيوزية للنظام أو ملخصات عن كتاب آخر "حاكمة قرطاج" والإستحواذ العائلي على الثروة وبالمناسبة أنقل هذا الخبر إلى من يهمه الأم والذي يقول (نقلنا عن محطة تلفزية نمساوية)
(( كشفت مصادر موثوقة في المخابرات الغربية، أن السيدة ليلى الطرابلسي قرينة الرئيس التونسي أمرت قبيل الفراربساعات قليلة بفتح البنك المركزي، والإستحواذ على 1500 كغ من سبائك الذهب (بقيمة 44 مليون يورو))
ومن الواجب التذكير بأن الراحل بوعزيزي كان قد إستدان مبلغ 130 يورو لشراء عربة الخضار، التي كان أتلافها سبب إشعال تونس في هذه الصورة المتناقضة نرى حدة التناقض بين بنية الأنظمة العربية القبلية الأبوية وبين مفهوم المواطنة.. والتي إزدادت حدتها بسبب التوحش النيوليبرالي الذي قلص من مساحة الدولة والمجتمع لحساب طائفة من الأغنياء ومضاربي المال.. نأمل خيرا لتونس إذ لا يمكننا تصوّر قدوم جلابيب السلفية ، فالمجتمع التونسي يحتفظ بتراث مهم للمدنية البورقيبيه. وبعكس أسئلة أ. بيطار ..حول عودة القروسطية وتعدد الزوجات وما شابه .. أظن أن هناك كثيرا من الأمور نسخها الواقع ..بوجود الشريعة وعدمه.. حتى في أفغانستان تم نسخ ملك اليمين وفقه الجواري والعبيد ..وهذا ينطبق على تعدد الزوجات خصوصا في مجتمعات باتت تعاني أصلا من العنوسة وإحجام الشباب عن الزواج .. الموضوع طويل وشاق ومركب خصوصا إذا إقتصى تعريبه ..إنه جدل طويل ستحسمه على الأرض كثير من قوى الصراع المتفاعلة .. لكن الثورة الشعبية عموما ستكون ولا ريب أساسا للشرعية وغطاء لأي نظام سياسي قادم
-
peine - dr.m.bitar
18 كانون الثاني (يناير) 17:51السيد بلحسن ..الشخص لم يكن طاغية ,وانما أصبح بفعل التنكس degeneration طاغية , كما أن سلفه لم يكن كما أصبح , والخطأ في حقبة السنين الخمسين هو تقسيمها بالتساوي تقريبا على اثنين , تطاول ازمان حكمهم على مصلحة الدولة , ولم يعد بمقدورهم العطاء بعد عدد من سنين الحكم , لذا تحولوا العطاء الذاتي , الذي يتمثل بوضع كامل الدولة في جيوبهم , هذا هو حال الشرق وهذا هو أهم أمراضه السياسية ..الالتصاق بالكرسي . بن علي ذهب متأخرا حوالي 18سنة وبورقيبة كذلك , سنوات البناء كانو عشرة, وسنوات الهدم أربعين , وكلي اعتزاز بسنوات البناء وبانتاجيتها , ها أنت تقول ان المجتمع التونسي مدني وحي ومثقف وقادر على اقامة مجتمع ديموقراطي يحترم النقد والحرية الفكرية , وحتى لو كنت مبالغا في بعض النقاط , الا أن توصيفك للشعب التونسي صحيح بشكل عام , هذا الشعب الذي وصفته هو انتاج لحضارة حكم (بورقيبة وبن علي) , الحكم في تونس كان ,بالرغم من قدرته التهديمية, رائدا مقارنة بالدينوسوريات العربية الأخرى ..دخل الفرد , الأحوال الشخصية ..تعدد الزوجات ..الخ انه الوحيد في المنطقة الذي زال ولم تجرؤ الأصولية على محاولة تبؤ مكانه ..كل هذا ليس دفاعا عن سرقات بن على وليس دفاعا عن تطاولات زوجته المصونة وليس دفاعا عن تحوله من رئيس الى تيس , وانما انصافا للتاريخ , وتحذيرا من الترويج الى مبدأ الأرض المحروقة ..يجب حرق الأرض التي سار عليها بن علي !!!!وكما يبدو فان الثورة التونسية على درجة عالية محترمة من الوعي , الذي يمنعها من ممارسات صدامية وحشية كالتي تحدث في العراق ..ذهب قاسم فالى السحل وتقطيع الرؤوس ثم نصب المشانق لكل من يمت لقاسم بصلة !! , وبهذه المناسبة أحب التنويه الى نوع مبهر من التربية السياسية في تونس , وهذه التربية تخص مسلكية العسكر , الذي لم ينقض على السلطة بل تصرف بمنتهى الدستورية ..اننا أمام واقع مشجع , عسكر العربان يحترم الدستور !!لا أصدق ما أراه !!والى مزيد منه !!. أشارك السيد ناصر محمد نظرته حول تقدمية الوضع التونسي التي تسمح له بالقيام بثورة , ثم العناية الايجابية بتلك الثورة , كما أشارك السيد الغندور رؤيته حول الفروق الجوهرية بين الثورة الفرنسية والتونسية , والمقارنة الآن مستحيلة حيث لانعرف كيف ستكون مسيرة هذه الثورة , وهل سيولد نابوليون جديد في تونس ؟؟, والتصوير الديني الديني لثورة تونس لم يعد سرا ..هاهو القرضاوي يعلن فشل محاولة علمانية ويحذر من الديموقراطية ومن محاولة العلمانيون والديموقراطيون سرقة الثورة , وكأن القرضاوي يملك ثورة يخشى عليها من السرقة , انه اللص الأكبر وعليه تنطبق مقولة ..حاميها حراميها !!
موسكو - عقيل صالح بن اسحاق
18 كانون الثاني (يناير) 15:39
تهاني للشعب التونسي اولا وتحياتي للجميع وبشكل خاص الصديق نادر القريط الذي يعرف كيف يثير الأسود على صفحات الأوان دائما . في 1957 عام أصبح رئيس هايتي المنتخب شعبيا, شخص باسم (فرانسوا دوفاليي) غريب الأطوار , كان طبيب محترف ساهم بفعالية من الانتصار على مرض حمى التيفوئيد التي اجتاح البلد ، وشغل منصب وزير الصحة في وقت سابق ، شارك في الكفاح المسلح من اجل استقلال هايتي ، ولكن بدون اي تغيير على رأس السلطة لزمن طويل , هو تحول إلى دكتاتورا شرس من اجل استعباد شعبة , بعد ان قلع القناع الإنساني الرقيق من على وجهه ,من اجل الحفاظ على السلطة و تأسيس نظام الوراثة والعبودية , اعتمد في استخدام قوة السلطة وليس قوة القانون في تسير البلد, بمساعدة (Tonton - Macoute ) هي ميلشيات سرية من اجل قمع الشعب وتعميم الاستبداد الذي يؤدي بدوره في نشرا لفساد المالي اوفقيا وعموديا وتحلل المجتمع إلى الفقراء وجهلاء , في داخل الشرائح العريضة من الشعب ( الإمامة الزيدية في اليمن الشمالية القديمة والحديثة ), لعدم وجود شفافية في نظام الحكم في ظل نظام فردي دكتاتوري اسري ( مافياوي ) . ورث ابنة (جان كلود دوفاليي) -المتزوج من شابة فرنسية الجنسية, بيضاء متحررة وعلمانية - في عام 1971 الحكم , للأسف زوجته الفرنسية لم تساعد في تغيير نظرة الابن التي ورثها عن الأب-(مرض نفسي وعقلي)- وكدا تلك المنظمة الأمنية التي ارتكبت عمليات إجرامية بشعة بحق المواطنين. ليس الدكتاتور وابنة فقط كانوا من مستفيدين من هذا النظام الدكتاتوري الخالي من مفهوم المواطنة إطلاقا رغم تحصلهم على مستوى تعليمي عالي في أمريكا و اروبا , لأنهم مؤمن إيمان قاطع الحكم بقبضة حديدية-( كل البلدان العربية وكدا روسيا اليوم – بيلا روسيا) - أبوية القاسية, إنما أقاربهم وأصدقائهم ومن يدور في فلكهم الأقلية على رأس السلطة ( أسرة أو عصابة ). استمر على الأمر هدا المنوال حتى تم الإطاحة بنظام (جان كلود دوفاليي) وعشيرة في عام 1986 غادر الى فرنسا,-( توجد معلومات أنة في الوقت الحاضر بعد أكثر من 25 عام من الغياب يقوم بزيارة الأولى لمدتها ثلاثة أيام ) - بعد ذلك مرت هايتي بسلسلة من الانقلابات إلى أوائل عام 1991 جاء إلى السلطة حكومة ديمقراطية برئاسة( أريستيد) بدعم أمريكي , كان هو رجل دين ( قس) قبل ذلك , ولكن هو الأخير أيضا انتهى به الأمر إلى حال من سبقوه , أد تدهور الأوضاع من جديد وتكررت الأزمات مع الانتخابات والانقلابات , فوضى بلا نهاية , أخيرا أضطر إلى ترك منصبه كرئيس أكراها, أمريكا فرضت علية الإقامة الجبرية في جنوب إفريقيا حتى اليوم . هده المقدمة تعطي لنا غداء للتفكير اوفهم وتحليل ومقارنة ما يجري في اغلب الجمهوريات العربية والإسلامية والبلدان في إفريقيا مثلا – زمبابوي, السودان , الصومال وغيرها , موجابو او عيدي امين , او جعفر نميري, محمد سياد بري . كلهم نسخ لبعضهم بدون خجل . هنا نرى دور الأشخاص في لعب دور سلبي في تدمير مجتمعاتهم . مثلا اوكراينا رغم فقرها مقارنة مع روسيا خلال عشرين عام تمت الانتخابات في موعدها المحدد , وتم تغير الحكومة والرئاسة بشكل سلمي أربعة مرات بنجاح, مثل روسيا الاتحادية فقط باريس يليتسن وفلاديمير بوتين فقط خلال 20 عام 1991-2011, بيلاروسيا أكثر من 16 عام رئيس واحد , اليمن 35 سنة بلا انقطاع , معمر ألقذافي مدى العمر رئيس , والنكتة التي قالها معمر لماذا الثورة على زين العابدين؟ بعد ثلاثة سنوات سوف يذهب من السلطة عبر الانتخابات الحرة والشرعية والشفافة , نكتة خبيثة في اعتقادي .
- فادي العلماني
18 كانون الثاني (يناير) 23:01
تحية الى جميع المتحاورين , وأخص التحية إلى الأستاذ نادر قريط على هذه المقالة الجميلة , التي تعبر عن مشاعر 99% من الشعوب الناطقة بالعربية , في الحقيقة لم أتابع أخبار تونس على مدار شهر من التظاهرات , إلا في اليومين الأخيرين , أي يوم خطاب الرئيس التونسي الأسبق , خطاب الخديعة كما رأيته , عندما حاول الرئيس التونسي تخدير الشعب والتمظهر بمظهر الحمل الوديع الذي لم يكن يعلم بآلام الشعب التونسي العريق , هنا أحسست أن السيل بلغ الزبى عند هذا الشعب العظيم , حتى قام يثأر لكرامته , وأن شيئا ما سوف يحدث , لكن بصراحة تامة , لم أكن أتخيل رغم كل هذه المظاهرات التي قامت , أن يقوم الرئيس بالهرب بهذه الصورة الذليلة , حتى أنه لم يجد دولة من الدول التي كانت مقربة من نظامه أن تستضيفه , غير السعودية التي حنت عليه مقابل شروط أعتقد أنها مذلة له كرئيس دولة سابق , وهي منعه من التعاطي بالسياسة , وهذا يقودني إلى التساؤل , أليست هذه الدول الغربية هي التي تساعد هذه الأنظمة الديكتاتورية على البقاء رابضين فوق كهولنا , أليست هذه الأنظمة هي صناعة غربية بالفعل , وأن حقوق الإنسان هي فقط للذي يعيش فوق الأرض الأوروبية و الاميريكية , وممنوع علينا العيش أكثر من عيشة كلب يلهث خلف عظمة , أليست الدول الغربية هي التي تفرش السجاد الأحمر لرؤساء الديكتاتورية وملوك الأصولية , الساحقين لشعوبهم إما ماديا أو فكريا أو كلاهما معا , ولمن تكتنز الأسلحة في عالمنا العربي , أليست لحربنا و القضاء علينا إن حاولنا التفكير ببعض التغيير , ومن يعطيهم هذا السلاح , أليست الدول الغربية , أليس واجب الحاكم العربي أخذ الرضي من رؤسائه الغربيين والبركة قبل توليه الملك , وكلنا يعرف زيارة أحد الحكام الشباب إلى فرنسا قبل أن يرث الحكم من والده الاشتراكي , ومقابلته جاك شيراك يومها للتنسيق كيف ستتم عملية الانتقال , ولا سيما عندما علم موعد وفاة الوالد الاشتراكي كما كان يومها يخبرنا , قد أكون جنحت كثيرا على الحكام الغربيين , لكنني أجد أن شعلة الحرية التي أوقدها الليبراليين في بداية القرن العشرين , وكانت فترة جميلة من تاريخ هذه الأمم الناطقة بالعربية , أطفأتها اليد الاستعمارية الخفية بحلفها مع الأنظمة الديكتاتورية . لقد عشت اليومين الماضيين شعورا جميلا بحلم التغيير في مجتمعاتنا , حلم الحرية , حتى قراءتي تعليق السيد ناصر محمد عن كونه سيبلغ السلطات عن أي حركة ثورية لتغيير الواقع في المشرق العربي , وصلتني الرسالة التي عناها , وهي أننا أمما وقبائل ومللا ونحلا , ويخشى بعضنا بعضنا , لم نصل بعد إلى رؤية واضحة لما يجب أن يكون عليه الوطن الذي نعيش فيه , فمنا من يريد وطنا اشتراكيا ومنا من يريد وطنا شيوعيا والآخر رأسماليا والبعض ليبراليا , وهنالك من لا يؤمن بالوطن من أصله ويريده خلافة إسلامية تمتد من اندونيسيا شرقا إلى الأندلس غربا , والطامة الكبرى أن أحدا لا يسمع أحد , بل هنالك دوما حالة إقصاء للآخر بطرق عدة , إما بالاعتقال السياسي أو بتخوين المعارضين لنا فكريا أو بنحر وتفجير المخالفين لنا دينيا أو مذهبيا , فما العمل , أخبروني أرجوكم لأنني أريد وطنا أحس بالأمان فيه , ويكبر فيه أولادي الذين لم يأتوا بعد مطمئنين إلى حياتهم و مستقبلهم , من غير المعقول أن تبقى الأمور هكذا , و( تسخر من جهلنا الأمم ) , أرجو من قراء هذا الموقع المحترم الإجابة على هذا السؤال : كيف نصنع وطنا لجميع قاطنيه في هذا المشرق ؟ وشكرا لكم .
- حسين طحان
19 كانون الثاني (يناير) 03:05
يشغل الناس اليوم التساؤل عن امكانية حدوث ما جرى في تونس في بقية البلاد العربية . لعل المييز الاكبر لثورة تونس هو مفاجئتها للجميع , وذلك لأن المجتمع التونسي لم يبد أي أشارات على استعداده للثورةعلى الاستبداد . أما الحدث و الشرارة التي أشعلت الثورة أي أضرام البو عزيزي النار في جسده له دلالات عميقة . فجيوش العاطلين عن العمل و انسداد الافق السياسي و ثقافة المجتمعات القروسطية عوامل تجعل الشعوب قنابل قابلة للأنفجار في غفلة عن أعين الرقباء . هناك سبب موضوعي هام وهو أن أي نطام سياسي يحتاج إلى فكرة ورؤية يعتمد وجوده على مدى تفاعلها وتقاطعها مع تطلعات الشعب . والناصرية كانت خير مثال على توظيف تطلعات الشعوب العربية للشعارات القومية آنذاك التي لم تعد تطرب أحدا . كتب الفنان الراحل فاتح المدرس يوما أننا شعوب فقدنا حتى كلماتنا من كثرة الاستعمال والابتزال فمن يشعل ثورة في سبيل الحرية والتقدم ومن يتصدى ويصمد ومن يقاوم قوى الرجعية والامبريالية .وليس غريبا إذا ما غابت الشعارات عن ثورة الغضب التونسية . وليس غريبا أن قادة المعارضة كانوا مثل غيرهم مذهولين بما يحدث . أخير أقول أنه مازال أمام الشعب التونسي والعربي الكثير لتفعله . فأن لم يكن هناك رؤية واقعية تشكل أرضية ومنطلقا للتغيير فنحن نجازف بمئة سنة أخرى من الاقتات على شعارات براقة جديدة قد تكون عن الديمقراطية و الشفافية و المجتمع لمدني . و هذا قد يحدث ولو تغيرت الأنظمة .
Ruston, Louisiana - أحمد نظير الأتاسي
19 كانون الثاني (يناير) 07:15
تحيةللجميع والشكر للأستاذ نادر الذي طرح الثورة التونسية على بساط النقاش فليس لبعضنا من مساحة حلم إلا النقاش. أود أن أقول للأستاذ فادي بأني أعتقد أنه أساء فهم أ. ناصر. فهو لا يريد القضاء على كل حركة تغيير إنما يقرّ بالواقع المرير الذي مفاده أن التغيير ليس ممكناً في أي مجتمع وفي أية لحظة تاريخية، وهو يأسى على حال مجتمعه الذي إن حاول البعض فيه التغيير (على الطريقة التونسية) فلن تقود المحاولة إلا إلى التفتت والحرب الأهلية وأنا أوافقه في هذا. وأعتقد أن الإقرار بهذه الحقيقة يحتاج إلى صفاء نظر وشجاعة. أما عن الحل فهو يحتاج إلى زمن طويل. لكن لو قلت لك منذ شهرين أن الحل سيبدأ من تونس (أو من أي بلد عربي) لما صدقتني ولما صدقت نفسي أيضاً، ويخلق الله ما لا تعلمون (هل أستطيع أن أقول هذا وإن رمزياً؟). أما التنظير فسهل جداً خاصة بعد الحدث لا قبله.
طرابلس - جهاد مدني
19 كانون الثاني (يناير) 08:54
السيد نادر قريط جميل منك وضع موضوع تونس جنب إلى جانب هموم الفلسفة والتاريخ والنقد, أما الأجمل فهو تلك العبارة الذكية (فشعب تونس أزاح "إذا" وأراد الحياة). كل التهاني والتقدير لبسالة الجموع التي أدت أوركيسترا الأضراب والأحتجاج وسط ذهول العرب قبل غيرهم. من وجهة نظري أرى أن لخصوصية الوضع التونسي قياساً بالأوضاع العربية الأخرى الدور الأكبر لنجاح هذه التجربة الثورية, كالمستوى الثقافي وحضور النقابات والمؤسسات المدنية الأخرى وحسن أستغلال الفضاءالألكتروني في التعبئة والتوجيه ولكن هناك عاملين حاسمين لولاهما لما وصلت الأنتفاضة لغايتها. العامل الأول هو أن تونس ليست ببلد أستراتيجي حساس لكونه لا يحتوي على مايسيل له لعاب الدول العظمى كالنفط والغاز أو الألماس واليورانيوم, فدخلها القومي يأتي من الزراعة والسياحة على الأغلب والأحداث تزامنت مع فصل البرد موعد دخول موسم السياحة في بياته الشتوى وكذلك الزراعة أيضاً, الأمر الذي لم يتسبب في تلك الخسائر الأقتصادية الفادحة أو أثارة و تدخل القوى التي قد تشعر بأن أمنها القومي تعرض لتهديد ما. على العكس تماماً فدولة كالكويت أغرت كل فتوات الأرض بأن تهب لنجدتها على عيون نفطها وليس لؤلؤها أو سكانها وبدونها, كذلك الأمر بالنسبة للدول العربية النفطيةالأخرى إن مرضت تداعت لها سائر أعضاء المجتمع الدولي بالحمى. المضحك في هذه المناسبة أن الدول العظمى وجدت أثمن فرصة في هذه السانحة لتبرهن للشعوب العربية على حيادها وعدم دعمها للطغاة أي على عكس ماخبره ويختبره الشارع العربي منذ الأستقلال إلى أخر من أحرق نفسه لغاية الأن. الأمر الثاني هو أن بن علي لم (ييبس) رأسه أسوة بأخوته العرب في الأستبداد وبهذا فهو مجبر لا بطل, فقد حقن دمه ودماء شعبه (وخاصة بعد عدم إذعان وزير دفاعه لأوامره) فقرر الفرار بضغط الأعتبارات التي ذكرتها أعلاه. إن الأوضاع في جل الدول العربية لهي أشد سوء من مثيلتها في تونس وعدد اللذين سكبوا البنزين على أجسادهم وأحرقوها في أزدياد مضطرد ولكن لاثورة ولا هم يحزنون. أنا أراهن لو أن الشعب السعودي أو الليبي أو السوري أحرق نفسه عن بكرة أبيه لن نشهد ما شهدناه في تونس مع كامل تقديري له ولن نشهد وقوف الدول الكبرى موقف المتفرج كما يجري الأن. أتمنى أن تكون العاقبة للدول العربية الأخرى حتى وإن حالت الأسباب أنفة الذكر دون حدوث ماحدث لبن علي.
أشكرك سيد قريط على الأختيار الموفق لمواضيعك. سلام
-
- ناصر حسين
19 كانون الثاني (يناير) 17:38اختلف مع كل من يريد الوقوف عند اسباب هذه الملحمة التونسية لا الفقر والبطالة ولا الاختلاف بين اصحاب القرار في السلطةكان وراء ماحدث فهذه الاوضاع عاشها ويعيشهاالشعب العربي من الماء الى الماءان ما سطر هو ارادة وكبرياء الانسان التونسي التي هي سمته وهذا مالمسته في الانسان التونسي من خلال صداقتي وعملي معهم فوحدة الارادة والكبرياء التي فجرها بوعزيزي تؤكد سمة هذا الشعب ان كل القمع ولاستبداد الذي عاشه الشعب التونسي لم يستطع ولم يصل الى حالة سلب الارادة كما في بلاد المشرق ان المسلوب الارادةوالكبرياء لايستطيع ان يتغاعل مع اي حدث ممكن ان يكون الشرارة او البداية لتحريك المتمرد في داخل كل انسان ان موات المتمرد هو ماعمل عليه في بلاد المشرق وغيرها في تونس لم يمت المتمرد ويبدو لم يعمل على قتله
- ناصر حسين
19 كانون الثاني (يناير) 16:32
هنيئا لك تونس ببوعزيزك المؤسس وسيدي بوزيد الالهام هنيئا لك تونس بشعبك الامثولة لا الكلمة ولاالتاريخ وعقول البشر تستطيع ان ماذا وكيف الا اذا االشعب يوما ارا الحياةفلا بد ان يستجيب الطغاة
- - نادر قريط
19 كانون الثاني (يناير) 19:59
السادة والأعزاء جميعا: لا أجد كثيرا من الكلمات فقد خنقتني العبرات وأنا أشاهد هذا المواطن التونسي ليلة رحيل الحاكم، مواطن في شارع بورقيبه يتحدى منع التجوّل بمفرده وينادي بالحرية .. آه أيتها الحرية: http://www.youtube.com/watch?v=YyMr…
-
بنزرت - محمد علي الدريدي
19 كانون الثاني (يناير) 21:07أشعر بامتلاء مرعب، فكأنما أمتلك الحقيقة. أسجن داخل زخم الكلّ، و أنحاز إلى الإطمئنان باستسلام. لا أعرف، وسط راحتي تلك، هل أغفل عن اللايقين؟ ثمّة صوابية مغالية وسط بهجتي. أرجو أن لا أغتال نسبية المعنى…
Aachen - جمال خليل صبح
19 كانون الثاني (يناير) 21:05
تحية لكم جميعاً. لا أخفي مشاركتي إياكم الإنشداه بالحدث و الوقوع في حيرة كبيرة و قلق جسيم يتعلق بالمآلات التي ستفضي إليها هذه الثورة. الحالة لا تجود بنوع من التكهن و أليات الإختطاف جاهزة لدى جميع القوى بما فيها هذه الفاعلة على الأرض أو تلك التي تدَعي ذلك. و لكن، من حقنا كمتابعين بسطاء إبداء التوجس من الهاجس الديني التي تمثله تيارات الإسلام السياسي بالذات، إذ ليس هناك ما يدعو للبشرى على الإطلاق مذ ابتلينا "بالإخوان المسلمين" وتفريخاتهم التي لا تخطؤها عين، الصنو المماثل لأنظمة العسكر و الأمن والنهب، لكن بفارق بسيط: إنهم أشد خطراً. نحن بحاجة ماسة إلى سماع صوت أبناء البلد الذي لا نعلم عنه نحن أبناء المشرق العربي سوى النذر اليسير. لي صديق من القصرين تحديداً، رحل عن هذه الدنيا منذ مدة و عانى شخصياً من عسس البن علي، كبير الفَرَرَة، كنا أثناء نقاشاتنا المتعالية ننفجر بالضحك عندما أعلن اعترافي بأننا "نحن المشرقيين"، على حد تعبيره الساخر، لا نعرف عن تونس سوى الترجي و الإفريقي و الكسكسي و نعلم أيضاً أنهم يشتركون مع الفلسطسينيين في حبهم للملوخية. نعم، لقد صدمنا أبناء تونس و جعلونا عرايا أمام ذواتنا التي ترتعد لمجرد النظر في صورة الأب الأكبر في زوايا زوايانا وتكايا أرواحنا. كيف لا و نحن أبناء المشرق العربي ولدنا في زمن الحزب الواحد و القائد الملهم و الطوائف المخيفة و الهويات القاتلة. في خضم الحدث طفح سؤال مؤرق، ملحاح و خطير: و ماذا عنًا؟ أشعر بالمرارة، أبناء بلدي يبتهجون في الشوارع بالآلاف عقب فوز المنتخب على فريق يحتل المرتبة 107 عالميا ولا يتجرأون حتى على الإعلان عن تضامنهم مع بنات و أبناء تونس، لله دركم يا بنات و أبناء تونس، ماذا فعلتم بنا؟؟؟؟؟؟
- نايا سواح
19 كانون الثاني (يناير) 21:19
-
- محمد رحال
20 كانون الثاني (يناير) 02:10نعم، لا شك في ذلك ، فكلنا كذلك، منبهرون و مشدوهون ، لا نكاد نصدق ما حدث و لا ما يحدث في تونس الأمجاد و البطولات ،من شعب طيب الأعراق كريم الأخلاق عرف بصبر أيوب. إننا في حالة من الشرود الذهني و الوجداني الذي لا يكف عن ترويعه خوف من أن تتحول كل تلك الثورة الفريدة من نوعها في التاريخ العربي المعاصر ، إلى مجرد رجفة طير ذبيح ، سرعان ما تستحوذ عليها عصابة من قناصي الفرص الانتهازيين . حقا إنها مخاوف مروعة لولا طمأنينة، تؤكد عمق ما حدث ، صادرة عن ذلك النداء التونسي الخالد النابع من أعماق شعب ضاربة في أغوار التاريخ منذ قرطاج و حنيبعل ،ذلك النداء الذي خلده شاعر العروبة الخالد أبو القاسم الشابي الذي يحفظه كل عربي منذ الصغر و القائل : "إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ". و ها هو الشعب قد أراد الحياة و عشق الكرامة و لا يخشى بذل التضحيات في سبيلها. لقد كتب الكثير الكثير في هذه المناسبة و يمكن الاطلاع على الرابط التالي: .http://www.almassae.press.ma/node/14855
-
peine - dr.m.bitar
20 كانون الثاني (يناير) 12:12الثورة هي ترجمة لثغيير مفاجئ ومتطرف في معظم الحالات , وحال تونس ليس باآخر , ان ماحدث وسيحدث هو تغيير متطرف , الا أن حدوثة ليس مفاجأة , وانما عدم حدوثه هو المفاجأة , لقد تأخر هذا التغيير عقودا من الزمن ,والتغيير أو الثورة هي ضرورة مستمرة في كل زمان ومكان , وهذه الضرورة هي أقلها في تونس مقارنة مع الدول العربية الأخرى , التي تتقدم تونس عليها في الكثير من المجالات , ليس الدخل فقط وانما القوانين الاجتماعية من زواج أو طلاق ..أو حجاب أو تعليم أو تنطيم نقابي ..الخ , توني تعيش في نعيم نسبي مقارنة بالسعودية التي تمثل الجحيم المطلق , وضروورة التغيير أو الثورة في السعودية ملحة جدا , الا أنه بالرغم من ذلك لاينصح بثورة في السعودية , لأن الفشل هو المصير الوحيد لمحاولة من هذا النوع , والفشل هنا سيتجلى بالخراب التام , ومن لم ينتحر سينحر , وسينتصر المليك مع 5000 أمير , المرتزقة الأمريكية والفرنسية والانكليزية ..الخ سوف لن تسمح بالتغيير وترك بضاعة البترول للجياع والرعاع , والمليك سوف لن يرحل بعد سقوط 150 مواطن بين قتيل وجريح كما فعل المتحضر نسبيا بن هلي , وانما لن يرحل حتى بعد سفوط 15 مليون انسان سعودي , أي كامل الشعب السعودي ,سبب الفشل المتوقع في السعوديةهو عدم وجود ثوار, أي أن الشعب الصعودي غير مؤهل للثورة , لأنه غير مقتدر على القيام بها , ومن هذا المنطلق أعلن السيد نصر محمد عزمه على الوشاية , ليس تآمرا مع الظلم والظلام ,وانما حرصا على البشر ومستقبلهم , لقد أسئ للأسف فهم السيد نصر محمد
-
peine - dr.m.bitar
20 كانون الثاني (يناير) 16:19بعد غيبة ليست بالقصيرة أطل علينا السيد الرحال مشكورا , , معلنا انبهاره بالحدث ثم دهشته , مادحا أمجاد وبطولات شعب طيب , خائفا على الثورة من أن تتحول الى رحلة طائر جريح.. تستحوذ عليه عصابات الانتهازيين , وكم كان مفيدا لو أفصح السيد الرحال عن مايعنيه بالانتهازيين , هل هم العلمانيين والديموقراطيين ,الذين رأى بهم الشيخ القرضاوي اللصوص الذين يتربصون بالثورة ويريدون سرقتها منه , وكأن القرضاوي هو المالك المحتكر الوحيد للثورة , لقد حاول ويحاول القرضاوي سرقة الثورة قبل أن يحاول غيره سرقتها …وكعادته يحاول السيد الرحال مشكورا لفت انتباهنا الى مراجعه الخاصة , التي كانت سابقا مواقع اسلامية , أحيانا يترك الاجابة على أسئلة العموم الى جرائد لم يتفضل علينا بذكر اسمها , لربما لاعتقاده الراسخ بأنه موضع ثقة , وهذا ماأريد تأكيده , الا أن المرجع الأخير الذي نصحنا السيد الرحال بالرجوع اليه كان موقع أو جريد المساء , وما أن وقعت عيني على عنوان هذا المصدر , حتى تسارعت بالبحث عنه حيث وجدنه , والمرجع لم يكن موقع القرضاوي , وانما نسخة ملطفة عنه -رشيد نيني-, حيث قال السيد رشيد ما لم يريد السيد الر حال التفوه به , السيد رشيد غاضب على الحكم البائد لأنه منع الحج بتلفيقة الخناوير, وترصد المصلين ثم نكل بمن يشتم به رائحة التدين الخ , السيد نيني وصف الغرب بأنه مسيحي , والدجل الغربي يكمن في كون الغرب لايريد السماح بقيام دولة اسلامية , وكأن الغرب يمثل دولة مسيحية ,سطور السيد رشيد وما بينها ينصب في بحيرة القرضاوي الأصولية , وأسلوبه في الطرح لايستطيع التمويه على الفكرة التي يريد ايصالها للقارئ , دعوة مبطنة لدولة اسلامية , دعوة لاتختلف عن دعوة القرضاوي وبالتالي عن دعوة السيد الرحال , وعصابة الانتهازيين التي اشار اليها السيد الرحال هي عصبة العلمانيين والديموقراطيين , وكم كان جميلا من السيد الرحال لو أفصح عن رأيه بصراحة , بدلا من ارسالنا الى المساء والى السيد رشيد نيني , أقولها بمنتهى الصراحة لانريد دولة اسلامية دينية ,انما دولة مدنية ,واللص الأكبر الذي حاول ويحاول سرقة الثورة هو القرضاوي وفرقة القتلة التي يتزعمها
-
- محمد رحال
21 كانون الثاني (يناير) 01:19السيد البيطار إنها لا تهم عندي البرامج السياسية و الاقتصادية المتنوعة بقدر ما تهم القيم الأخلاقية التي لدى الأشخاص الذين توكل إليهم أمانة تطبيقها و السهر على تحقيقها ؛ فهل فيهم زهد و قناعة و حب للعدالة و الإنصاف ؟ هذا هو الأهم بالدرجة الأولى! . و قبل ذلك فقد شرحت لك رأيي الذي لا يؤيد خلط السياسة بالدين كما أوضحت أن الإسلام اتسع للعلمانية قبل أن تتسع هي له إلا أن الفرق بينهما يبقى في أخلاقيات كل منهما، فالعلمانية قد تكون محافظة على التقاليد الأخلاقية الإسلامية كما هو الحال مثلا في ماليزيا، و قد يطبعها التعصب بعض الشيء كما هي في تركيا، و قد تكون إباحية إلى حد التهتك كما هو حالها الآن في كثير من البلدان الغربية وبعض الدول العربية المداهنة لها على حساب هويتها. و قد أوضحت أن مسألة تطبيق الحدود الشرعية تظل خاضعة في وقتنا الراهن لشروط مستعصية و لا يمكن أن تتم إلا إذا توفرت على الأقل كل الظروف المعيشية الضرورية. أما عن الجريدة التي أشرت إليها فأنصحك مرة أخرى بالرجوع إليها لأنها تزخر،بمناسبة هذه الثورة التونسية، بمقالات لمختلف الكتاب غنية بالتحليل و المقارنة النقدية للأوضاع السياسية و الاجتماعية في بلدان المنطقة المغاربية والعربية. أنظر مثلا في ،نفس العدد، المقالة حول : «الاتجاه الإسلامي» في المعادلة السياسية التونسية | Almassae للأستاذ محمد ضريف . أما عن الشيخ القرضاوي فإني فعليك أولا أن تستمع له قبل أن تحكم عليه و تزدريه، فأنا من جهتي لا أستعلي عن الاستماع لرأيه كما أقرأ رأيك و لمختلف المفكرين و لا أتكبر أبدا عن أحد ، و آمل أن تكون أنت أيضا كذلك .
-
-
-
الرياض - إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ
21 كانون الثاني (يناير) 01:27
جمعة مباركة
غيبت الحياة الشاب محمد البوعزيزي
عانق الشموخ وعاني الآلم ليحي لدينا الأمل
أصبح رمزاً لشعب أراد الحياة
هاهو يعود شامخَ الى بارئه ليفارق غيابنا ويعانق حضوره الأبدي
محمد البوعزيزي سمت روحه وأبت الا الخلود الأبدي
إنا لله وإنا إليه راجعون
رجال تونس الأبرار وتحية تقدير و إجلال لشعب تونس الذي إستطاع ان يعري أنظمة الخزى والعار في كل العالم
تحىة لشعب أراد الحياة وأيقض شعوب العالم
تحية سلام لتونس الخضراء
تحيّة تبجيل وإجلال
لثورة عربية شعبية تونسية مدنية متحضرة
تحية تقدير و إجلال لرجال تونس الأبرار قائدي الاركان احمد شبير و رشيد عمار لرفضهم اطلاق النار على المواطنين
والتحية لهم منا سلام
لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
لتقرع كل الأجراس
وتدق الدفوف
وليعلو صوت المنابر باالتهليل
ونغني لشهداء الأرض الخضراء
ولمحاميها وشبابها الحالمين
و لفتياتها الحالمات
ولكل
كهل وكهلة
من شعب تونس الخضراء
نشيدة الخلود
وتصدح إرادة شعب أراد الحياة
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
ابو القاسم الشابي
الإنسان هو مقياس كل ما هو موجود على انه موجود ، و كل ما هو غير موجود على أنه غير موجود
مقولة للفيلسوف اليوناني براتاغورس
إبراهيم بن عبدالعزيز الدامغ الجمعة 011411 الرياض
موسكو - عقيل صالح بن اسحاق
21 كانون الثاني (يناير) 12:00
المجتمع الروسي في حالة تعثر في فهم ماذا جرى في تونس بالضبط , لان أجهزة الأعلام الرسمية كل ساعة تقدم تقارير إخبارية عن الوضع هناك , وتأكد بان الإحداث جرت بدون تنظيم داخلي مسبق, وفي كل خبر إعلامي رسمي يجري الحديث كيف انقدت الحكومة الروسية إفرادها من الجحيم التونسي بعد إن كانت جنة للسائحين ومنهم الروس . ما عدا المعارضة ضد بوتين التي تقوم بالمقارنة بين النظامين او البلدين , وبشكل خاص ما حدث في 11ديسمبر2010 في وسط موسكو, ما هي إلا الوجه الآخر لأحداث تونس , وهو فقدان شريحة كبيرة من الشباب لرؤية مستقبلية مشرقه لهم, في نظام اجتماعي وسياسي أغلق في وجههم كل الطرق للصعودعبر السلم الاجتماعي بدون الخضوع لـ -بوتين وحزبه وهو نموذج لحزب صالح في اليمن او مبارك في مصر …. , الفرق ان تونس إنها ليس نفطية بل سياحية عكس روسيا, والا تم توزيع فتات من الخبز بعد عشاء الاسرة الحاكمة , ولكن في روسيا الغنية قد أصبحت مستقبلها في يد العفريت مثل الكثير من البلدان العربية مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية , بسبب القبضة الحديدية التي طوقت السلطة على كل شريان الحياة فيها, وعادت من جديد فكرة (ستالين ) شركة حكومية تديرها عصابة, لا يمكن اختراقها , ولا يمكن الصعود من الفقر بدون مباركتها , أي تم تقسيم البلد الى طبقة حاكم غنية واغلبية فقيرة مسحوقة , هو سبب الثورات عادتا . ولكن هنا أقلية أدركوا بان بن علي أفسد من قبل من هم حوله, من جديد أكدوا المقولة التي تقول بان "الحاشية هي التي تعطي طعم لحياة الملك, بدونها لا طعم للسلطة ابدا " نتذكر الثورة الفرنسية واسببها الجوع وليس الكرامة مثلما في تونس والا ما حرق إنسان نفسه , وتوجدأقلية أخرى ذكروا محاسنه في السنوات الأولى من الحكم , مثل إلغاء كلمة سعادة فخامة الرئيس , و آخرين تذكروا مميزات تونس بقانون عدم تعدد الزوجات , هذا القانون كان يطبق في كلا من تونس واليمن الجنوبية مناقض لعادات وتقاليد كل البلدان العربية والإسلامية …….. ولكن أهم شيء تم التفاف علية من قبل الجميع ان أسرة بن علي وحاشيتة وبشكل خاص" ليلى" هي كانت سبب ان البلد غرق في فساد فاحش فالوقت الذي بلد يوجد فية خريجين عالي المستوى أكثر من أي بلد آخر , لان مثلا من خرجوا إلى الشارع هم من الشباب من لدية مستوى تعليمي ولكن يعمل في مجالات اقل من مستواه التعليمي , فبلد مثل اليمن يغرق في مآسيه وتتدني مستوى التعليم ويزاد اضطهاد الجميع باسم الإسلام والقومية , وسيطرة أجهزة الأمنية على كل مجالات الحياة مثلها مثل مصر, في نفس الوقت السلم الاجتماعي مغلق إمام جميع الشباب, الا انة لم يؤدي الى ثورة في كلا من اليمن ومصر , نستثني اليمن الجنوبية التي في مرحلة غليان ثوري منذ السابع من يوليو 2007 , نحن في انتظار أن تجري الثورة في اليمن أولا في الجنوب ومن ثمة سوف تحرق الأرض تحت إقدام الدكتاتورية, التي هي بالفعل اسؤ من بن علي ألف مرة , لان أسرة عصابة تحكم اليمن منذ عام 1978 إلى اليوم , فالفساد الحقيقي سوف يكون موضوع حديث طويل وعريض لزمن طويل (http://www.adenpress.com/arab/). فالشيء المشترك في اغلب الدكتاتوريات هو الصعود الى كرسي السلطة المهمة الأولى, وفيما بعد لا يجب ترك الكرسي خوفا من العقاب , والمهمة الثانية هي إفراغ الساحة السياسية من إي معارضة قوية من اجل تداول إدارة البلد بطرق سلمية وعبر الدستور, وهو ملحوظ في كل بلد من تاهيتي الى ايران رغم اختلاف غلاف كل كتاب , الا ان السطور موحدة في كل الكتب منهم . هنا على قبر نيكيتا خورتشوف الامين العام للحزب الشيوعي السوفيتي العظيم تولي الحكم بعد ستالين بين 1953 -1964 , تم نصب على قبرة نصب تذكاري مكون من حجرتين ابيض واسود وفي وسهم رأس خروتشوف , يذكر ايجابيات وسلبيات كل شخص , قام بتصميمه نحات سوفيتي طرده من الاتحاد السوفيتي إلى أمريكا نفسه خروتشوف في بداية الستينات((ارنست نيئزفيستني) http://ru.wikipedia.org/wiki/%D0%9D…) ) .
النصب التذكاري يمكن مشاهدته على هدا الرابط .
- محمّد النجّار
21 كانون الثاني (يناير) 15:01
تساءل إدوارد لورنز سنة 1972: "هل يمكن لخفقان جناحي فراشة في البرازيل أن يُحدث إعصارا في تكساس؟" قد يبدو هذا السؤال غريبا ولكنّه واقعيّ، إنّه أثر الفراشة، فتكفي صفعة على خدّ إنسان ما في مكان ما في زمان ما حتّى يتلوها في زمن قياسيّ سقوط نظام من أقوى الأنظمة الأمنيّة، إنّه خفقان جناحي الفراشة في سيدي بوزيد الذي أدّى إلى إعصار مدمّر في القصر الرئاسيّ بقرطاج، عبر تتابع الأحداث الرهيب والسرياليّ.
أثر الفراشة هو نفسه أثر الثورة، فأعظم الثورات، على رأي فيكتور هيجو، تولد من المآسي البسيطة كما تولد أعظم الأنهار من الجداول البسيطة، ولكن للثورة منطقها وفلسفتها، فمنطقها هو أن تقود إلى الحرب وفلسفتها هي أن تقود إلى السلم.
فأين تونس اليوم؟ هل هي في منطق الثورة أم في فلسفتها؟
كم يرعبني هذا السؤال! فقد كانت الثورة طفلة بريئة عفويّة خرجت إلى الشارع بلا حسابات أو مؤامرات سياسيّة، كانت بسيطة وعميقة من فرط براءتها، لكن وبعد الإفاقة من صدمة الأحداث المتلاحقة، بدأ الجميع يمدّون أيديهم إليها ويقودونها إلى وجهاتهم، وها هنا يبدأ الخطر، ويبدأ منطق الثورة لا فلسفتها، بدؤوا يسرقون "تاءها" لتتحوّل من ثورة إلى ثور، ثور هائج يحطّم كلّ شيء أمامه.
بدأ انتهاز الاحتقان السائد لتحريض الشباب على الخروج إلى الشارع، لكن لم تعد الثورة تلك الطفلة العفويّة بل أصبحت موجّهة إيديولوجيّا، وكلّ يتحدّث باسم الثورة، كلّ يدّعي وصلا بليلى، لكن ليلى تعرف صاحبها.
وكما قال بونابرت: "في الثورة هناك نوعان من الناس، الذين يقومون بها والذين يستفيدون منها". الذين لهم حسابات لتصفيتها فيما بينهم، والذين يريدون قطعة من الكعكة التونسيّة، والذين يريدون حلّ الحكومة الوقتيّة بحثا عن حلّ جذريّ، والذين يريدون إبقاء الحكومة الوقتيّة بحثا عن حلّ سلميّ، والذين يستعملون مبدأ (نلعب وإلاّ نحرّم) والذين يخوّنون بعضهم بعضا، والذين يندّدون بكلّ شيء حتّى بتنديدهم نفسه، والإسلاميّون الذين يتربّصون لنضرب بعرض الحائط جهود الحداثة في تونس، ومع هذه الفوضى أخاف استيراد اللعنة التي حلّت ببلدان أخرى إلى وطني.
هذا كلام شخص متشائم ربّما، لكنّه كلام شخص قلق وعينه على التجارب القديمة والمعاصرة في بلدان أخرى، وكثرة الاحتمالات تصيب بالدوار وتجعلني أغيّر رأيي عشرات المرّات، فمنذ أسبوع كنت أميل إلى التغيير الجذريّ في الحكومة لكنّي خفت من الفراغ السياسيّ ومن خطر تصارع الأذرع السياسيّة القديمة (التي قد تستميت بكلّ الوسائل في بقائها) والجديدة (التي تتكلّم باسم الثورة في فرض وجودها) والقادمة من الخارج في خطّة قلب هجوم، هذا دون الذين يلعبون على الأجنحة، والذين يقومون بعمليّات تسخينيّة قرب مقعد الاحتياط، فتراجعت وأصبحت أميل إلى التغيير البطيء ومزج الحكومة القديمة بالجديدة لكنّي خفت من الفخاخ التي قد تنصب وتلتفّ وخاصة أنّهم أغاروا على وزارات السيادة في أمر دبّر بليل، فتراجعت اليوم مرّة أخرى عن رأيي، واختلطت الأمور تماما في ذهني، وصار الأمر كالبوكر (ليس الجائزة وإنّما اللعبة) فإمّا الذهاب إلى الهاوية رأسا وإمّا العودة إلى نقطة الصفر وإمّا التغيير الحقيقيّ الناجح، ولا أعلم هل يتطلّب الوضع اندفاعة الشباب ودفع الأمور إلى أقصاها لعلّ الشاعر يصدق في قوله: (وفاز باللذّة الجسور) أم يتطلّب حكمة الشيوخ والتريّث كقول الشاعر: (الرأي قبل شجاعة الشجعان) فكلّ الاحتمالات واردة وهذه هي المشكلة، ولن تكتمل فرحتي فعليّا وأفتح زجاجة الشمبانيا إلاّ حين تستقرّ الأمور ويتوضّح المشهد، مخفيا كلام ميرابو عن مجال تفكيري، فقط لأطمئنّ، والذي يقول:
Le meilleur moyen de faire avorter la révolution, c’est de trop demander.
فيا أيّها القدر قد استجبت لإرادة شعبي فلا تخيّب آماله أرجوك. ويا أيّتها الثورة نريد فلسفتك لا منطقك.
ورغم ذلك فلا يسعني إلاّ أن أقول لنفسي: ارفع رأسك عاليا بفخر، فإنّك تونسيّ.
أستاذ نادر أهديك وأهدي الجميع هذه الأغنية النادرة لفيروز، إليك يا قرطاجة العظيمة:
http://www.youtube.com/watch?v=dmMN…
Ruston, Louisiana - أحمد نظير الأتاسي
21 كانون الثاني (يناير) 21:02
تحية للجميع. أراقب الأحداث كالجميع بعين المؤرخ الذي يعيش بعيداً عن الأحداث والذي لم يكن في يوم مسيساً في حزب أو جماعة. وأقول للأستاذ محمد النجار، تعليقك أفضل ما قرأته في وصف الثورات والمراحل الإنتقالية الثورية. صديقي كل الثورات تبدأ عفوية وبعيدة عن التأطير ولا تصدق النظريات المابعدية ابتداءاً من الثورة الفرنسية ووصولاً إلى الثورة التونسية. لا توجد ثورة بدأت بأيديولوجيا، لكنها كلها تنتهي بأيديولوجيا. من سيكون الرابح إذاً؟ أعتقد أني أستطيع أن أتوقع لكني أحتاج إلى معلومات مستفيضة ودقيقة. الجواب العام هو كالتالي: الذي يملك القوة الضاربة والقدرة التنظيمية. السر هو في توجيه الطاقة الحركية للناس وهذا يحتاج إلى فرض وقنوات لتمرير الطاقة بشكل خلاق أي مهيكل. الحضارة والمدنية أي النظام هي الأنا العليا التي تحدث عنها فرويد إنها القوة الكابحة لجماح الفوضى والكابتة للغرائز والبانية للصروح والمؤسسات التنظيمية. من يملك القوة الموجِهة والمنطق التنظيمي يستطيع أن يسيّر القوة الفاعلة في قنوات محددة تنتهي ببناء هيكل منظِم. الأمر يحتاج إلى وقت وجهود كبيرة ويقد يتغير اللاعبون المتنافسون على الساحة عدة مرات، والثورات الهدامة هي التي لا تنتهي بظهور منتصر. ليس من الضرورة أن يكون المنتصر فرداً أو جماعة واحدة فقد يكون تحالفاً. من هم العقول المنظمة الآن ومن يملك القوة الضاربة ومن يملك التنظيم على مستوى الشارع ومستوى الدولة؟ المفرح في تونس أن الدولة لا تزال موجودة. بالطبع المستويات الدنيا والوسطى من البيروقراطية أهم الآن من المستويات العليا لأن الدول تذهب ويبقى البيروقراطيون. إذن التغيير الجذري الآن لا يجب أن يتعدى القيادات. تغيير المستويات القاعدية يحتاج إلى وقت. وباعتقادي أن أفضل مرحلة إنتقالية يقودها التكنوقراطيون غير المنتمين إلى أحزاب وجماعات. الجيش لا يزال متماسكاً لكن أين ولاؤه ومن يدعم؟ الجماعة الذكية هي التي تدخل في تحالفات حتى لا يتم إقصاؤها لكنها التي تركز الآن على التنظيم القاعدي على مستوى الشارع تحضيراً للإنتخابات المقبلة. وأرى أن الإنتخابات البلدية معركة أفضل من الإنتخابات الرئاسية. الشائع في السياسيين العرب هو التركيز على كرسي الرئاسة لأنهم لا يثقون ببعضهم البعض (إرث قديم) وانظر فحتى المنصف المرزوقي المحترم يريد أن يترشح للإنتخابات الرئاسية. هذا باعتقادي سوء تخطيط إذ لا يزال الحزب هو الرئيس والرئيس هو الحزب. أنظر إلى الأحزاب الامريكية الثابتة إنها لا تمثل أحداً بل هي تجمعات ضخمة من البيروقراطيين المستعدين لملء الكراسي في حال النجاح بالإنتخابات. فإن لم يربحوا السلطة التشريعية ركزوا على الإنتخابات النيابية حتى يكونوا قوة معارضة ذات وزن. لا أقول أنها أحسن سيناريو لكنها لعبة ذكية خارج حدود الأيديولوجيا والقيادات الفذة. أنا شخصياً أفضل القرعة على الديمقراطية لكن الديمقراطية تفرض نفسها هذه الايام والناس لا تتوجه إليها بالنقد وإنما تقبلها كحلم وهدف سامي. باعتقادي الأمر سيأخذ عدة سنوات والخوف هو من تدخل القوى الخارجية. لكن ما دام الجيش بعيداً عن السياسة فباستطاعته أن يلعب دور حامي الدولة والديمقراطية. يجب تغيير الدستور وتوضيح اللعبة لكن بعد الإنتخابات الأولى. أما إقامة مؤتمر تأسيسي فهذا وارد في غياب دولة لكن الدولة موجودة ولا يجب التخلص منها. والداعون إلى مؤتمر تأسيسي يحبون المقامرة لأنها تزيد من فرصهم. رئيس المرحلة الإنتقالية يجب أن يكون رئيس توازنات وتحالفات لا رئيس جماعة غالبة والافضل إختيار تكنوقراطي عجوز. أعجبني احترام الناس للدستور ونبذهم للعنف وهذا أساسي لكنه قد يتحطم عند وقوع الضحية الأولى فالناس تحب الإنتقام. الإسلاموين سيطروا على الثورة الإيرانية لأنهم كانوا المسيطرين على لجان الأحياء ووفروا القائد الرمز الذي وجه القوة الفاعلة للشعب في قنوات إسلامية. البلشفيون الروس كانوا أقلية لكن لجؤوا إلى العنف لهذا السبب وسيطروا على الجيش ومجالس السوفيات. الثورة الفرنسية مرت بمراحل متعددة لكن انتصر البرجوازيون لأنهم ظلوا قابضين على البرلمان ومن ثم تحالفوا مع نابليون أي الجيش.
- حسين طحان
21 كانون الثاني (يناير) 23:32
في هذا الوداع نحبك يا تونس أكثر مما كنا نعرف ما أجمل الأسرار الكامنة وراء الباب الموارب وراء بابك فهل نقول لك شكرا لم أسمع أبدا عاشقين يقولان شكرا محمود درويش
التطبيع الالهي - محمد البدري
22 كانون الثاني (يناير) 23:06
بثورة تونس، ومثلها مثل ثورات كثيرة، جرت علي شعوب ونظم متعدده فان المرعب فيها قد تم تجاوزه. قبل الثورة مباشرة كان قد حسم القدر (الله) قراره بجعل الظلم فرضا علي الناس ولصالح الحاكم. ولان القدر هو الحاكم العام للكون من فوق سبع سماوات فان تطويعه لصالح المظلومين والضرب بقراراته السابقة عرض الحائط تجعله مطبعا مع الشعب الذي اراد الحياة رغم انفه وانف من كان يقف معهم. لهذا فان "النوم قرير العين يا أبا القاسم، فشعب تونس أزاح بن علي وازاح القدر معه هو درس في ميتافيزيقيا الشعوب وما في عقلها الجمعي. لكن علي "محمد بوعزيزي " ايضا ان يرقد قرير العين والروح التي ستقف لتحاسب بصرامة كل من اضطره لمغادرة الحياة، رغم انها مغادرة لا يعدلها مداد البحر كله لو كتب القدر توصياته الدينية بها حسب ما كان العقل الجمعي مغتنعا. قرار الحرق لـ "محمد بوعزيزي" قرار انتصار وفردي شانه شأن الفرد الصمد في قراراته الاحادية. انها ثورة أرضية جديدة لتحل محل كل اأوثان السماء.
اذا كنت تونسيا فهذا جيد ان تتعلق بحضارتك وحتى اذالم اذا لم تكون تونسياساقدم لك نصيحة هذه الصور التي عرضته على الانترنيت يمكن لشخض خجول او راشد مثلا لن يحب الموضوع بتلك الصور التي تفسد الثقافة ^^واكن لاباس المهم انك قدمت مشاركتك^^ :(**تسلم ايديك**):
ردحذف** شككككككككككراااااا لك**
.....واليوم يا صديقنا نادر...ماذا تبقى من الثورة ؟؟؟ لم يعد الامر ان يكون سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء...............
ردحذف