والفضل يعود إلى دار النشر التي طبعته، وقدمت من حيث لا تدري أهم الكتب العربية منذ أفول الدولة العثمانية.. وأهميته تربط بمترجمه المبدع، وهذا أمر عادي في بلاد تغصّ بملايين من أصول عربية، ومن كبار السن الذين تغلبوا على الزهايمر وإحتفظوا برصيدهم اللغوي وآخر مفرادات عربيتهم التي تهامسوا بها منذ أيام أتاتورك
كيف لا والعربية لغة أهل الجنة التي تعلمها الملوك والسلاطون (وليس السلاطين لأنها فاعل مرفوع بالواو!!) وموظفو الدواوين، والإنكشارية، والشركس وكل ملة لا إله إلا الله التي كانت تروم دخول الجنة من أوسع أبوابها .. نعود للكتاب الذي يجسر العصور ويعيد ذكرى الأيام الخوالي لعاصمة السلطان ويعيد عبق اللغة العربية، التي عطرتها أفواه النجباء أمثال مولانا أبو الهدى الصيادي ( رجل دين سوري كان قريبا من أرائك السلطان ولعب دورا شبيها براسبوتين في قصور آل رومانوف، أو قام بمهمة بعض الأطباء السوريين الذين عملوا مستشارين عند عبدالعزيز آل سعود، فكانوا يترجمون له ويكتبون مراسلاته ويفحصون بيضاته قبل غروب الشمس)
لكن قبل أن يبدأ المرء (والمرأة) بقراءة الكتاب أنصحه بالإبتعاد على الأماكن العامة كالمقاهي أو الباصات أو العبارات التي تجوب البوسفور جيئة وذهابا أو المباني المتصدعة.. لأنه سيضحك بصوت مدوي وقد يتعرض لنوبات هستيرية من الضحك، فتنهار عليه المباني وفي أسوء الإحتمالات قد تدفع لإبلاغ الشرطة، أو إرساله إلى العصفورية .. وكي لا يبول المرء (والمرأة) في ملابسه من الضحك يستحسن قراءته في الحمام للتغلب على الحرج والبلل(وبعكسه يُنصح بشراء حفاظات بامبرز قياس رجالي)
فالمترجم الحصيف إحتفظ أيضا بذاكرة لغوية أرمنية خبيرة بتأنيث المذكر وتذكير المؤنث.. إضافة إلى موهبة ربانية في ترجمة عميقة لدلالات اللغة التركية. وكي لا أطيل فقد إخترت لكم نماذج حرفية من الكتاب وفتحت أقواسا للشرح والتعليق على الهواء مباشرة كما يفعل معلقو كرة القدم..
كتاب إستانبول:
يبدأ الكتاب بمايلي: إسطانبول هو مؤد إلى قلق المسافرين قبل الأعوام. وهي مدينة كبيرة مصادفة مدنيتا الشرق والغرب ( الجملة الأولى تبدو واضحة تماما وتشير إلى أن إستنبول تؤدي إلى قلق المسافرين قبل أعوام من سفرهم إليها!! الجملة الثانية أقل غموضا؟)
وفيها شكل الحياة المعاصرة والتقليدية توجدان معا (مفهوم) تناظر الأبنية المعاصرة وأشكال الصناعية جنبا بجنب الأبنية التركية والبيظنطية والرومانية وهي أكبر المدينة في تركية (لاحظ السبك اللغوي) بناء على كون مركز التجارة الصادرة والواردة واللهوية والتربوية ( أظن أنه يقصد باللهوية: الترفيهية) والهواء فيها ليّن ومنظرها جميل متداخل البحر والبر مع توازن الطبب؟( في الحقيقة كلمة طبب دمرتني تدميرا فطببت على وجهي من الضحك)
مضيق البوسفور جميل طوال عام رغما من الأيام الممطر والمثلج. فصل الربيع قصير مع حضراواتها المختلفة وأشجارها المزهرة (واضح) والشهر مايو يشير بداية الفصل الصيف وأيضا في المايو جاؤا السواح إلي المدينة ليشاهدين الجمال والذوق الثراء التارخية ( أثارتني جملة "في المايو جاؤا السواح" ومنها يعرف المرء إرتباط المايو بالسباحة؟)
معنا الصيف في إسطانبول التنزه إلى شاطئ البحر فوجا فوجا. ويقدم للناس عديدا من السباح التخييري ( أظنه يقصد سبح او مسابح الإستخارة) ولا في العالم مثل هذه المدينة إلا قليلا ( لاحظ الجزالة والتأثر بلغة القرآن .. إلا قليلا..عافارم أفندم)
وفي سواحل البوسفور والبحر مرمرة يوجد عديدا من الشاطئ البحر المرمل يقدم الإمكانيات (لعله يقصد بالمرمل: الرملي)
المطبخ التركي تجربة هامة مطبخ التركي واحد من المدارس المطبخية في هذا البحث في العالم ( هل لاحظتم الوضوح والبلاغة) ويظهر الفواكه الطازج والخضروات أيضا على قائمة الطعام مختلفا ألوانهم ولذائذهم في الشهور الصيف والخريف. الأسماك لبحر الأسود والبوسفور والبحر مرمرة مأدبة للسقوف الفم الذي ذاقوا معاملة سيئة في الأماكن الغير ( طبعا الجملة واضحة أما مأدبة لسقوف الفم : فتعني حسب معرفتي بالتراث العراقي التركماني: أن اللذائذ تليق بفم أو حلق أو سقف حلق من يتناولها؟ هذه الجمل أعلاه إقتبستها من الصفحة الأولى وإختصارا فإن كل الكتاب على هذا المنوال، وفي الصفحة الثانية يقول ما هو طريف:
رئية إسطانبول قدمت إلى المسافر فرصة دوس الرجلين إلى قارة آسيا مرة أولى.لسبب وجوده تنزهات يومية إلى طرف المقابل على جسر البوسفور الذي وتحدّها القارتى آسيا أوروبا (جميل لفظ "دوس الرجلين") ثم يقول:
تنزه اليلى إسطانبول شامل برقص السرة والفولكلور هو أسطورة من أساطير الليلة ألف وليلة (فهو يسمي "الرقص الشرقي" بمعناه التركي " رقص السرّة" وهذا إثبات بأن هذا النوع من الرقص يتمحور حول السرّة، رغم أن الرجال عادة ما يغضون بصرهم (حياءا) وينزلون إلى ماتحت السرّة بقليل حيث يتركون للمخيّلة تكملة المشهد الإيروتيكي لإستنبول)
أضحك الله سنّك . بصراحة , شرّت عيوني . مو شي تاني . يا سيدي طول بالك عالجماعة , مابتعرف شو حجتهم لمن كلفوا هيك فهمان بالترجمة الى العربية . وبالتأكيد ليس كل ما هو موجه للعربان بهذا المستوى . برأيي . ولأنك حريص على لغة الضاد , وغيور متل كل الأمة . بتمنى تتصل بالجهة التي أصدرت الكتاب وتعطيهم دليل للمترجمين الأتراك المحلفين . لا تأخذني دخيلك . كتبت بالعربي شوي وبالعامية شوي , من باب المحبة بس
ردحذف