منذ أسابيع تناول الكاتب العلمانى البارز الأستاذ / حامد حمودى عباس ما أكتبه بمقال مهذب يليق بعلمانيته الراقية ، يناشدنى فيه الانتقال بمشروعنا إلى المستوى التالى والأعلى ، وإذ أشكره على حسن ثقته واختياره لشخصى من بين كل الأقلام العلمانية المحترمة التى أقرأ لها للتصدى لهذه المهمة الكبيرة ، فأنى أسرعت بالرد عليه لأوضح وجهة نظرى فى أن الموقف الآن لا يحتمل مطلبه ، بذات اللطف والأدب والاحترام الواجب بين زملاء قيمة كالعلمانية . والذين تكاثروا فى العقد الأخير وكلما ظهر قلم جديد كلما نبت لريشى العجوز المتراخى ريشة شابة جديدة تملؤنى فرحاً وطرباً ورغبة فى الطيران معهم ببلادنا وأهلنا نحو النور .
ومنذ أيام طالعت للكاتب المتميز الأستاذ / نادر قريط موضوعاً بعنوان " نوستا لوجيا : محنتى مع سيدى القمنى " http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=172959. ومن الطبيعى أن أقرأ ما يكتب عنى هنا أو هناك صدفة أو بتنبيه يأتينى ، وبين تلك الكتابات من يطعن فى شرفى ، ومن يطعن فى أمانتى ، ومن ينتهك خصوصيتى ليتحدث عن سيرتى الذاتية ، ومن يخوننى ، ومن يقبضنى الأموال تنهال على مدراراً ، وكله كلام لا يرد عليه لعيه الشديد وضعفه وهزاله لمرضه المزمن بفكرة المؤامرة ، ولكنى أطالعه من باب قياس مدى التقدم أو التأخر فى مستوى الرأى العام .
أما أن يكتب كاتب أحترمه مثل الأستاذ / قريط نقداً لما أكتب ، فلا ريب سيكون محل اهتمامى الأول ، لأنه – ولاشك عندى – يريد أن يصلح لى شأناً أغفلته ، أو أن ينبهنى إلى خطأ ارتكبته لأتلاشاه مستقبلاً ،أو يشير إلى هفوة هنا أو زلة هناك ، من باب المزيد من التلاحم بإفادة بعضنا بعضاً وتقوية بعضنا بعضاً فى مواجهة من لا يرحمون ، الذين يعرفون كيف ينتظمون ويتضفرون ضفيرة واحدة من أجل تحقيق مآربهم ، ويدارون سواءات بعضهم البعض المنكرة ، وينكرون ويستنكرون إذا ما تسرب عن أحدهم فضائح تزكم الأنوف تتصاعد من داخل أروقتهم السرية حيث يجتمعون وأحياناً يجامعون .
الحق أقول لكم .. أنى بعد ما قرأت ما كتب زميلى قريط ترددت كثيراً فى التعاطى مع ما كتب ، حتى أنه ثنى بموضوع ثان بذات الخصوص دون رد منى ، وتدخل أكثر من زميل نفاشا مع ما كتبة فريط ، وسر التردد الذى أخر ردى هذا عن ردى السريع على الأستاذ / حمودى ، هو أنى سأكون مضطراً مع هذا الرد للحديث عن ذاتى ، وهو أسوأ موقف يمكن أن يضعنى فيه أحدهم ، فذاتى هى عالمى الخاص بحلوه ومره أحب أن إداريها وأنأى بها عن المجال العام ، لأن زميلى الأستاذ قريط ركز معظم موضوعه عن سيد القمنى الشخصى والذات الإنسانية ، دون أن يتطرق إلى موضوع يعينه يتجادل معه منطقاً ومعرفة ليشرح مكامن الخلل فيه ، إذ كنت أتوقع فوائد جمة من نقده ، لأنى إنسان يخطئ ويصيب ، ومع الظرف الصحى يمكن أن يتزايد السهو ومع تقدم السن يتكاثر الخطأ الناتج عن كلل الذهن والبدن ، لهذا أقبلت على موضوعه أبحث عن تنبيه لطيف من زميلى الشاب ليصلح الخطأ أو يشير لمكامن السهو ، ولكنى للأسف وجدت شيئاً آخر لو أردت وصفه وصفاً دقيقاً سأرتكب الزلل الفاحش . وهذا هو العامل الثانى فى التردد والتأنى قبل الرد ، حتى لا أسمح لحمية الغضب بخلق معارك بيننا تكسب الاستبداد السياسى والدينى القوة ، ولا أسمح لحزنى علينا بارتكاب الزلل. وهنا لابد أن أعترف أنى قد كبرت سناً وأن حواسى قد كللت وأنهكنى المرض ، وربما أثر ذلك على نوع اختيارى للمنهج وسبل الوصول للناس ، وربما اخترت الأسلوب الأيسر المناسب لممكناتى ، ولكن لا يزعجنى ابداً أن تكون من قرائى ثم يشفيك الله من هذا المرض ، فأنا لا أعلم من يقرأنى ومن لا يقرأنى ، لأن ذاتى وذات القارئ ليست فى الموضوع ، كذلك أعترف أنى مهما حاولت إرضاء مختلف الأذواق ، فأنها غاية لا تدرك ، ومن الطبيعى أن نختلف ، ومن الطبيعى أن يتعلم مثلك من مثلى ، ومن الطبيعى أن تأتى مرحلة جديدة أصبح فيها أنا القديم العتيق وأنت الجديد الحديث ، وكل منا يلائم مرحلته فهو ابن فرزها ، وهى سنة تطورية حادثة لا محالة ، فالنجوم محل التشبه بها فى الظهور والانتشار ، هى نفسها تخفت وتموت .. ومع اضطراد سرعة التطور الهائل فى زماننا ، فقد تسارعت أيضاً وتيرة الإحلال والتبديل وظهور الجديد قبل أوانه الذى اعتدناه من قبل ، فكنا ننتظر عقوداً طويلة حتى يظهر طه حسين آخر أو على عبد الرازق آخر أو كواكبى آخر أما الآن فقد أصبح الفرز والتجنيب والتجديد والإحلال أسرع كثيراً عما كان عنه قبل ثورة الاتصالات .
لذلك أنتظر من الأستاذ قريط عطاء يفوق عطائى بحكم ظروفه الآن التى تفرق بكثير عن ظرف كنا نقرأ فيه على لمبة جاز نمرة عشرة ، ويصلنا الكتاب بعد لأى وعنت وعسر ومشقة وضيق ذات اليد ، ولا شك أن هذا العطاء سيكون متفوقً بما لا يقارن بمثلى ، ليأتى الجديد ويتراجع القديم ، ويفوق التلميذ أستاذه ، وهو كله فرح مهرجانى للعجوز مثلى ، وهو يرى شباباً قد آتى وملأ علينا دنيانا ، ولأن ظهورهم الآن فى حد ذاته دلالة نجاح أبناء جيلى الذى يتهيأ للرحيل ليفسح المجال للآتى .
اختار أخى قريط أن يبدأ موضوعه بالمباغتة بما لا يتوقع ، فإذ به يتحدث عن صورتى وعن رقم تليفونى فى مدخل درامى لا يخلو من كاريكاتور هزلى يقول " لم اعد أقرأ للقمنى كسابق الأيام ، صرت أكتفى بتأمل صورته أعلى المقال فهى تشى ببعض المرح والتجهم معاً ، وقبل المغادرة أنزل إلى كعب المقال لأتفقد التعليقات واستعرض حرس الشرف وجماهير المهللين ، وبطريق العودة أتفقد رقم التليفون الذى يحرم المكالمات الخميس والجمعة ، فهذات اليومان يذكرانى بأفلام مصرية تتخللها زغاريد وبهجة وتحضير شربات ، وسيدة عرموفة تقول : كتب الكتاب والدخلة الخميس الجاى "
أضحكتنى خفة ظل قلم أخى قريط وذكرتنى بأيام زمان ومرحلة الصبى فى لقطة مرحة تتضمن مؤشرات خفية لمن يجيد قراءة المسكوت عنه فى ظاهر اللفظ ، وهو شأن عرفناه ضمن القيمة الفنية لقلم أخى قريط رشاقة ولطفًا ، ولكنه إن كان يقصد بذلك التندر والتنقص من شخصى المتواضع ، فأنه فى مقاله لم يقدم رغم كل ما قال أسباباً تبيح له هذا الانفلات العصابى فى التندر والتنقص . لذلك ليسمح لى زملائى هنا أن أشرح أسباب نشر رقم التليفون ، فقد أصاب جهازى فيروس اضطرنى مع براعة الهاكر القاصد إعاقتى إلى استبدال الشركة كلها برقم جديد وشركة أخرى ، وهو ما يعنى انقطاع اتصالى بالمؤسسات والهيئات الإعلامية والصحف وزملاء القلم بعد أن فقدت أرقامهم بدورى ، لهذا قمت بنشره على النت . أما يومى الخميس والجمعة فليس فيهن سيدات عرمرمات ولا مسلوعات ولا زغاريد ، المسألة أنى ظللت منقطعاً عن النشر بعد التهديد أكثر من سنتين حتى تمكنت من شراء مسكن لعيالى بعيداً عنى بعداً كبيراً ، حتى استطيع أن أعود للنشر دون خوف على عيالى وتوافقنا على الخميس والجمعة نلتقى فيهما لذلك أردت الاعتذار سلفاً لمن يمكن أن يتصل فى هذين اليومين فيجد تليفونى مغلقاً ، هى مجرد حساسية ريفية مفرطة وخجل صعيدى من العيبة فى حق ضيف ولو على التليفون . أما تحديد وقت الاتصال فهو مهم وفيه احترام لوقت العمل وعدم قطعه ، وفيه احترم للمتصل كى يجد كاتبه متفرغاً كله آذان صاغية مع وقت كاف يعطى المتصل احترامه الواجب
ولا يخفى عليكم أن نشر رقم التليفون أوصلنى أولاً بمن يسبوننى يومياً خلال هاتين الساعتين ، وبمن يتوعدنى أنه سيكسب فى ثواباً قريباً ليضمن مكانا فى الفراديس .... الخ ، لكنه أوصلنى أيضاً بمن هم أهل فضل ووفاء فى البيت العلمانى العربى ، وأخص بالذكر اتصال السيدة الدكتورة وفاء سلطان وزوجها المحترم ، أضاءت قلبى بشموعها مع دعوة مخلصة لقضاء وقت فى ضيافتهم بحاتمية غير متكلفة ولا مصطنعة ، وبحب لا يحتاج بحثاً كثيراً للتأكد منه ، هذا رغم علمها وعلمى أن طرائفنا مختلفة حتى فى أعمق التفاصيل أحياناً لكنى لا أنكر عليها دورها ولا تنكر هى على دورى ، ما دمنا نسير نحو ذات الهدف . وأعترف أن هذه السيدة ترهبنى شجاعتها ويبهرنى منطقها ، وتلسعنى لسعاً سرعة بديهتها وحضورها ، وهى اختلفنا معها فى الوسائل أم اتفقنا : السيدة الأولى لبنى ليبرال ( بتعبيرات أخى قريط الرشيقة ) . هذا رغم علمى اليقينى أنه فى البيت العلمانى سيدات يبرزنها علماً ومعرفة بالتراث الإسلامى وتمكنا منة، لكن لهذه السيدة طريقتها وهى التى تضيف إلى رصيدها نقاط تعلو بها الدرجات ، فهى تؤدى دوراً نعجز عنه جميعاً ربما خوفاً من المجتمع ( مثلى ) أو ترفعاً وتكبراً على تلك السجالات ( مثل أخر قريط ) وفى رأيى أنها كلها طرق محترمة ما دامت تقوم على عمد من معرفة سليمة ومنطق محجوج ، وتهدف إلى مبادئ وقيم المجتمع المدنى الحر فى النهاية . ولا يشغلنى مدى لطف الدكتورة سلطان من عدمه ، ولا يشغلنى وصفها بتضخم الذات والطاووسية من عدمه ، لأن الأمر ببساطة : هية حرة فى نفسها ، المهم ما يصلنى منها من نتائج ، ولا يشغلنى أن يكون الليبرالى مؤمناً أم ملحداً ، الهم أن يكون كذلك حقاً ، أما أن يكون علمانياً كاملاً فهى خطوة غير مطلوبة من الجميع وتخضع لاختياراتهم وثقافاتهم وقدرتهم على احتمال الوقوف وحيدين فى وجه الكون والقدر عرايا من الأيدولوجيا والملائكة والأرباب والشياطين ، وحيث لا يوجد عزاء ولا أمل وهمى مريح باستمرار التواجد بحياة أخرى حتى لو كانت فى جهنم .
أما حديث أخى قريط عن صورتى ، فقد دفعنى إلى دخول الموقع للبحث عن صورته ، ولم أتمالك نفسى من الضحك من سلوكى ومما أفعل ، لأنى قرأت له عدة موضوعات ولا أذكر له صورة ، فلم تشغلنى يوماً صورة العالم أو المفكر أو الكاتب أو المخرج ولا شخصيته الذاتية ، فلا أنا أعرف شكل إديسون ولا شكل ابن الهيثم ، وما شغلت نفسى بالبحث عن صورة لكاتب غير اعتيادى مثل إبراهيم البليهى المفكر السعودى ، الذى يمثل نموذج الكاتب المتفلسف من الوزن الثقيل ، تحتاج متابعته إلى احتشاد كامل للحواس والعقل ومجموع معارف هذا لعقل ، يحتاج عناء بسبب كتابته الصلدة غير الملونة ولا المزخرفة ، صلبة لا ترتخى ولا تبتسم ولا تهدأ قليلا لتناول الأنفاس ، ولا يكون أمامك سوى خيار من اثنين ، أن تتركه مللاً وكسلاً ، أو تستمر مركزاً لينكشف لك عالماً من الجلال الفكرى الراقى . والبليهى بظروفه اختار هذا اللون الجاف غير الرطب من فنون الكتابة ، وله ما يريد فواقعه قد لا يسمح بلون آخر ، رغم أنه لو كان أكثر وضوحاً وأقل نخبوية ، لكان فعله فى واقعنا عظيماً ، لكنه اختار وله حقه فيما اختار وعلينا احترام اختياره ، ولا نحاسبه عما عنده من كنوز وثراء يمكن بفض مغاليقها أن ترصف لنا فلسفة الزمن المنتظر ، أزعم هذا ، وأنه لخليق به .
المهم عثرت على صورة أخى نادر قريط فلم أجد شيئاً غير عادى ، وليس فيه ما يبخسه أو يطهره أو ينجسه ، مجرد إنسان كأى إنسان آخر ، نعم أراد أن يجعلها موحية وحاملة لمعنى ، فوضع ذقنه على كفه المنقبض وسبابته على خده الأيمن ، مع صرامة وجدة ولا أقول جهامة ، توحى بإجراء عملية تفكير عميقة . إلا أن ذلك لم يجعلنى أتخذ منه موقفاً نفسياً تأثراً بتفسيرى للصورة التى تشى بأنه يتعالى علينا ويعلن لنا أنه مفكر والدليل هذه الصرامة وتلك اليد تحت الخد ، الدليل صورته . لا لم أر ذلك مطلقاً ، رأيت فقط إنسان كأى إنسان ، كل ما يميزه بالنسبة لى هو منتجه الذى يكتبه ، وكنت احترم هذه الكتابة قبل أن أرى الصورة وبعدها . فكتابتك وليس صورتك هى من يقول للناس من أنت ؟ ولكن فى بعض الأحيان تلتبس الذات بالكاتب بالكتابة فتتدخل المشاعر وتظهر الجروح وتطفو النوازع وتغلب الأحكام الشخصية الوجدانية فتقع الفلتات اللسانية ، وهو ما أظنه قد وقع فيه الزميل العزيز ، وقال عنه العرب : لكل جواد كبوة ، ثم شرحوا سر الكبوة بمثل أخر يقول : المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر ( وتكلم هنا بمعنى إذا فلت لسانه بالمخبوء فى اللاوعى ) .
وبأسلوب اللمحة السريعة ، يشرح كيف كانت كتاباتى بالنسبة له وكيف كان شغفه بها وكيف تعلم منها زمناً طويلاً ، لكنه اكتشف فجأة أن انتشار كتابات القمنى فى الساحة العربية لأن الساحة فاضية ، انتشارها لخلو الساحة فى صدفة تاريخية بحث ، يصوغها فى قالب روائى شعرى بقوله : " لهذا صدقت كل شئ ، تيمناً بما قاله مجنون بنى عامر : أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى / فصادف قلباً خالياً فتمكنا ............. فى ذلك الوقت بدا لى القمنى يتصدى بمفرده لشخصيات كارزمية أزهرية مدججة باللغة والموروث ، بدا لى إنساناً كبيراً بدفاعه عن حق الأقباط بالمواطنة والمساواة " .
أن القول بخلو الساحة فيه ظلم عظيم لآخرين مثلى كثر ، لعل أخصهم عاطفة وذكراً بالنسبة لى المرحوم الدكتور فرج فودة ، فإن قصد زميلى بكلامة أن يطربنى وأن يداعب هواى تخفيفاً مما سيقول بعده ، فإنه يظلم به زملاء وأساتذة كبار . هذا مع ما يلحق قوله من استفسار عما حدث لمجنون بنى عامر فلم يعد ير القمنى كبيراً ؟ ترى هل خان القمنى قضيته وخضع للإرهاب من جانب أو الابتزاز والإغواء المادى من جانب آخر ، فباع نفسه لمن يدفع أكثر ؟ هل تراه كتب أو حتى سلك بما هو ضد ما يكتبه وينادى به فى المعتاد ؟ ما الذى يجعل المتتلمذ يتطاول على المعلم سوى سبب يتعلق بالقيم خاصة الأخلاقية منها والحقوقية ؟ فإذا لم تكن تلك هى الأسباب فلابد أن لدى الأستاذ قريط مخبوءات أخرى نفسية لا نعلمها ، ولا نطالبه بالإفصاح عنها ، ولكن أن يشيخ أحدنا ولا يعود يطرب بعضنا فيقوم هذا البعض بصب السخائم عليه لإقصائه عن عالمهم ، رغم أن المولد لسة فى أولة لم ينفض بعد . فتلك والله لرابعة الأثافى .
المشكلة فى صدق مبادئ بعضنا ، فبدلاً من أن نكرم كبيرنا الذى شاخ ونهمس فى أذنه : " لقد كبرت يا أبتاه فاسترح " ، لأفهم أنه آن أوان اعتزالى مكرماً منكم ، ولأنكم خير معتمد فى حسن تشييع جنازتى يوم رحيلى لترطبوا قلوب عيالى ، لا أن ترمونى بأحجار آثامكم ، وأنا مازلت كاتباً قادراً مقاتلاً عنيداً فى أقصى قمة نضوجه .
أما كيف شفى قلب أخى قريط الخالى ممن تمكنا ليعود بلقعا هانئ البال بدون مؤرقات القمنى ومزعجاته ، وما يكشفه من عار وعوار يطل من نافذة تاريخنا علينا وعلى العالم طوال الوقت ، كيف جاز للقمنى أن يحدثنا عن مجازر سفاح تاريخى مثل خالد بن الوليد فى موقعة أليس ، أو مجزرة يحى العباسى فى مدينة طميسة ، إنه التاريخ الجارح والعار ، الأستاذ قريط يطلب منى أن أنافح عن هذا التراث أكثر من منافحة أهله عنه ، أن أهله هم من قالوا وهم من دونوا وهم من اتفقوا على هذه الوقائع على اختلاف فرقهم مذاهبهم ، ويريد منى الأستاذ قريط أن يكون رأيى فى خالد أو عمرو أو أى من الفاتحين ، أفضل وأحسن من رأى بعضهم فى بعض ، ومن رأى أنفسهم فى أنفسهم بأقلام أهلهم وأتباع ملتهم .
لا يشغلنى يا أستاذ قريط كم ذبح خالد سبعين ألفاً أم سبعة أفراد ، المهم أنى لم أتدخل فى التاريخ الإسلامى وهو يروى مفاخرة ، وليس عندى وسيلة تدفيق لتحديد رقمى سليم لمن ذبحهم خالد ، المهم أنه ذبح وأحتل وأزال حضارات وقضى على لغات وسبى واستعبد وسلب ونهب وأخذ خراجاً وجزية هو وصحبه جميعاً بطول زمن الخلافة المقبورة ، وأنا لا آت بما أكتب من تاريخ أمريكا اللاتينية ولا بما هو مخفى وراء بحر الظلمات ، فالمكتبة الإسلامية فى متناول الجميع وأحداث تاريخها مع البلاد المفتوحة هو تاريخ أسود قاتم حالك الظلمة لا يمكن تجميله مهما حاولنا الترقيع فهو أقبح من أى محاولة ترميم ، إن موقفنا مع تاريخنا كى يكون موقفاً محترماً وكريماً وإنسانياً رفيعاً ، أن نعترف بما حدث ، وإن يعتذر أولى أمر المسلمين فى بلاد الحجازوكبار رجال الدين اعتذاراً لائقا نقدمه لأنفسنا وللعالم ولأبناء الملل والنحل والأعراق الباقين فى بلادنا ، حتى نتصالح مع أنفسنا وأن نشف صدقا فنشف مواطنة وحباً لوطننا وبعضنا ، وأن نرفع المواد الدينية بالدستور، ونعقد عقدنا الاجتماعى مصرياكان أو عربيا ، على الوضوح والمكاشفة والتصالح ونسيان الماضى البغيض والبدء من جديد ليأخذ المواطن الفرد فى بلادنا حقه من الكرامة الإنسانية كبقية بنى آدم فى البلاد المحترمة .
نعم يا أخى العزيز نادر عراقياً كنت أو سورياً لا أعرف ، إن أول ما يجب أن يشغلنى هو مصر وطنى بعد أن غاب مفهوم المواطنة ولم يبق سوى الطائفة والمذهب والدين ، وعليك أيضاً أن تبدأ بوطنك الذى مهما عرفته أنا فلن أعرفه مثلك ، فإن لم ينشغل كل من ينشغل بالشأن العام بوطنه أولاً فى ظرفنا الحالى لأنه لأدرى بشعابه ، فأن البديل سيكون تبديداً للطاقات ولن نصل إلى أبعد مما تصل إليه القمم العربية ، لأن الثقافة فى كلا الحالتين هى هى فيكون الحاصل هو مجموعة أصفار نتيجتها صفر عظيم كبير . ولا يعنى هذا ألا ينشغل سيد القمنى المصرى بما يحدث فى الساحة العراقية وأن يقدم ما يمكنه ، والعبد الفقير إلى الله سيد القمنى قد شارك فى كل هذا ، ولسوء حظ زميلى وهو يفترى على الباطل بظلم شديد ، أن معظم أعمالى وبالصدفة البحتة هى أنشودة حب فى العراق الآن والماضى ، عراق المعنى والإنسان . وهو ما سيجده زميلى فى كتابى الإسرائيليات وفى كتابى الأسطورة والتراث وفى كتابى قصة الخلق وفى كتابى النبى إبراهيم وغيره . تعالوا أهلى العلمانيين نقرأ معاً الإهداء الذى صدرت به كتابى الأبرز ( الأسطورة والتراث ) ، فى الطبعتين الأولى والثانية الصادرتين عن دار سينا ، وتصادف صدوره بعد ضرب الطيران الأمريكى لملجأ العامرية فى العراق إبان حكم الطاغية
يقول الإهداء : " إلى كل امرأة كانت ترضع ابن العهد الآتى ، وتقدمت بجسدها قرباناً فى أقبية ملجأ العامرية ، لتمد شمسنا الغاربة الباردة ببعض الدفء . وإلى كل رضيع تناثرت أشلاؤه على وجه الزمان ، فذهب يفصد دمه فوق مغربنا القاتم المقبض كى يمنحه غسقاً ، وإلى التاريخ يلملم هيبته هلعا مما خضب لحيته ، ليدون ملحمة الملاحم وأسطورة الأساطير ، عن الشعب الذى عاش فى بغداد ، وناس بابل الذين لم يخلق مثلهم فى البلاد "
إن محاولة أخى نادر الوقيعة بينى وبين أهلى فى العراق ، الذى عشت فى شرايينه أبحث فى تاريخه القديم ، وزرته وهو تحت الحصار لأشاركه الحصار وأتتم بحثى التاريخى الميدانى لكتاب النبى موسى ، هو محاولة لا أجد لها وصفاً مخففاً ولا استطيع أن أرى فيها شيئاً حميداً ، هى محاولة رديئة لا تليق بالمفكر كبير الخصال ، وهى مقارنة ظالمة يظهرنى فيها مصرياً غليظ الشوفينية مقابل العراق بالذات وبالخصوص ويعيرنى باستيعاب العراق للعمالة المصرية الفقيرة لمجرد قولى أن أهلى فى العراق كى يمزقوا نياط قلبى أخذوه إلى نفق الطائفية المظلم نحو الصوملة .
نعم يا أخى قلت هذا أو شبيهاً به فأنا لا أذكر كل لفظ بكل دقة ، وأنت لم تذكر النصوص التى وشيت بها ، لكنى أيضاً قد قلت منذ خمش سنوات أن مصر قد أصبحت فى القرية هى صومال وفى المدينة هى طالبان وعظم الله أجركم فى مصر ( تقال عندنا فى العزاء ) بعدما أصبحت مصر مجرد مستشفى مجانين كبير مفتوح ويخلو من الأطباء ..... فهل ترانى عندما كتبت هذا كنت أكره مصر وأحط من شأنها وقدرها لصالح العراق مثلاً ؟ هذا كلام تلامذة ثانوى وسقطة أخى هنا سقطة شديدة يستخدم فيه أى أسلوب لتشويه الخصم ، وهو شأن لا يليق برفيق درب لأنى لست خصماً لك ولن أكون وأظن أن الدرب المشترك بيننا يفرض علينا نبل الفعال والتعالى على الهينات والتوافه ، والترفع على صفائر النفس التى تسببها غيرة بدائية وحشية غريزية لا معنى لها ، لأنه ليس لدينا فريسة نتقاتل عليها ولا كرسى حكم ينتظر أحدنا غداً . لقد جعلت موضوعك ثأراً شخصياً لذنب لم ارتكبه سوى خطيئة نشر صورتى ورقم تليفونى ، واتباعى منهجاً مختلفاً لا أظنه هو الدافع الحقيقى وراء ما كتبت ، وكما أردت أن توحى لنا به .
المهم يستطرد أخى نادر ليقول " وباختصار للشيطان الرابض فى التفاصيل ، أود التمييز بين النقد والسجال ، فالنقد يعنى ببساطة طرح رؤية أخرى ونسق فكرى يطوى ما دونه من رؤى ، بما يدخره من محتوى وقيمة مضافة ، أما السجال فهو ملا سنة بين ثنائيات .. واعتماداً على تلتك الثنائيات فإن السجال هو أسهل أنواع الفكر ولايدمنه إلا الكسالى . الجانب المهم فى السجال هو قدرته على الاستفزاز وشحن النفوس ، وهذا يعود إلى ولع الناس بالمراهنة والمضار به تماماً كما يحدث فى مباريات كرة القدم أو مباريات فيصل القاسم " ، وهو يشير هنا من طرف خفى إلى مشاركاتى فى هذا البرنامج المبارياتى السجالى أكثر من مرة .
مرة أخرى أكرر أننى فى موقف لا أحسد عليه ، لأنى لأول مرة أجدنى مضطراً للدخول فى سجال افتعله زميلى ،وهذا هو السجال فعلاً وصدقا ، وهو حول ذاتى التى نسيتها من زمان بعد أن بلعنى البحث والقراءة والدرس والكتابة حتى صارت ذاتى ظلاً باهتاً أفاجأ بوجوده أحياناً ، عندما أفاجأ أن فى الدنيا متعاً لم أكن أعلم عنها شيئاً . ومع الغربة فى هذه المنطقة الخالية الموحشة لن تجد ما يؤنسك ولا حتى ذاتك ، لهذا كان رفضى المهذب لمشروع الزميلة الدكتورة إيناس حسنى لكتابة سيرتى الذاتية ، وأكرر لها هنا اعتذارى فقد حاولت وعرضت كل التيسيرات وأنها لن تكلفنى اى مشقة سوى الثرثرة التى تمسك هى بمفاتيحها ومقود توجيهها ، لأن ذاتى من وجهة نظرى كأى ذات أخرى فيها الموجب والسالب ، ولا قيمة لها فى أى موضوع أكتبه ، ناهيك عن كونها سيرة لا تسر القلب بقدر ما توجع الكبد ، وقليل من أصدقائى المقربين من يعرف عن هذه السيرة يسيراً ، ومن ثم لن تجد فيما أكتب ما يشى عن هوى بالذات أو ( مفكر بأمره ) . كما قال قريط ولا طاووسية كما قال آخرون ، فقط ما أعتز به وأتيه به فخراً أنى أنجزت ما أنجزت بماله وبما عليه فى ظروف كان مستحيلاً أن تنتج أكثر من كاتب عرضحالجى على باب محكمة ريفية مريض ومتهالك .
أما أن يكون الطريق الذى اخترته مؤخرا فى مناقشة ما يطرحه علينا الإسلام السياسى يعجب البعض ولا يعجب آخرين من حيث مذاقه، فإن ذلك لا يكون ضمن حسابات أى كاتب ولا حتى الأستاذ قريط ، وإلا ما كان كاتباً حراً. حساباتى يا زميلى هى استكمال الموضوع السلامة العلمية، وصدق المقدمات، وتقديم القرائن والبراهين للوصول إلى نتائج صالحة للعمل بها كبدائل للمطروح ، مع ترابط هذه المنظومة وفق منطق واضح دقيق.
وأن يقول لى ناقد؛ لقد تعبت يا رجل فى عملك وأخلصت الجهد لكن عيوبه كذا وأخطائه كذا، لأفضل عندى ألف مرة ممن أسميتهم المهللين المادحين، فكل كلام يؤخذ منه ويرد عليه، فلا أنا ولا أنت نقول كلاما مقدسا، لكن ما يجب ان نعترف به أن دور كل منا الأهم هو جلب الزبائن إلى محل العلمنة او هو ما أعتقد أنة دورى ، فلماذا لا تفترض أنى بعد أن تمكنت بطريقتى السابقة من جذب زبائن اصبحوا موجودين فى الساحة منهم كتاب قامات، وأنى قد قمت بدورى خير قيام حتى بزع من بينهم بارعون مثلك. وإنى اليوم ووفق آليات تفكيرى وقراءتى للواقع فى بلادى وتقديرى قررت أجتذاب نوع آخر من الزبائن غير نوعك، فهل بذلك أكون قد مرقت من علمانيتى أو تجاسرت على أصول البحث العلمى قفدمت شهادات مجروحة مثلا ، أم يجب علينا جميعا أن نحتسب ذوقك وتقييمك هو الأمثل الواجب الاتباع؟ أم ترانى حراً فى اختيار خطابى ولمن اتوجه به حسب خططى الخاصة لجذب المزيد من المواطنين إلى ساحة العلمنه والمواطنة، أم ترانى لأنى لم أعد أطربك يجب أن أنسحب من ساحة الكتابة وألملم أوراقى وأقلامى، وهل ظهورك يازميل مشروط باختفائى؟
أما تأكيد أخى قريط المستمر أن ما يكتبه القمنى هو من سجال العقول الكسالى لهو برهان كاف على أنه لم يقرأ بإمعان، الكسول هنا كان عقل قريط وليس عقلى، قريط يريد كتابة على ذوقه وإن ما عجبتوش يا ليله دقى !! لقد أصدر حكمه الظالم ضدى وهو بقوله هو لم يعد يقرأنى ....فياللإجحاف .!!. نعم يا عزيزى لجأت مؤخراً إلى أسلوب يشبه السجال وما هو السجال، بل هو فى المقام الأول توثيق للمطروح علينا من كبار كتاب ومفلسفى التيار الإسلامى الحديث، باختيار دقيق متحرى للاسماء الكبيرة، عن سبق إصرار وترصد ومتابعة، ثم قمت أناقش ما يطرحونة علينا لتفكيك بنيته مع تقديم البدائل الأكثر عائدية، لأن وضع الموضوع فى شكل سجال فهو كما قلت أنت كصفة سلبيه فيه، أنه قادر على الاستفزاز والشحن لولع الناس بالمراهنة وكرة القدم، بينما لجأت أنا إلى هذا قصداً لذات الاسباب التى ذكرتها انت لتسفيه السجال، للشحن والاستفزاز ولولع الناس بالمباريات لأنى قررت استثمار ذلك إيجابيا بعد طول تأمل وفرز بين الخيارات بعد نجاح الفكرة تلفزيونيا. فلا أنا أريد أن أكون فارس احلام زميلى، ولا فيلسوفه الرصين مقطب الجبين ، ولا منظراً لحل خلاصى وفق نظرية تامه التكامل تبقى خالدة فى الدهور، ولا أنا الفريد زمانه كى تكلفه بما تريد كما لو كنت جنى مصباح علاء الدين السحرى، ولست استاذاً لأحد بقدر ما أنا تلميذ لكل من أقرأ لهم، واتبع فى عملى خطة طويله النفس تتغير طرائقها بتغير المراحل، فبينما كتبت منذ زمان كتابى الملحمى حروب دولة الرسول، فإنى فى جديدى أنكر أنى تكون فى الإسلام دولة بالمرة، ترى هل هذه هو التناقض الذى يقصده صديقى؟ لا أعتقده أقل ذكاء من إدراك حقيقة ما افعل !!.
