
كلمة في مؤتمر الأغلبيات في الشرق الأوسط !
أنوّه بأن هذه الكلمة، ألقيت في مؤتمر ( افتراضي )، عقد في الثلاثين من شباط ( فبراير ) المنصرم، أمام وفود تمثل البائسين، والنائمين ( أبد الدهر بين الحفر) وتحت خط الفقر، والقانعين بمقولة: أعطنا خبزنا كفاف يومنا..ويسّر ولا تعسر ..وأمام وفود مخيّمات القهر والدياسبورا الفلسطينية، وساكني خيم الديمقراطية العراقية، وبحضور فعاليات مقاهي البطالة والذباب، وممثلي جيش الأميين العرب ( قرابة 70مليون ) الذين أفسدتهم مباهج الحياة، وشغلتهم عن تعلم حروف الهجاء..ولا بد من ذكر الحضور المتميّز لرابطة (كيدهن عظيم)، وممثلة الناشزات، (أواللواتي يخشى نشوزهن) ومدمني المخدرات ( وأفيون الشعوب)والسجناء والموقوفين ( على ذمة من ليس لديه ذمة ) إضافة إلى وفد يمثل ملايين المصابين بأمراض الكبد والطحال الناجم عن تلوث مياه الشرب وانهيار نظام الصرف الصحيّ، وأصحاب تشوّهات اليورانيوم المنضّب....بكل راحة ضمير أطمئنكم أن هؤلاء هم الأغلبية الصامتة المقهورة، التي لاتنتمي إلى طائفة أو دين بعينه، ولاتكترث لحتمية تاريخ كارل ماركس، أو نهاية تاريخ فوكوياما، أو تاريخ الجبرتي .
أيها الإخوة والأخواتلا أدري بأية لغة أحدثكم!! فمنذ رحل نزار قباني، رحل ربيع اللغة، وذبلت زنابق الحقل، وحلّت رائحة الأحذية العفنة محل عبق الياسمين ...ومنذ اضّجع الماغوط في قبره، أضجعت اللغة العربية وأصبحت عاجزة ( كخنفساء مقلوبة على ظهرها )...ومنذ أغمض سعدالله ونّوس عيونه، أغمضت اللغة عن إغتصابكم وعن منمناتكم التاريخية...ومنذ ذهب اميل حبيبي، كسر إزميل اللغة، ولم يبق إلآ نصبه( المتشائل) ....فتشاءلوا بالخير تجدوه!! ماذا أقول لكم، وأنا لاأملك سوى هذه اللغة القرعاء، وهذه الصوّر المقفرة، التي تفزع الطيور في أعشاشها ..
.انظروا إليّ، وأنا أتعثر بين أحجار اللغة ومعانيها، ولا أجد ما أقوله؟ كلمات كريهة، نتجشؤها بوجوه بعضنا، وكأننا مراحيض متعانقة ...لا تصدقوني، إن قلت لكم، أرفعوا قبضتكم أمام نخّاسيكم، وحكامكم..أوارفعوا إصبعكم الوسطى بوجه مؤتمر باريس أو منتدى دافوس ..لاتفعلوا ذلك...ولاتصدقوا الإشاعات عن كوارث الحرب الديمقراطية!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق