
دفاعا عن الوثنية؟
إذا تشاجر رجلان واقتربت زوجة أحدهما لتنقذ زوجها من يد ضاربه، فمدّت يدها وامسكت عورته فاقطعوا يدها ولا تشفقوا عليها[ سفر التثنية 25: 11 12
تغيّرت البلادُ ومن عليها ــــــــــــــــــــــــــــــ فوجه الأرض مُغبرَ قبيح
تغيّر كل ذي طعم ولون ــــــــــــــــــــــــــــــ وقلَ بشاشة الوجه المليح
وبهذا نقدم إثباتا دامغا، بأن آدم لم يكن أبا البشر وحسب، بل كان شاعرا عربيا لوذعيا، يقرض شعره على أوزان البحر الوافر. (ومن لايعجبه هذا الكلام، فلينطح سور الصين العظيم) !!فالرب (يهوا ) الذي سال لعابه لرائحة القرابين وإنبسطت أساريره لكبش هابيل، (بينما إمتعض من هدايا قابيل النباتية)هو نفسه الإله البابلي الذي كان يتنسم رائحة الشواء أوإيل الكنعاني وإيلوهيم ( صيغة الجمع) إنه ( إله) باللغة الآشورية، الذي أضاف له العرب أل التعريف ليصبح ( ال إله وتخفيفا: الله) إنه العليّ أو عليون: إله الجبال (في حوريب) وشداي (الشديد) وهوالإله اليمني (رحمن). وإله الآباء: إبراهيم ويضحك (إسحق) وشمعيل، وعيسو، وتوأمه الذي أمسك عقبه ( يعقُب) ويوسف وموسى وداوود، إنه الصورة(الانتولوجية) للذكر، الذي أمر بقطع يد الأنثى بلا شفقة، إذا ما سوّلت لها نفسها العبث بآلة ذكورته أو التعدي على حرمة (بيضتيه) المقدستين.. إنه هو هو ( معنى يهوا) إله البترودولار، الذكر الذين يتبختر كالديك في شارع (إج رود) اللندني، متبوعا بنساء ملفعات بالسواد، وخادمات سيرلنكيات، وأطفال كأكياس البطاطا، يلهثون من فرط السمنة.. إنه هو هو تبارك إسمه إلى أبد الدهور أمين.
***البحث عن القبور
لعلك تقصد كمال الصليبي صاحب كتاب " التوراة جاءت من جزيرة العرب"؟ قبل سنوات أضاف كتابا آخرا حول نفس الموضوع إسمه " خفايا التوراة". وعلى ذكر خفايا فقد أخفيّت عن محدثي أن الصليبي لبناني وليس سوريا " حسب علمي" وهذا تعلمته من النمساويين الذين يفرحون عندما يُنسب أدولف هتلر إلى ألمانيا وبيتهوفن للنمسا (مع أن العكس صحيح) ..قال:
ما رأيك بما ذهب إليه الصليبي، ألا ترى أن عسير وتهامة ( منطقة جنوب غرب جزيرة العرب) هي المكان المناسب لعصر الآباء؟؟قلت له:
بما أن الأركيولوجيين الإسرائيليين وغيرهم فشلوا لحد الآن، في إيجاد قطعة فخار واحدة تبرهن على عصر الآباء (عصر إفتراضي امتد من إبراهيم بحدود 2000ق.م حتى نهاية المملكة الموحدة لداوود وسليمان حوالي 950ق.م)، فإن القضية ستظل أشبه بأسلحة الدمار الشامل العراقية، وبما أنهم نبشوا أرض فلسطين إبتداء من حفريات القدس، التي قادها الضابط شارلز وارن من فرقة الإستطلاع البريطانية عام 1867 م ولحد اليوم، ولم يجدوا شيئا، فإن الآباء سيظلون أشباحا وهمية ..عابرة بين الكلمات(تعبير للراحل محمود درويش) .قاطعني قائلا: أنت ما رأيك ؟؟ هل ترى أن عسير مناسبة من حيث المبدأ؟أجبته مازحا:
وبعيدا عن المزاح، أود لفت الإنتباه إلى أن هذا النص هو تنويه لعمل مستقبلي، يروم تقديم عرض وترجمة لبعض البحوث، التوراتية، فيما يسمى إصطلاحا " أرض التوراة " والتعرض لمنهجها وإشكالياتها كما وردت في كتابين ذاع صيتهما لإسرائيل فنكلشتاين( الرئيس السابق لمعهد الأركيولوجيا في جامعة تل أبيب وهو غير نورمان فنكلشتاين صاحب: صناعة الهولوكوست، لكنهم على مايبدو من نفس العشيرة) ونيل سيلبرمان، عنوان الكتاب الأول: لا أبواق أمام أريحا1998 ،والثاني: داوود وسليمان 2006 (حسب الترجمة الألمانية) ثم التعرض لمحتوى أطروحة الأستاذ الصليبي وإلى أبحاث تاريخية لسانية حول الديمغرافيا المقدسة، الممتدة من فلسطين إلى الحجاز.
ولغرض الإستفزاز والتحفيز سأبدأ من حيث إنتهى فنكلشتاين وسليبرمان في كتابهما "داوود وسليمان":بين القرنيين السادس عشر والثامن قبل الميلاد لايوجد في القدس إثباتات، تدل على وجود مدينة مهمة أو عاصمة لمملكة، فمن وجهة نظر أركيولوجية كانت أورشليم ( المقصود ضمن هذه الفترة الزمنية) عبارة عن قرية صغيرة وفقيرة نسبيا، وغير محصنة، في منطقة جبلية، مساحتها بين هكتار أو هكتارين، وقد عاش سكانها على الجزء الشمالي من التل، ليس بعيدا من نبع جيهون.(إنتهى الإقتباس)
وتعود القصة مرة ثالثة لتتحدث عن حريق المكتبة وفنائها، على يد السيد عمر بن العاص بعد أن إستفتى الخليفة بشأنها، والذي أجابه بمقولة مفادها: إن كان فيها ما ينفع فلنا كتاب الله، وإن كان فيها ما يضر فالنار كفيلة بها؟صحيح أن كل تلك الروايات تعود إلى أزمنة أسطورية، ولايمكن فهمها إلا على المستوى الرمزي، بإعتبارها صدى لذاكرة مشوشة بعيدة، لكن رمزية رجم هباتيا الوقورة بأحجار الرهبان، وحرق المكتبة تشير إلى نهاية الإسكندرية كعاصمة لعصر الأنتيكا الذهبي، وبداية لعصر يُرجم فيه العقل، وتحرق فيه الكتب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق