
شعر : مهدي بندق
يقترب ْ
وأنا شهقة ٌ علـُقت ْ بالسنين ِ،
وتحتي محيط ُ الفناء ِ ،
هنا
أتذكر ما كنتـُه في لحاء الصعود ِ الهبوط ِ على
نخلة ٍ في الصبا صاحبتني،
ووشوشتْ النرد َ يمنحني ما أشاء ُ
ويدرأ عني الخسار ََ لمنتصف ِ الوقت ِ ،
ثم يعود ُ
لكي يسترد الذي حزتـُه تحت راياتـِها:
العيون ُ المضيئة ُ في مطر الإنتظار ِ الدفئ ِ
الرموش ُ المقيمة ُ في منزل البرق ِ
همس ُ النهود ِ بأسرارها فوق خصر الضحى
ونعاس ِ الظهيرة ِ
شقشقة ُ الأقحوان على قبلة ٍ من سـُلاف ِ القرنفل ِ
أفتح كل الموانئ ِ فيها وكل ِّ النقـَبْ
ربة ٌ للعطاء ِ و خالقة ٌ للبصائر ، لكن ْ ُتطارد بالنرد مثلي
مغيبة ً عن شعائر نخل ِ الزمان بمنتصف الوقت ِ مثلي
الزمان ِ الذي جاء ُيقعدها كالسجين بزنزانة الإنفراد ِ
فلا تبصر الآن خضر َ المراعي وُصفر َ الحقول ِِ
ولا يلتقيها الهواء ُ المسافر ُ للمدن ِ الساحلية ِ في الصيف ِ
لا تلتقي النيل َ يضحك عند منابعه ِ ،
أو تراه يجفف دمعاتـِه في المصب
أنا مثلـَها غافلا ً كنت ُ عن زمن ٍ أصلع ِ الرأس ِ
آذانـُه الوقر ُ
في شهقة ِ الصمت ِ ُيجبرني
أن أدبج شعرا ً بديلا ً عن الفعل ِ
سوف تراه الضرورة ُ محض هراء ْ
قال : انتظرناك سبعين عاما ً
لتشهد أن القصائد َ ذاهبة ٌ للفناء ْ
مثلما كل شيء يجئ ُ ويذهب ْ
قلت ُ : خذني لقاعـِك لا تتوان َ
وأنزلْ علي ّ سدول التجاهل ِ
[ تلك التي ألقمتني الرَغام َ طويلا ً ]
وإني لأقبلها اليوم َ درع َ الختام ِ
تصد عن الروح زيف َ الصخب ْ
غير أن الذي يتشبث باللحم والعظم منذ البدايات ِ
ظل يراوغني ، موعزا ً أنني الأصل ُ والآخرون الخوارج ُ
تلك النجوم الشموس المجرات ُ والأفق ُ،
والأمم الثعلبية ُ والأمم الأرنبية ُ والكائنات ُ الوسيطة ُ بينهما
العائشين بدار الرضا
كلها نسخ ٌ تتلاشى إذا ما استدرت ُ ،
وتمحى إذا نمت ُ ،
سلسلة ٌ كلها ، وأنا سيد القيد أمسكه أو إذا شئت ُ أكسره ُ
لاعبا ً بالمصائر شرط اجتناب سؤال السبب
وكان يحط على ّ رويدا ً ومن شهقتي يقترب
فأرى خنجرا ً خبـّأته الخديعة ُ بين سنابله والزبرجد ِ
منها تطل ذئاب ٌ تغرغر بالدم أفواهـُها
والأشقاء أنيابـُها
والبنون يبيعون ألبابهم في حوانيتها ،
الماء ُ يمشي وراء الغواية للخلف ِ
ماذا إذا ما تبين صدقُ الذي يتشبث باللحم والعظم ِ ؟
أنا خائف ٌ من مصير التأله ِ والوحدة الأبدية ِ
دون رفيق ٍ يغيب معي في النهاية ِ
هل من سبيل لكي أستقيل احتجاجا ً
على ما تقرر في مجلس الفكر ِ
ذاك الذي انتهش البسطاء َ الذين يقيمون تحت الصناج ِ
يصلـّون ليل نهار وليس ُتلبى لهم أمنيات ٌ فيندهشون
قليلا ً ، وفي آخر الوقت يستسلمون َ ، أنا لا أسلـّم سيفي
وإن صيروني وريثا ً لقيصر َ ، كيف أبادل وهما ً
بمجد السؤال ِ الذي تتقشر كالبرتقالة ِ ُلحمتـُه ُ ..
والحروف ُ
خلال التلظي تقطـّر ُ في القلب بعض َ الرطب ْ ؟
إنه يقترب ْ
وأنا قطرة ٌ غير أني أسابقه ُ
لأذوب كغيري بهذا المحيط المعابث ِ
لا أتبسم ُ أو أنتحب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق