(كيف ومتى فتح العرب الأندلس؟)
تقديم وتعريب: نادر قريط
من منّا لا يتذكر كيف وقف طارق بن زياد القائد البربري أمام جنوده (المبللين طبعا بمياه البحر) وكيف قصفهم بخطبة عربية يعجز عنها فحول الفصاحة (البحر من ورائكم والعدو من أمامكم !!) ومن منّا لايتذكر "صقر قريش" عبدالرحمن الداخل (بن معاوية بن هشام)، الذي نجا من مذبحة العباسيين عام 755ميلادي كآخر عنقود من بستان هشام، وكيف قادته العناية الإلهية، وما في عروقه النبيلة من بطولة ليقطع العالم القديم ويعبر المضيق ويقيم دولته في قرطبة. إنها أحداث راسخة نقشت في عقولنا بإزميل المؤرخين، ولعلها أكثر حقيقة من الحقيقة نفسها.
لكن فتح الأندلس وغيرها من الأحداث المبكرة كالفتوحات الإسلامية، وموقعة الجمل وصفين وكربلاء وغيرها لاتملك دليل حدوثها خارج رقع المدوّنات التاريخية (والشعرية)، والورق وقريحة الشعراء
لا أثار أركيولوجية مادية تؤكدها، ولا عملات أو عمارة أو شواهد قبور تشهد عليها، لاشيئ بالمطلق، حتى رسائل النبي محمد إلى هرقل والمقوقس ( أسلم تسلم) التي يتباهى بها عابد الجابري، وينشر صورها ليست أكثر من مفبركات للقرون المتأخرة، وأستغرب كيف يقع باحث بمقامه في فخ هذه السذاجات التي لاتزيد كثيرا عن الرسائل المتبادلة بين المسيح وملك دمشق آغاروسAgarus (ترجمها أيسوب Eusub أحد آباء الكنيسة المبكرة، بعد أن عثر عليها في السجلات الأسينية) لكن الغريب المثير للسخرية، أن آغاروس هذا كان ملكا عام 500ميلادي والأغرب أن المسيح كان في رسائله يستشهد بإنجيل تلميذه يوحنا!
وهذه أمور معروفة فبركتها خيالات القرون الوسطى تماما كقبر النبي داوود على جبل صهيون، أو برجه الشهير القريب من باب يافا (الذي مابرح يرمز ويجسد إرتباط اليهود بمدينة القدس)، وهو في الحقيقة ليس أكثر من صومعة بنتها جيوش السلطان سليمان العثماني
وإختصارا أعود إلى ملف قديم، كتبت حوله مرارا، عن تيار نقدي مابعد حداثي، يحاول إعادة طرح المسلمات والبديهيات أمام إختبار البحث، مشككا بكل التاريخ الروائي القصصي الذي دُوّن بصورة عشوائية معتمدا نزعة شعرية خطابية، أو نسج قصصه من ذكريات باهتة وأصداء أحداث منسية دُوّنت لأسباب سياسلطوية، وبما يناسب الفضاء المعرفي العقلي لتلك العصور، وكما أسلفت فإن هؤلاء النقاد المثيرين يضعون حقبا كاملة بما فيها من سلالات وملوك وحروب موضع الشبهة والريبة. وأحد هؤلاء النقاد هو الألماني هاينسون Gunnar Heinsohn:
وُلد عام 1943، وهو أستاذ للفلسفة والأقتصاد والإجتماع في برلين، إنضم إلى أنصار فرضية هربرت إليغ (التي تدّعي أن الفترة بين 614م و911م هي فترة شبحية خالية من التاريخ ) وقام بدعمها من خلال دراسته لمسكوكات القرون الوسطى، ويرى على سبيل المثال أن تاريخ مصر القديمة وبلاد الرافدين قد تم تطويله حوالي ألفي سنة، لدعم التاريخ التوراتي (سفر الخروج) وتأكيد مصداقيته.
وبعيدا عن هموم وتعقيدات التاريخ الأوروبي وحقبه وأحداثه وملوكه، عثرت على دراستين كان قد نشرهما هاينسون في مجلة شهيرة تعنى بالنقد التاريخي إسمها Zeitsprünge (وتعني: قفرات زمنية ومجازا:خيانة زوجية)
وتعود أهمية الدراستين لتناولهما الحقبة العربية الإسلامية في أسبانيا وصقلية. وهي أماكن إحتكاك حضاري مهمة، كانت السبب لقدح شرارة النهضة الأوروبية. وإرتأيت البدء بأسبانيا مختصرا ومقتصرا على زبدة الكلام، ومتجنبا قدر الإمكان الترجمة الحرفية، فالمهم حسب تقديري ليس الإقتناع بنظرية الكاتب والإستسلام لفرضياته، بل رصد طريقته ومنهجه، وتسجيل إعتراضه وظنونه.
فالبحث عن قرائن مادية ( دراسة العمارة والمسكوكات والمخطوطات والنقوش ورفع اللبس عن تزمينها..إلخ) هو الطريقة الوحيدة الممكنة لفحص مدوّنات الماضي المؤسطرة. لأن تصديق تاريخ نقله الرواة والحكواتية (على طريقة حدثنا أبكم عن أطرش عن شاهد ماشافش حاجة) أمر يفضي في النهاية كما يقول ف.كامماير (أحد آباء النقد التاريخي) إلى خلق وعيّ تاريخي مزيّف، يصبح وقودا لصراعات دائمة.
يبدأ هاينسون دراسته مشيرا إلى أن تاريخ شبه الجزيرة الإيبرية حافل بالتغيرات الراديكالية العنيفة، وفقير بالمصادر: خصوصا في القرنين الممتدين بين غروب الحكم الغوطي لفامبا ( 672ـ 680 م) [1] وحروب ألفونسو الثالث (910ـ 866م) حاكم ليون وأستوريا. ثم يوضح لنا بأن التاريخ الرسمي يعتبر مقاطعة أستوريا (شمال أسبانيا)، مهد الأسبنة وموئل السلالات الأسبانية، التي أعلنت كيانها بعد أحد عشر عاما من الإحتلال العربي عام 711م ، وهزيمة الغوطيين، وموت ملكهم الأخير Agila، وقد تم ضمان إستقلالها شجاعة الملك المؤمن بيلايو ونصره على فرسان المسلمين في "كوبادونغا" سنة 722م، وبالرغم من تعرض هذه المملكة ( ليون ـ أستوريا) لضفوط الأمراء المسلمين وهزيمتها في "نابارا" إلا أنها لم تخضع لسلطتهم.
الغوطيون:(من يكون هؤلاء)
يقول الكاتب إن معرفتنا عن الغوطيين تعود إلى مدوّن تاريخي (De origine actibusque Getarum) زعم أن جوردانوس كتبه عام 551م ، وندين بإكتشافه لكونراد بويتينغر (1465 ـ 1547م) وفيه جمع جوردانوس قصص حروب الغوطيين عن كاسيودور (490ـ580م) وعن كاتب بيزيطي مجهول(!) إسمه بروكوب. وهناك أيضا مدوّن يُنسب إلى بيكلارو مطران خيرونا (540ـ 614م) وحسب هؤلاء فإن مملكة الغوطيين الغربيين إمتدت على مساحة قدرها 700ألف كيلو متر مربع وضمّت جنوب فرنسا وكل شبه الجزيرة الإيبيرية، وإستمر الحال حتى هزيمة الغوطيين عام 507م في "بواتييه" أمام الملك الفرنجي كلودفيغ. وبعد وفاة الملك الغوطي Alarich الثاني إنسحب الغوطيون من جنوب فرنسا ونقلوا عاصمتهم عام 534م من مدينة تولوز (الفرنسية) إلى توليدو (طليطلة بالعربية) وإكتفوا بشبه الجزيرة الإيبيرية
مداخلة:
وبعد هذه الملحوظة المهمة أعود إلى سرد هاينسون لمصادر التاريخ الغوطي، وذكر الشخصية المحورية Isidor إيزودور مطران أشبيلية حيث نُسب إليه مدوّنا مفقودا "تاريخ القوطيين والوندال" (612ـ621م) . أما المصادر المعاصرة له فتُسقط القوطيين في ثقب تاريخي. مما دعى الباحث باتريك أرموري(1997م) لإعتبار القوطيين من الناحية الإثنية شعبا لم يُوجد قط، فلغتهم إنقرضت في القرن السادس م( ما عدا شبه جزيرة القرم ) ، أما الإنجيل القوطي المُسمّى Wulfila (عُثر عليه في إستانبول) فهو برأيه لغة طقوس للكنيسة الأريانية. ويضيف ساخرا : من المحيّر وما يصعب فهمه، كيف أنهم إستطاعوا خسارة المعارك أمام المسلمين؟
معظم الأثار الغوطية تعود للقرن السادس ميلادي، كقبور دوراتون ( 50 كم من سيغوبيا) أو مسكوكات أتناسيوس وتيودوريك (491ـ518م) (511ـ526م) على التوالي أو كنز توليدو الذي يتضمن تاج أحد الملوك القوطيين، وحسب فرضية إليغ : إذا كانت نهاية القوطيين في القرن السادس فإن القرن السابع ومطلع الثامن (قدوم العرب) تصبح ثقبا تاريخيا، وبضمنها 15 مؤتمرا كنسيا مسكونيا ( من الرابع حتى الثامن عشر والواقعة بين 633م و 702م) فجميعها تصبح تضخما بما فيها المباني والأبرشيات المنسوبة لهذه الحقبة، التي لم تجد دليلا أركيولوجيا يثبت وجودها. وهنا يتوقف هاينسون أمام آثار البناء القوطي ويستشهد ببعض الدراسات وإختصارا أقتطف مايلي:
1ـ إختفت معظم المباني الغوطية، ولاتوجد في أي مدينة أبنية لطقوس (التقديس)
2ـخارج المدن تم العثور على أربع كنائس (طولها بين20ـ 25 متر ) san juan de Banos de cerrto يعتقد أن تزمينها جاء إعتباطيا
3ـ إعتبار الأثر san pedro de la Naveونسبته إلى الملك فامبا 691م دليل متهافت لأن هذا الملك موجود على الورق فقط، فالباحثة سوزان تايلت (1984) شبّهته بالملك شاول في العهد القديم ، وما كتبه جوردانوس عام 510م يعكس صورة إحياء إسبانيا في القرن 11 بعد النصر على المسلمين وطردهم من توليدو عام 1087م.
أما بصدد قوس حذوة الحصان الموجود في الأثر المذكور فهذا القوس معروف منذ نهاية عصر الأنتيكا في القرن الخامس م في كنائس شمال أفريقيا وغيرها، والتي تشبه بطرزها مباني القرنين 10 و11م حيث إستمر بناء قوس "حذوة الحصان" في المساجد الإسلامية (وفي هذا إشارة إلى ثلاثة قرون مفقودة)
4ـ الأثر الوحيد في توليدو الذي يعود للعصر الإسلامي هو مسجد بُني عام 999م، تم تحويله عام 1187 إلى مستشفى كنسي:Ermita del Christo de la Luz وكذلك حال البوابة: de Bisagra فهي جزء من السور الإسلامي الذي يعود أيضا للقرن 10م وكأن الإحتلال العربي لتوليدو وإنتزاعها من الغوطيين لم يحدث في القرن الثامن بل في القرن العاشر ميلادي؟ فآخر طرز المباني الغوطية بما فيها الكنائس الأربع في توليدو تعود لبداية القرن السابع م وأثار المساجد تشير إلى إنتشار الإسلام في القرن العاشر ( هناك دائما ثلاثة قرون تفصل بينها؟)
ملوك أستوريا وليون:
يخلص الكاتب إلى أن سلسلة ملوك أستوريا التي بدأت عام 717م مع فونس مرورا بعدد من الملوك بأسم ألفونسو وصولا إلى فرندنادو عام 1037م وبداية الوحدة بين ليون وقشتالة ، تضم 27 ملكا معظمهم غير موثوق بوجوده لهذا يقول المؤرخ البريطاني lindehan : كل الوثائق التاريخية بين 984م والقرن 12م وتاريخ ألفونسو الثالث مرت تحت يد المطران بيلايو في أوبيدو ، وهو مزوّر عملاق كان يزوّر ويزوّر حتى إنقطع نفسه عام 1130م ويضيف ببلاغة قائلا: لقد إنتقل حبر أصابعه ليظلّم (من الظلام) كل العصور، والخلاصة أن تاريخا كُتب في القرن التاسع ضاع بكامله فتوجب إعادة كتابته في القرن العاشر وهكذا لم تبق منه كسرة، لكنه إستمر عبر نسخ حتى القرن 12م ثم إختفت تلك النسخ ولم تترك أثرا بإستثناء نسخة واحدة وصلت المطران بيلايو الذي إستبدلها بأخرى مزوّرة، وهذه الأخيرة تلقفها أحدهم في القرن السادس عشر وقام بنسخها مع ضرورة إتلاف أصلها ..هذا مانملكه اليوم ولله الحمد؟؟فمن خيال عصر النهضة نشأ التاريخ المبكر لإسبانيا ؟؟ فالمطران بيلايو قام بوضع سلاسل ملوك القرن 8و9 والطريف أنه منح الملك الأول اسمه الشخصي بيلايو.
وفي الجزء الأخير من الدراسة يطرح الكاتب السؤال الأهم: هل يستطيع مسلمو اسبانيا إحياء القرون التي ماتت عند القوطيين والأستوريين؟
يخبرنا التاريخ الرسمي أن القائد السرساني طارق بن زياد عبر جبل طارق عام 711م وبعد معركة عند نهر وادي لاتا (جنوب اركوس دي لا فرونتيرا) قتل فيها الملك رودريك (رذريق) مما سبب هرب شعبه وكذلك خليفته سيندرد إلى روما، وأصبحت شبه الجزيرة الإيبيرية مسلمة ما عدا أقليم (أستوريا ليون) وفوق ذلك عبر المسلمون جبال البيرينيه واحتلوا منطقة سبتاميا(المدن السبعة) في جنوب فرنسا. لكن تلك الإنتصارات الإسلامية صوحبت بنزاعات وقلاقل داخلية مستمرة، إنتظرت حتى منتصف الفرن الثامن لحين قدوم الأمير الإستثنائي عبدالرحمن الداخل وليبدأ العصر السياسي اللامع.
ولد عبالرحمن عام 731م في دمشق ثم هرب عام 755م بإعجوبة كآخر الناجين من مذبحة العباسيين ضد بني أمية ووصل الأندلس وإستطاع قيادة قوات من السوريين والبربر وانتصر على الحكام العرب المحلين المتنازعين وامتد نفوذه بين 765م و788م تحت لقب "أمير قرطبة" وشمل شبه الجزيرة الإيبيرية كاملة، وقد تم تلوين هذه الحقبة بإستمرار، مما جعل قيمتها التاريخية غير مرض؟؟ أما الدليل الذي يثبت تلك الأحداث العظيمة للإحتلال العربي، فهو عبارة عن نص واحد نسب لأحد المستعربين ( وهم مسيحيون عاشوا بكنف السلطة الإسلامية) وإسم ذلك المدون التاريخي:Cronica Mozarabe de 754 صدر في توليدو عام 754م لكن النسخة التي يمكن رؤيتها تعود إلى القرن العاشر، والموثوق فيه أن النسخ التي تم تداولها ل200عام قد اختفت بدون أثر ؟ ثم يقدم هاينسون جدولا للحكام الأمويين حسب مدوّنات القرن 10و11:
عبدالرحمن الداخل(765ـ788م) إنتصر على خصومه في قرطبة، خاض معركة نابارا التي أضعفت أستوريا لكنه لم يقض عليها، كان مرهوبا عنيفا وأقوى حكام أوروبا
هشام الأول(788ـ796م)
الحكم الأول(796ـ822م)
عبدالرحمن الثاني (822ـ852م) إنتصر أيضا على الحكام العرب المتنازعين وأقام دولة موحدة مركزها قرطبة، وخسر أمام أستوريا في معركة زامورا، وكان من ألمع حكام أوروبا
محمد الأول( 852ـ886) أعقبه عبدالله (888ـ912م)
عبدالرحمن الثالث (الناصر) الذي حكم بين (912ـ 961م) وانتصر أيضا على الأمراء المسلمين المتخاصمين وعلى مسيحي الشمال وحوّل قرطبة من إمارة إلى خلافة عام 929م أيضا لم يهزم أستوريا في معركة نابارا ، خسر أيضا معركة في زامورا، ملك الأسطول الأقوى في أوروبا .. وهكذا حتى عام 1031م حيث إنتهى العصر الذهبي وسقطت الدولة الأموية الأندلسية في أيدي 23 من أمراء الطوائف.
وبعدها ينتقل الكاتب إلى عرض آراء Olague وهو مؤرخ معروف وتلميذ فيلسوف التاريخ شبنغلر، الذي يشكك بعملية عبور جبل طارق وقصة الفتح العربي على يد طارق بن زياد، ويشكو أيضا من غياب الدليل الأركيولوجي، مما حدا به إلى إفتراض أن الفتح العربي لم يحدث قط؟ وحسب رأيه فإن أوائل المسلمين هم مسيحيو اسبانيا الذين اعتنقوا الإسلام مع نهاية عصر الأنتيكا، وهم أنفسهم قد استقبلوا العرب والبربر؟ وهذا ما دفع البعض كروث (1994م) إلى إستنكار القصص العربية التي وصفت رجلا واحدا وهو يحتل شمال أفريقيا (المقصود هنا عقبة بن نافع) وكيف أن سوريا واحدا إحتل اسبانيا (المقصود عبدالرحمن الداخل) !!
لكن السؤال ماذا قالت المصادر العربية المعاصرة للفتح العربي:
لاشيئ!! إذ لا يوجد أثر كتابي واحد يعود إلى القرن الثامن والتاسع، فكل المدوّنات العربية التي تناولت الحدث تعود للقرنين 10و11ميلادي. وأقدم تلك المدوّنات اسمه "أخبار مجموعة" لكاتب مجهول يحكي قصة الفتح إبتداء من عام 711م وصولا إلى نهاية تاريخ عبدالرحمن الثالث عام 961م ،قام بترجمته إيميليو الكانتارا عن مخطوط وحيد موجود في باريس. ولا أحد يدري كيف عرف ذلك المؤرخ المجهول الذي عاش في القرن العاشر أحداثا سبقته بثلاثة قرون؟ فالمخطوط الباريسي تم إنجازه حوالي 1030م، عليه فإن النصوص العربية التي تناولت الفترة بين 711و 1000ميلادي إعتمدت الرواية الشفهية وهذا يعني أن ثلاثة قرون مفقودة حتى الحرف الأخير ؟ والغريب أن كل المدوّنات المتأخرة تؤكد وجود ثلاثة أمراء (حكام) بإسم عبدالرحمن، وجميعهم توجب عليه أن يشن حروبا على حكام عرب محليين متنافسين ومتخاصمين، وجميعهم انتصر في تلك الحروب، وحقق وحدة البلاد، لكنهم جميعا لم يستطيعوا إخضاع استوريا ـ ليون. فعبد الرحمن الثاني والثالث خسرا معركة "زامورا" وعبدالرحمن الأول والثالث إنتصرا في "نابارا "؟؟ وعلى مايبدو فإن المادة التاريخية الحقيقية لعبدالرحمن الثالث في القرن العاشر قد استخدمت مرارا لملئ القرون الفارغة، عليه يقول هربرت إليغ جملة ذات مغزى: إن عبدالرحمن الثالث هو أول
وكما هو الحال في توليدا فإن المباني الإسلامية للقرنين 8 و 9 م غير موجودة وجميعها يعود للقرنين 10 و11 ؟؟ وعندما تتكون قرطبة القرن التاسع من 300 ألف نسمة فلابد أن يكون هذا الرقم قد مرّ بين أصابع المطران بيلايو. (يمكن الآن بناء على أسوار المدن والقبور..إلخ تحديد الكثافة السكانية في أي عصر شئنا، وهذه الملاحظة سقتها لتوضيح مقولة الكاتب الأخيرة)
أخيرا يعرج الكاتب على المصادر اليهودية التي تصمت أيضا بعد عام 711 م برغم كون اليهود أهل كتابة وتدوين، وبرغم تمتعهم بالحرية تحت الحكم الإسلامي، مقارنة بعصور الإضطهاد السابقة، ثم ينقل الكاتب عن المؤرخ اليهودي Dubnow الذي يؤكد ضبابية وضع اليهود منذ بداية الإحتلال العربي لاسبانيا وخلال المائة والخمسين سنة التي أعقبته، وهكذا حتى بلوغ منصف القرن العاشر حينها يسمع المرء فجأة وبدون مقدمات عن وجود "حسيداي سفروت" وزيرا يهوديا عند عبدالرحمن الثالث، أما في القرن 11م فيبدأ فعلا عصر النهضة اليهودي العربي
ملاحظة: لفت نظري أن مصادر أخرى ذكرت شخصا يُدعى: حسيداي سفروت عمل مستشارا لعبدالرحمن الداخل عام 765م (تشابهت الأسماء والفعل واحد) بعد أن إلتقاه في المغرب قبل عبوره المضيق وقدم له تسهيلات مالية، ونصائح وهيأ له فرصة إقتحام الأندلس؟ لذا أرجو منكم في حال عثوركم على سفروت آخر الإتصال بي مع الشكر.
عنوان ومرجع الدراسة:
Die überzähligen Winths, Alfonsos und Abd-er-Rahmans bei Westgoten, Asturiern und Muslimen
von Gunnar Heinsohn (aus Zeitensprünge 01/2005)
شكرا جزيلا استاذ نادر
ردحذفالحقيقة موقعك يعتبر بالنسبة لي على الأقل واحة غناء في هذه الصحاري المعلوماتية و البترولية التي نعيش فيها مرغمين...
بوجود أمثالك يوجد هناك دائماً بصيص من الأمل
علي- سوريا
abahan@gmail.com
شكرا أستاذ علي لزيارتك
ردحذفأشكركم على الموقع و الأفكار الرائعة ، لدي سؤال يتعلق بطارق بن زياد ، ان كان بربريا فهل اسمه كذلك ؟ ام هو تعريب لإسمه الحقيق أم أن ثمة فرضية لكونه شخصية مفبركة؟ شكرا
ردحذفالأستاذ safi: يقال في الموروث أنه شخصية بربرية، لكنه إسم جديد على قائمة الأسماء العربية.. البعض يدعي أنه إسم قوطي: تاركيس ، مثل رودريكيس شكرا
ردحذفشكرا،د/نادر علي كتاباتك العجيبة-بالنسبة لي-اللي بتشككني في التاريخ واصحابه
ردحذفانا اسف د/نادر
ردحذفكنت اتسائل- لدراية سيادتك بالثقافة الألمانية-عن حقيقة الأبحاث والادعاءات المتعلقة باسلام " فون جوته"
لاصحة لإسلام غوته .. الموضوع أنه مدح الإسلام في كتاباته شكرا أستاذ محمد
ردحذفسيدى الفاضل
ردحذفاشكرك على السرد الرئع !
عزيزى
كونى ملحد اتمنى ان تعطينى اسماء ومراجع كتب .. للأزدياد من المعرفه
وايضا لدى دونه weneedfree.wordpress.com
هل تسمح لى بنقل مواضيعك لها
مع ذكر المصدر
وشكرا
اخي المحترم
ردحذفلدي مقاله بعنوان
الخليفه الوهم حول معاويه
هل تسمح لي ان ابعثها لك لتنشرها لديك
شكرا مع الاحترام
تقي صمد التلال
alilmia@hotmail.nl
هولندا
صدقت، إنها ثرثرة...
ردحذفتحية لك دكتور نادر وشكر على كتاباتك العجيبة التي نقلتها عن مثف لديه حقد على العرب Gunnar Heinsohn: وصديقه Thilo Sarrazin .. ولغاية الان في المدارس الاسبانية يتم تدريس التاريخ كله ما عدى وقت دخول طارق بن زياد وخروج اخر عربي من اسبانيه فهذه الحفنة السوداء من التاريخ لديهم ممنوع تدريسها ، مثلها مثل كلمة هولوكوست عندما تنطقها عندنا هنا في المانيا تدخل فوراً السجن ستة اشهر --- بدي احكي معك باللبناي كلماتك كتيرحلوه بس مصدرها افكار اوروبيه - فلا تشتت بعض الافكار الضعيفه، فانا بفتخر لاني من قومية عربية وبفتخر بالمثقفين العرب الملحدين والمسلمين والمسيحين جميعا، الذين لديهم افكار تضاهي الغرب، وبس تنقل مقوله غربيه اكتب الترجمة الصحيحة للمرجع، فأول كلمة فيه --لوشونج -- تعني محي، حذف،يلغي. ولألفت نظرك ياحبيب ئلبي بدون رجاء، سفروت حيبين ،جايي واذا ما اجى بيجي ظالم، ما أجى ظالم بيتجي جربوعه ، ولا يهمك انطور
حذف