
وربما تزداد المشقة لأن الموضوع يتعرض للوثيقة القرآنية "مركز الدوغما" وهي أهم مساحة للتابو الإسلامي "واللا مفكر به" إذ سرعان ما يتحوّل النقاش حولها إلى حوار طرشان بين منظورين متخاصمين، أقصد بين العلوم الإنسانية الحديثة التي لا تقيم شأنا للغيب والمعجزة والإعجاز، وبين الدين الذي يبني تصوراته على الإيمان بميتافيزيقيه يختصرها القرضاوي بمقولة "البعرة تدل على البعير والخلق على الخالق"!! وبهذا التبحر ( بالحاء أو العين) الفلسفي يتوجب على العقل وقف أنشطة الجدل والنقد، خشية المساس بالمحرمات؟ لكن جوهر القضية يتجاوز هذه الإشكالية ليصبح جزء من حرب الثقافات والهوية. سيما وأن الصراع الديني والسياسي والثقافي ذو جذور تاريخية ضاربة. تجعل إمكانية تنزيه البحث العلمي عن التعسف واللاموضوعية أكثر عسرا.
لهذا وتوفيرا للجهل الذي أقرّ به، وجدت أن أترك الكاتب يتحدث بعظمة لسانه ويقول مالديه من خلال نص مقابلة أجراها معه الصحفي هاكنزيرغر (1) ثم أعرج على بعض الأمثلة التي وردت في كتابه (2)، وأختم بدرس تطبيقي يختصر طريقته المقارنة حيث يتعرض لإشكالية "الحجاب الإسلامي" التي باتت تقلق منام أوروبا وتصدع رأسها.
لكن قبل كل شيئ أنوه إلى أن كريستوف لكسنبرغ هو إسم مستعار لمثقف ينتمي بأصوله لأعالي منطقة الهلال الخصيب، والملفت أن الميديا الغربية كانت تكرر هذه المقولة للإيحاء والتذكير بقصة سلمان رشدي صاحب الآيات الشيطانية. وهذا ما نطالعه في المقدمة التي أعدها الصفحي المذكور:
في العالم العربي يتوجب على مفسري القرآن الليبراليين، أن يخشوا على حياتهم. فالأستاذ المصري فرج فودة قتل في عرض الشارع، والأستاذ الجامعي سليمان بشير، ألقاه طلبته من إحدى نوافذ جامعة نابلس. وتبرير تلك الأعمال يستند على تهمة قذف القرآن والمس بكلمة الله، والآن قام لُكسنبرغ (ألماني مختص بالساميات واللغة العربية) بإعداد ترجمة جديدة تأخذ بعين الإعتبار تاريخ اللغات وقد إكتشف تفاسيرا وقراءات خاطئة، مما سبب غضب كثير من المسلمين الذين رأووا أن الكاتب يسلبهم أقدس مقدساتهم، بعكس الأوساط الأكاديمية التي قابلت قراءته بإهتمام. وبهذا التمهيد يشرع الصحفي بطرح أسئلته:
سؤال: القرآن هو كتاب المسلمين المقدس وعمره حوالي 1400سنة وهو إرث ثقافي إنساني وقد ترجم إلى لغات عديدة، كما تحتفظ الألمانية بترجمات عدة، حتى أن غوته نفسه قرأ إحداها. فلماذا نحتاج اليوم لقراءة جديدة للقرآن؟
لُكسنبرغ: هنالك ألغاز قديمة قدم القرآن نفسه تحول دون فهم معقول للغته، حتى أن المفسرين العرب القدماء وجب عليهم مرارا الإعتراف بالحيرة.
سؤال: لما الحيرة طالما أن القرآن في العالم العربي هو كتاب الحكمة المطلقة؟
لُكسنبرغ: في القرآن عديد من الأماكن المظلمة التي عجز المفسرون القدماء عن توضيحها وعادة ما أردفت بجملة: الله أعلم. وفي ميدان البحوث القرآنية الإستشراقية التي بدأت جديا منتصف القرن 19 كان المفسرون العرب أساس تلك البحوث.. إن بعض الإشتقاقات اللغوية لتوضيح الكلمات الغريبة لم تساعد كثيرا.
سؤال: تزعم أنك ترجمت تلك الأماكن المظلمة المستعصية على التأويل وقمت بتفسيريها بصورة صحيحة، ماذا فعلت غير الذي فعله سابقوك.
لُكسنبرغ: قراءتي إعتمدت تأويل اللغة القرآنية في سياق تاريخ ـ لغوي. من حيث أن عربية ماقبل الإسلام لم تكن لغة كتابية. ومن حيث أن الآرامية (بين القرنين 4 و 7م) كانت تقوم بوظيفة لغة التواصل لغرب آسيا Lingua Franca، لذا توجب علي مراعاة تلك الخصوصية، فبدأت قراءة القرآن منذ عشر سنوات بموجب وجهة النظر هذه.
سؤال:كيف يمكن تصوّر هذه القراءة:
لُكسنبرغ: في البداية قرأت النص بشكل متزامن: بمعنى وضعته تحت الملاحظة المتزامنة بالعربية والآرامية. وبضوء ذلك إتضح أن الآرامية تشكل الأساس، وكثير مما نعتبره "لغة عربية فصحى" هو إشتقاق آرامي.
سؤال: ماذا عن الإعتقاد السائد الذي يعتبر أن صياغة القرآن الأولى كانت بالعربية؟
لُكسنبرغ: نشأ القرآن حسب التقليد الإسلامي في القرن السابع ميلادي بينما بدأ الأدب العربي الأقدم وسيرة النبي لإبن هشام (توفي عام 828م) متأخرا، ونعتقد أن الأدب العربي المابعد قرآني إستهله أبو الخليل الفراهيدي (توفي 786م) وهو مؤسس القاموسية من خلال (كتاب العين) وبعده جاء سيبويه (توفي796م) كمؤسس لقواعد اللغة العربية، وإذا إعتبرنا أن وفاة النبي (632م) ختام للقرآن فلدينا فترة زمنية تقدر ب 150سنة خالية من أدب عربي يستحق الذكر.
سؤال: تقول أن العربية في زمن النبي لم تكن كلغة كتابية قد وُجدت بعد. فمن كان مؤهلا قبل مضي تلك الفترة (150سنة) لصياغة القرآن؟
لُكسنبرغ: أنظر.. خلال تلك الفترة لم يكن هنالك مدارس عربية بل مراكز مسيحية في الأنبار والحيرة (العراق الحالي) وهؤلاء كانوا آراميين مسيحيين، ولغة طقوسهم كانت السورية الآرامية، وهي أداة التعليم والكتابة أنئذ.
سؤال: مالعلاقة بين ذلك التعليم ولغة الكتابة ونشوء القرآن؟
لُكسنبرغ: المسيحيون السوريون لم يحملوا التبشير المسيحي إلى جوارهم في فارس وأرمينيا، بل ذهبوا حتى تخوم الصين وإلى الشاطئ الغربي للهند ( حيث مايُسمى اليوم بمسيحيي توماس) ويمكن للمرء أن يتصوّر أن الطقوس السورية ذهبت أبعد من جزيرة العرب إلى اليمن وأثيوبيا وأنها كانت في خدمة لغات القبائل البدوية، لتعظ العرب بالرسالة.. منه لابد أن تكون هذه اللغة خليطة، في وقت كانت فيه لهجات عربية مختلفة بدون لغة فصحى كتابية، لذا توجب على المبشرين إبداع لغة وطقوس سورية آرامية.. أنشأت عربية القرآن وأكثر من ذلك أنشأت لغة كتابية عربية ـ آرامية.
سؤال: هذا يعني أن كل من لايراعي اللغة السورية الآرامية، لايمكنه تقديم تفسير كامل للقرآن؟
لُكسنبرغ: أجل على الباحث أن يُلم بشكل مركّز بقواعد وآداب الآرامية في فترة نشوء القرآن ومن الطبيعي أن يُلم أيضا بقواعد اللغة المابعد قرآنيةكي يتعرف على التأويلات الخاطئة الناجمة عن قراءات مُلتبسة وحشو متأخر، سببها الخط العربي المبكر.
سؤال: تقصد مايسمى "تنقيط الحروف" الذي يلعب دورا في تحديد حروف الهجاء المتشابهة؟
لُكسنبرغ: من مساوئ الكتابة العربية أنها تكوّنت من 15 حرف أبجدي، واليوم يبلغ عددها 28، ومن هذه الحروف هناك ستة واضحة (قاطعة) ومن التسعة الباقية هناك سبعة تحمل معنيين وواحد يحتمل ثلاثة معاني وواحد خمسة معاني (يقصد رسم الحرف بـ ، تـ ، ثـ ، نـ ، يـ) لكنها أصبحت تدريجيا واضحة بعد أن أنجز اللغويون العرب تنقيطها. وهذا تم تثبيته على نسخ القرآن التي إعتبرها معظم المسلمين نسخا قانونية، لكن ذلك التنقيط صاحبه أخطاء تبدو جلية لمثقف عربي وعسيرة على فهمه.
سؤال: لابأس بأخطاء صغيرة إن لم تحدث إختلافا كبيرا في المعنى؟
لُكسنبرغ: حسب الموروث الإسلامي فإن التثبيت المتأخر للنص إعتمد موروثا شفهيا مؤكدا ومتصلا بالنبي محمد ، لكن هذا يناقض نتائج التحليل اللغوي، التي برهنت في مواضع عديدة للمخطوطات القديمة وجود نواقص ناجمة عن تنقيط أو تأويلات خاطئة سببها إلتباس الألفاظ على العربي وهذه الألفاظ يمكن فقط إستيعابها سيمانتيا (دلاليا) من خلال ترجمة إرتجاعية للسورية الآرامية
سؤال: كيف تبدو العلاقة بين الآرامية والعربية؟
لُكسنبرغ: يمكن تشبيهها بالعلاقة بين الألمانية والهولندية، فهناك جذور مشتركة، وإختلافات سيمانتية كبيرة. لنأخذ الفعل الألماني bellen "نبح" الذي يعني بالهولندية "رن جرس الباب"، عليه لن تجد ألمانيا يكتب على بابه: إنبح ثلاث مرات
أمثلة من كتاب قراءة آرامية:
بعد هذه الإقتباسات أشير إلى أن الميديا الغربية ولأسباب تعلقت بالحرب على الإرهاب والعمليات الإنتحارية إهتمت بتأويل الكاتب لحوريات الجنة في القرآن، إذ يعتقد أنها تعني "العنب الأبيض" كرمز للجنة المسيحية وهي إمتداد لفكرة العشاء الأخير الإنجيلية، وتنطبق أيضا على صبية الجنة (الولدان المخلدون) التي تعني العنب أيضا. وإستجلاء للمقاربات اللسانية التي أوردها أشار إلى أن القرآن شبههم (الحور والولدان) باللؤلؤ ، ويعتقد أن التفسير الخاطئ لرموز الجنة المسيحية قد حدث بسبب الطغيان الذكوري لمفسري العرب.
ـ (( فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا 19:24))
يعتقد الكاتب أن أصل لفظ "تحتها" هو "نحتها" (إستبدال لحرف النون بالتاء) ويعني بالآرامية: مسكنها أو بيتها!! أما لفظ "سريا" فيعني: حلالا، مسموحا، مشرعا.
ـ(( كتاب فُصلت آياته قرآنا عربيا)) هنا يعتبر "فصّل" بمعنى ترجم، تلا. ولفظ "قرآن" يعود للآرامية "قريانا"ويساوي: قراءة
ـ ((والذين سعوا في آيتنا معجزين اولئك لهم عذاب من رجز أليم 34:5 ))
"رجز" تعني: غضب، ويستشهد الكاتب بموروث آرامي من قبيل: رُجزا د ماريا (غضب إلهي)
ـ ((وسيّرت الجبال فكانت سرابا 70:20) يرى أن الطبري قد فسر كلمة "سيّرت" ليس بمعنى تحركت، بل تفجرت، لكنه يجد أن أصل الكلمة كان الفعل الآرامي "ستر" ويعني: تفجر!! أما لفظ "سرابا" فوجد بدله لفظ "شرايا" ويعني بالعربية: دمر، أو نقض البنيان. وبهذا يعتقد أن الآية كانت على الشكل التالي: وسترت الجبال فكانت شرايا؟ أي تفجرت ودُمرت
ـ ثم يتناول الكاتب آيات السورة 37 (78، 108، 119، 129) (( وتركنا عليه في الآخرين)) (( وتركنا عليهما في الآخرين)) ويقول إن هذه الأخطاء إكتشفها بارث Barth، والغريب أن تفسيرها موجود في (( وباركنا عليه وعلى إسحق.. 37:113)) أي أن سبب الإلتباس كان في إستبدال الباء تاء، أثناء فترة تنقيط الحروف.
ـ ((وأزلقت الجنة للمتقين، وبرزت الجحيم للغاوين 26:90) يرى الكاتب أن فعل "زلق" الآرامي يعني أضاء أشع لمع [لاتزال لهجات شمال أفريقيا تسمي السيراميك "زليج" بمعنى: مشع مضيئ(4)] أما " برزت" فجذورها في الفعل الآرامي: ترز: إنشق.. وما تزال الآرامية تقول: اترزت شيول بمعنى " إنشقت جهنم "
وهذا ينساق على (( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر..68:51)
ـ ((فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم 37:103)) هنا يجد المشكلة في فعل: تلّ والتي يفسرها لسان العرب: ب صرع وطرح أرضا، من خلال الإستشهاد ببيت شعر للكميت، لكن هذا الفعل لم يُدجّن في العربية ويرى أن أصله الآرامي يعني: علق وربط (تلا عل قيسا) وتعني: علّق على الصليب، وبعدها يظن أن لفظ "للجبين" زيد عليه نقطة الجيم، والأصل: للحبين ويعني الاشتعال والإحتراق .. وبهذا فهو يعيد آية القربان الإبراهيمي إلى سياق تقديم القرابين اليهودية.
ـ ((ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن 24:31))
رأيت أن أورد هذا المقطع لطرافته فالكاتب يجد أن في إنجيل بشيطا (البسيط) دلالة قريبة نصها الآرامي الحرفي ( برجليهن م ضربن) وتعني بلغتنا المعاصرة: المشي شخلعة ورقوصة
ـ(( وإستفزز من إستطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا 17:64)) في هذه الآية يسجل لُكسنبرغ إعتراضه على إبليس الذي يستفزز بالصوت، فمن المعروف أنه وسواس خناس، عليه فإن لسان العرب يشرح إستفز: ب ختل حتى ألقى في مهلكة.
(واجلب عليهم) تصبح: اخلب عليهم أي إخدعهم وامكر بهم ـ (بخيلك ورجلك) تصبح: بحيلك ودجلك ـ أما "شاركهم" فهناك مايقاربها في الآرامية (سرك) وتعني: أغرى.. وبهذا يستقيم المعنى حسب الكاتب.
حجاب إسلامي أم حزام آرامي؟
في هذا النص المقتبس من دراسة فيلولوجية للكسنبرغ ذاعت عام 2005 في الميديا الألمانية وجدت أن ألخص هذه المطالعة نظرا لأهميتها الخاصة في مجتمعات تعيش فيها جاليات إسلامية كبيرة كألمانيا، وما يسببه جدل الحجاب من إشكاليات ليست بالخفية على أحد.
يقول الكاتب إن المدافعين عن غطاء الرأس (الحجاب) يستندون إلى السورة 24 أية 30 (( وليضربن بخمرهن على جيوبهن..)) وقد ترجمها رودي باريت للألمانية كما هي: وليرتدين الخمر على الجيوب. والمشكلة تكمن في صيغة "خُمُر" (جمع خمار) التي وردت في تفسير الطبري (توفي 923م) بمعنى "غطاء الرأس" ومن خلال متابعة سيغموند فرانكل (تلميذ نولدكه) الذي لاحظ أن "خَمْر" ذات إشتقاق آرامي من تخمير النبيذ، وتعني بالعربية (غطّى، أخفى) وفي لسان العرب فإن "خَمْر" هي من التغطية حيث يُنقل عن النبي قوله: خمّروا آنيتكم. ويُفسّر ذلك بوضع قطعة قماش فوق العجين لتتم عملية تخميره..لذا فإن الخمر تصبح بهذه الحالة إستعارة دلالية لتغطية الرأس... لكن الكاتب يقول إن فرانكل وغيره من مفسري القرآن لم يدركوا أن خطأهم كان في قراءة حرف الخاء، فتلك النقطة غيّرت المعنى والمفترض أنها "جيم " (مصرية أو قاف بدوية) وبدل خمورهن تصبح الكلمة: جمورهن وهذا يتبدل بالنطق حسب اللهجات العربية بين الكاف والغين وفي آرامية القرون (4ـ7) "كمر" وتعني: الحزام أو النطاق، وهذا يعني أن أصل الكلمة ليس فارسيا كما يذهب الظن. ولا يزال قاموس لسان العرب يُخفي هذه الدلالة عندما يورد مقابل اللفظ الآرامي (جمارا د ـ ناشا) "غمرُ الناس" [ لاحظوا أن الكلمة الآرامية جَمَرا تتطابق مع اللفظ العربي: جمهرة (5)]
ثم يضيف بأن فعل "ضرب" لايستقيم مع إرتداء الملابس، لكن الآرامية تستخدم فعل "مها mha " (يعني ضرب) مع إرتداء الحزام أو ربطه حول الخصر. لهذا يقول إنجيل بشيطا في الفصل الثامن لإنجيل يوحنا: "وا ـ شكال سِدّونا مها ب ـ هاصاو" وترجمته: وأخذ حزاما وضربه على خصره (أو وسطه)
كذلك الأمر فإن لفظ " جيوبهن" قد فسر بضرورة غطاء الشعر والرقبة.. وهذا مافعله رودي باريت عندما ترجم لفظ "الجيوب"بإمتداد غطاء الرأس لتغطية الرقبة وفتحة الثوب الأمامية..
ولأجل بلوغ المعنى تمامه وجد لكسنبرغ أن "جيوبهن" إستبدلت نقاطها، فالأحرى أن تكون "جنوبهن" وهذا يتناسب مع الآرامية التي تقول ما معناه: عليهن ربط أحزمتهن على جنوبهن (خصرهن) وهذا الأمر كان من تقاليد الحشمة وحسن الخلق عند الآراميات، وبعض النساك الرهبان.
وهناك تقاليد في الحديث النبوي تطلب من المؤمن أن يشد حزامه قبيل تأدية الصلاة. وروي عن عائشة حديث تقول فيه أن زوجات أصحاب الرسول بعدما سمعن بآية الحجاب، بدأن بحل نسيج الأحزمة (الغزل) التي إرتدينها، وأعدن حياكتها لتصبح خمرا لتغطية رؤسهن، وهذه القصة تحمل بذورا من الحقيقة وتشهد بأن ربط النساء للأحزمة زمن النبي هو التقليد السائد آنذاك وليس غطاء الرأس.
الهوامش:
1ـ Interview: Alferd Hackenberger SZ 24-02-2004
Die Syro-Aramäische Lesart des Koran2ـ
3ـ http://www.phil.uni-sb.de/projekte/imprimatur/2004/imp040204.html, Stand 28.6.2005.
4ـ5 إضافة كاتب النص
الدليل على سلامة هذا القرآن من التحريف، هو قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر: 9].
ردحذفلحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأهل السنة والجماعة يعتقدون سلامة القرآن العظيم من التحريف، والتبديل، والتغيير، والنقص، والزيادة بأي وجه من الوجوه، ويرون أن القول بذلك طعن في وعد الله تعالى الذي لا يتخلف، وذلك قوله سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر: 9].
والظن بأن الصحابة أو بعضهم أقدم على ذلك طعن في الله، وفي رسوله.
ذلك أن الله تعالى لم يكن لينصر رسوله على أمم الكفر والشرك، ثم يحيطه بجماعة من المنافقين يربيهم ويعلمهم ويؤاكلهم ويجالسهم ويعيش دهره معهم، وهم خونة فجرة، لا يؤتمنون على وحي، ولا يصلحون لحمل الرسالة، وتبليغ الدين، فأي طعن في الله تعالى فوق هذا الطعن؟! وأي تكذيب لوعد الله بالنصر والتمكين وإكمال الدين فوق هذا التكذيب؟!.
وكيف يسعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لهداية أمم الأرض، وهو عاجز عن أن يصطفي جماعة قليلة من حوله؟!.
وأي نصر وفتح يهبه الله له، وهو لا يفتأ يؤاكل ويجالس، بل ويصاهر ويناسب كفاراً منافقين سيسعون إلى تغيير القرآن وتبديله؟!.
والظن بأن الصحابة الذين جمعوا القرآن، ودونوه يمكن أن يزيدوا فيه، أو ينقصوا منه طعن في الدين كله، وهل جاءنا الدين إلا عن طريقهم؟! وهل وصول الإسلام إلينا إلا ثمرة من ثمار دعوتهم وجهادهم؟!
ومن هنا كان قول أهل السنة والجماعة، أن من ادعى وجود التحريف في القرآن فهو كافر، ومن قال قولاً يفضي إلى تضليل الأمة فهو كافر.
وقد كتب أهل السنة في ذلك كتابات متنوعة، منها ما يذكرونه في أبواب الردة من كتب الفقه، وينصون على حكم هذه المسألة، ومنها ما هو في سياق الرد على الزنادقة والملاحدة والطوائف المنحرفة، ومنها ما يذكر في كتب الاعتقاد في بيان منزلة القرآن الكريم. ومنها تآليف معاصرة اهتمت بتقرير المسألة، ودحض شبهات المخالفين، ككتاب: الشيعة والقرآن للشيخ إحسان إلهي ظهير، وكتاب: أصول مذهب الشيعة الإمامية للدكتور ناصر بن عبد الله القفاري. وكتاب: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة له أيضا.
ومن كلام أهل السنة في ذلك:
قال القاضي عياض في كتابه: الشفا في بيان حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم 2/304. (وقد أجمع المسلمون أن القرآن المتلو في جميع أقطار الأرض المكتوب في المصحف بأيدي المسلمين، مما جمعه الدفتان من أول "الحمد لله رب العالمين" إلى آخر " قل أعوذ برب الناس" أنه كلام الله، ووحيه المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن جميع ما فيه حق، وأن من نقص منه حرفاً قاصداً لذلك، أو بدله بحرف آخر مكانه، أو زاد فيه حرفاً مما لم يشتمل عليه المصحف الذي وقع الإجماع عليه، وأجمع على أنه ليس من القرآن عامداً لكل هذا أنه كافر).
وقال ابن قدامة في لمعة الاعتقاد (ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر).
وقال القاضي أبو يعلى (والقرآن ما غُيِّر ولا بُدِّل ولا نُقِص منه، ولا زِيدَ فيه، خلافاً للرافضة القائلين: إن القرآن قد غير وبدل وخولف بين نظمه وترتيبه). وقال (إن القرآن جمع بمحضر من الصحابة رضي الله عنهم، وأجمعوا عليه، ولم ينكر منكر، ولا رد أحد من الصحابة ذلك ولا طعن فيه، ولو كان مغيراً مبدلاً لوجب أن ينقل عن أحد من الصحابة أنه طعن فيه، لأن مثل هذا لا يجوز أن ينكتم في مستقر العادة... ولأنه لو كان مغيراً ومبدلاً لوجب على علي رضي الله عنه أن يبينه ويصلحه، ويبين للناس بياناً عاماً أنه أصلح ما كان مغيراً، فلما لم يفعل ذلك ، بل كان يقرؤه ويستعمله، دل على أنه غير مبدل، ولا مغير).اهـ.
وليعلم أن بعض ضعاف العقول ظنوا أن إثبات النسخ نوع من التحريف، وحاولوا أن يشنعوا على أهل السنة بذلك، وهذا ناشئ من الجهل، واتباع الهوى، فإن النسخ قد دل عليه القرآن وأثبتته السنة، ولا يصدر إلا عن الله، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن زعم أن في كتب السنة روايات صحيحة تعتمد شيئاً من تحريف القرآن فهو كاذب.
ومن ادعى أن روايات التحريف عند غير أهل السنة مقابلة بمثلها عند أهل السنة فهو مغالط، وذلك من وجهين: الأول: أن القضية ليست في روايات قد تصح، وقد تضعف، ولكن في تصريح بعض أئمة الضلال بكون القرآن محرفاً ومبدلاً ومغيراً.
والثاني: أنه على فرض وجود روايات من ذلك عند أهل السنة، فهي ساقطة باطلة قابلها أهل السنة بالإنكار، وحكموا على من اعتقد هذا التحريف بالكفر والردة، وهذا ما لم تفعله الفرق المنحرفة الطاعنة في القرآن، فإنهم يثبتون الروايات، ويتبنون ما تدل عليه، ولا يجرؤون على تكفير من اعتقدها ودان بها. والله أعلم.
و ما سبب حرق الخليفة عثمان للمصاحف الأخرى يا سيد فهيد؟
ردحذفعلي فهيد أنت تتكلم لغة لا يفهمها كاتب المقال فهو لا يؤمن بقدسية النصوص .. ولكنه يؤمن بالعقل و العلم وعنده لا شيء مقدس .. هو كافر كما تحاول ان ترهبه فكريا ولا يرى بأسا في هذا .. ولا انا أرى بأسا فكل إنسان حر فيما يعتقد به ويؤمن به ويقتنع به.
ردحذفولكن دعني انا أتسأل وأتمنى لو يجيب هو عن العالم الألماني ، بما انه نقل المقالة على الأقل ليدعونا للتفكير فيها .. ما هو الداعي أصلا لافتراض أن القرآن الأصلي ( الذي يفترض أنه ليس وحي إلهي ليستقيم الرأي ) ما هو الداعي لإفتراض ان هذا القرآن كتب بلغة هجينة ما بين العربية و الآرامية .. تشبه ما يفعله الشباب بالكاتبة و الحديث بالفرانكو آراب في هذه الأيام ؟
عدم وجود نصوص مكتوبة ومحفوظة في العصور الاولى وإلحاق التنقيط على المصحف في مرحلة تالية هو السبب حسبما فهمت من المقال .. حيث يرى العالم ان القرآن تقليد انساني منتحل من التقليد المسيحي الآرامي ومن ثم يرى أن لغته لابد ان تكون هجينة بين اللغتين ( أن كنت لم أفهم جيداً أرجوا التوضيح ) واعتقد ان كلام هذا العالم الألماني يتسق مع ما اوردته في مقالة أخرى حول كتاب البدايات المظلمة للاسلام ...
ولكن أخي الفاضل ألست معي ان يأتي هذا الطرح من اجنبي مفهوم ومقبول نوعا أما ان يتبناه عربي اللسان معايش لامتنا ولشعوبنا ويعرف خصائصها العقلية و الفكرية شيء مستغرب؟
أخي نفي وجود شخصية محمد او تاريخيتها وافتراض عدم ثبات نصوص الفرىن وتغيرها .. كل هذا يمكن فهمه مع شعوب أخرى يشترط معها اللقى الاثرية و الاثباتات المادية .. ولكن الأمة العربية كانت وربما لا تزال أمة شفهية من الطراز الاول .. القبائل العربية لم تكن امة كتابة ولم تكن امة إنشاء وصروح هندسية كغيرها .. ولهذا لا يتسغرب عدم وجود أثار مادية في قرنيها الاولين .. فهؤلاء الفاتحين ليسوا سوى هؤلاء البدو البسطاء القادمين من الجزيرة العربية حيث لا كتابة ولا منشئات سوى في أضيق الحدود .. ولكن هذا لا ينفي وجود اللغة العربية بكامل تصوراتها ونضجها قبل الاسلام فالعربية قديمة قدم القبائل العربية في الجزيرة و اليمن وجنوب الشام ولست أدري كيف يمكن لعالم لغويات ان يفترض أن العربية ظهرت بعد الفتوحات بعد قرنين هجريين ؟! رغم اللقى الاثرية على الاقل في اليمن والممالك العربية النبطية في شمال الجزيرة!
ربما ما ذهب إليه البعض من نفي وجود الشعر الجاهلي وانتحاله من عصور تالية .. ولكن هذا يثير سؤال ، لم ينتحل شعر بهذا التطور و الجودة يتفاعل بهذه الحيوية مع احداث قديمة وحياة يومية بدوية غريبة عن البيئة المدنية المتطورة في الشام و العراق ما بعد الاسلام بقرون ، لم ينتحل هذا الشعر وينسب للعرب ما قبل الاسلام؟ إذا وجد شعراء بهذه الجودة و التطور ، ألم يكن من الطبيعي أن ينسبوا هذا الشعر لهم ، فتكون لهم الشهرة و الصيت؟
أخي من وجهة نظري المتواضعة مرفوض ان نلغي وجود شعب كامل ونلغي كل انتاجهم ونذكبه ونلحقه بآخرين لانهم من وجهة نظرنا رعاة اجلاف مقملين غير قادرين على ان يكون لهم ثقافة من اي نوع!!
أما عن القرآن تحديدا ,, فنسيت مرة اخرى خصوصية القرآن وانه كتاب عبادة يتعبد به خمس مرات في اليوم ، ويتعبد بحفظه وقراته ، ويقرأه الكاتب و الامي على حد سواء ، والأهم ان هذا القرآن نزل ليجادل وينافح المشركين في الجزيرة واهل الكتاب في الجزيرة في المرحلة التالية ، ومن الغير منطقي إفتراض أن يناوشهم ويجادلهم ويقارعهم الحجة بلغة غير قويمة هجينة تحتمل كل هذا التاويل ...
ولنفس حجية الأمة الشفهية من وجهة نظري أيضا ( حتى لا اتهم بتسخيف المحاولات العقلية للاخرين ) من وجهة نظري من السخف افتراض أن كل هذا التقليد وهم! موضوع ومنحول ! فلا محمد ولا مكة ولا مدينة ولا صحابة ولا مشركين ولا قبائل عربية تحركت من الجزيرة لقتال الروم و الفرس ولا فتوحات في مصر وشمال افريقيا ووسط آسيا .. ان ينتحل كل هذا بعد فترة من قرنين من الزمان لأربعة قرون فقط .. هذا آراه سخف ، لا يقل في سخافته عن وجهة نظر العلم المادي الرصين للسحر وما اليه !! كيف تنتحل حروب وهجرات قبائل وقصة بهذا التعقيد و التشعب وتعدد الشحصيات .. كل هذا يختلق ومن المفروض في فترة 200 عام ان يكون الجيل الثالث لا يزال حياً يرزق ، في ظل ثقافة شعبية شفهية واعتزاز غير طبيعي بالأجداد في عرف قبلي معقد .. كيف يستقيم هذا الطرح؟!!!
تابع ...
ردحذفكيف ينسب الاسلام ككل لمحاولة مسيحية شرقية للانفصال عن الامبراطورية الرومانية وكنيستها التثليثية ، ثم لما ترسخت اقدام الامبراطورية انتحل لها هذا الدين كله وضمنه شخصية محمد الرسول .. كيف ينسب هذا وكتاب الموطئ للإمام مالك يقدم لنا احاديث واجتهادات فقهية في فترة اقل من قرنين عن هذه الاحداث المفترضة ؟!!
نحن هنا لا نتكلم عن العهد القديم حيث كتب بعد سبعة قرون في عصر سبي وتحطم للحضارة العبرانية المفترضة، وتم زجه سطرا سطرا وسفرا سفرا عبر قرون ممتدة .. ولا نتكلم عن يسوع المسيح الذي أمن به أفراد قلائل تعرضوا للاضطهاد و المصادرة و الحظر هم ومن تبعهم عبر قرون .. حتى ظهرت الاناجيل القانونية بعد اربع قرون .. حيث تعتمد الاناجيل على النص المكتوب الذي نفهم انتحاله في هذه الظروف .. ولكن كيف يمكن فهم او استيعاب تمرير كل هذا التراث الاسلامي كتراث مفبرك يتكلم عن نبي في مكة من قبيلة كذا وشخوص بالاسماء و القبائل و معارك بالايام والأماكن ثم حروب بقيادة اشخاص معينون في اماكن معينة ضد جيوش معينة وحكم لشعوب جديدة واستبدال دواوينها باللغة العربية انت تتكلم عن قبائل من الجزيرة في ثلاث اجيال حكمت بلاد الشام ومصر وشمال افريقيا وفارس وماوراء النهر حكمت شعوبها مختلفة اللسان و القومية والاثنية و الديانة ... كيف يمكن تمرير كل هذا التفاصيل ان تكون مختلقة على كل هذا الوسط .. وكما تقول كل من حولهم امم كتابية متقدمة الثقافة .. لو ان كل الاسلام مفبرك لذكروا هذه الحقيقة بوضوح في كتاباتهم .. ولكن من الطبيعي ان هذه الامم ( الروم و الفرس و المصريين ) لم تكن لتهتم بالقبائل البدوية وهي في الجزيرة لتسجل ظهور نبي هناك او حروب هذه القبائل ، وهي القبائل التي لم تكن تكف عن قتال بعضها لاي سبب كان ، أما أن تظهر إمبراطورية كبرى كالامبراطورية الاسلامية في خلال قرنين وتنتحل لنفسها مرجعية كاملة بلا اي اساس ويتجاهل اعدائها تسجيل هذه الفبركات !!! فهذا لا يقبله عقل!
أخي سؤال بسيط هل تستيطع اليوم التلاعب بكلمات اغاني أم كلثوم عبد الحيلم من غير ان يكتشفك الآلاف ؟! فما بالك بقرآن آمن به الآلاف يتلونة يوميا ويتعبدون به ، ويؤمنون بقدسية نصه ؟!
يمكنك بالتأكيد أن تطرح ان نبي الاسلام مدعي وان دينه كما لاحظت من ماقالاتك في علم الاثار في الشرق الاوسط وعلم اللاهوت والاديان هي خليط ما بين الكنيسة الحبشية في اثيوبيا و بقايا الزرادشتية .. ربما يمكنك ان تدعي انه تراث بشري تلقفه محمد من ربما راهب او عالم حبشي او فارسي مسيحي رأي اصلاح المسيحية وتقديم رؤيته هذه للعرب من خلال وحدة الأسرة النبوية من نوح وابراهيم حتى عيسى وبشرية ونبوة عيسى او يسوع .. اي ما يمكن ان اسميه الطرح اليهودي الغير عبري او غير اسرائيلي للمسيحية .. ثم تطورت الفكرة بعد ذلك مع ظهور دعوة محمد على القبائل العربية وتطلعها للمحيط الخارجي للتمثل في دين جديد هو الاسلام .. وهكذا يمكننا ان نفسر الظاهرة الدينية السماوية كلها كمحاولات بشرية استجابة لمعطيات ومتغيرات انية تستمد من المحاولات السابقة وتبني عليها من الفكر العبراني لرحلة بني اسرائيل عبر التاريخ وانتهاء بتقمس الامبراطورية الرومانية لفكرة المسيح الإله المصلوب ثم ظهور القوة العربية وسيطرتها على ارض شاسعة وتميزها بالمذهب الجديد المبني على التراث والارث الاسطوري السابق ومن ثم صياغته في هيئة الدين الجديد ..
هذا الطرح يقبله العقل شكلا ويبقى الايمان به وقبوله او الايمان بوجود الإله والنبوات شأناً خاص لكل فرد .. أما مبدأ الشك وافتراض اسطورية كل هذا الارث من نوح وانتهاء بمحمد وان كل هذا اما لم يحدث اطلاقا او حدث بصورة مختلفة تماما فهذا صعب الهضم وصعب التمرير فعلا !
وشكرا لسعة صدركم
مشكلة العقل العربي مغلق لايقبل الجداثة ولاالتاريخ ولا الابستممولوجي ثيران مهحرة قالت السنة وقال فلان وهكذا فعلا ضالين ضد اي انارة للعلم ولكن هيهات لهم العلم ماش بسرعة والدين والخرافات الى مزبلة التاريخ
ردحذف