زميلى الكريم / إنى اتبع فى عملى كل ما أعتقد أنه وسيلة للوصول الى أصحاب المصلجة قية ، من مناهج علم الاجتماع إلى مناهج فلسفه الأديان إلى ماركسية المادية التاريخية إلى تطورية هربرت سبنسر، ليس مهما هنا مركب الوصول لتحقيق ما أريد لأولادى وبلدى فى الأيام القوابل، بغض النظر عما تفترضه من هيبة المفكر وتقنيه عمله ليقنع الأكاديمى الرصين بعرض ونص محكم، وهذا أيضا ما فعلته وأخذ مكانه اللائق بين الأبحاث العلمية المحكمة المحترمه ، كما لاشك تعلم يا أخى أن خطاباً يوجه للناس هو غير خطاب يناقش شروط استكمال الأكاديمية. كل الوسائل الممكنة هى متاحات لنا نقتنصها حتى لو كانت حلقة تلفزيونية مع شخص مثل هانى السباعى فى مباريات فيصل القاسم.
إنه حقى فى الاختيار وحقى فى ارتكاب الخطأ وأنت تصادر عليه دون أى حق واضح تملكه لتفعل ذلك؟ هذه سبلى اخترتها فلماذا تبخسها مع صاحبها، اليست مساهمة واحدة من مساهماتى الموضوعية التى لم تعجبك وتعرضت لها ، هى أفضل ألف مرة من موضوعك هذا الذى كتبته وأدى لهذا الاشتباك السجالى حقا؟ اليست بقدر مساهمة أى زميل آخر يكتب هنا ؟ وهل حدث أن طلبت لكلامى العصمة ولنفسى السيادة بين بنى ليبرال ؟
إن طرقى هى اختياراتى ولا أزعم لها إطلاقية الصواب ولا السمو ولا وجوب التمجيد والتهليل بقدر ماهى محاولات للاستمرار على قدر ممكتاتى الصحية والظرفية، فلماذا حملة التشوية مادمنا أنا وأنت نؤمن بتعدد الطرق للوصول إلى الهدف الواحد؛ وإذا هو يرى أنى لم أقدم رؤية بما تدخر من قيمة مضافة، فما الذى كنت أفعله إذن فى هذه الكتابات؟ الحكاية ببساطة أن زميلى لم يقرأ فكيف سيجد ما يدخره الموضوع من محتوى وقيمة مضافة.؟؟؟
وماذا عن الهمز واللمز من مشاركاتى فى مباريات فيصل القاسم، ما المانع أن ينزل أحدنا من برجه اليبرالى وصارم وجهه وعمق تفكيره بوضع اليد تحت الذقن، ليطارح الناس العاديين مشكلة عميقة المحتوى عبر التلفزيون والمحاضرة ، اليست الحجة الموجهة ضد العلمانيين هى فشلهم فى الوصول إلى الشارع هل ترى بإمكانك شرح موقف العلمانية من الدين فى مناظرة مع فطب إخوانى ( الكنور مجدى قرقر ) فى ندوة عامة فى حى باب الشعرية ؟ ؟ لقد فعلها أخوك المنواضع بحسبانها فرصة و الأجدى أن تقتض أى فرصة تعرض علينا للوصول إلى هذا الشارع مع الحصار الرمسى لنا ؟
أم أن هالة المفكر وكبريائه المقدسة لا يصح أن تنجرح فى مبارزة علنية ؟ وهل مشروط للمفكر كى يكون مفكراً أن يوغل فى الإلغاز والغموض والترفع عن تلك الصغائر؟ والله يا أخى حتى الحلقة العبثية مع هانى السباعى حققت مكاسب وعائدية عظيمة بكل المقاييس، فقد أظهرت مدى عياءهم الفكرى وإرهابهم العلنى وسفههم لدرجة الانحطاط والوطى، رغم أنها كانت كمينا من الجزير، بعد أن سبق وخرجت منتصراً من حلقة كمال حبيب وحلقة عبدالوهاب المسيرى، لأن انتصار العلمانى يظل وجعا يؤرق الجزيرة حتى تهزمه علنا أو تنال من مهابته أو لو استطاعت فإنها تعرضه للمهانة.
قالوا لى أن مناظرى سيكون الغنوشى ، قلت ند كفوء، بعد وصولى الدوحة قالوا الغنوشى اغتذر لأسباب أمنية واللى جاى حسن الترابى، قلت ند كفوء، قبل الحلقة بدقائق قالوا الترابى اعتذر ولم يجدوا سوى هانى السباعى سفيه لندن الأشهر، وفطنت للكمين متأخراً والحلقة على الهواء بعد دقائق، فإما أن انسحب ويعلن فيصل انسحابى بينما هو مجهز سلفا مناظر ينتظر، وتكون الهزيمة منكرة للعلمانيين بعد وصولى الدوحة بالفعل ، أو أن اقبل ، وساعتها تذكرت المرحومة أمى الحاجة صفية وهى تحذرنى: "خد بالك يا سيد يا ابنى، إذا عايز تبهدل راجل محترم سلط عليه مره شرشوحه". وعلمت أنى فى الموقف الذى حذرتنى منه أمى ، فى انتظارى على الهواء مره شرشوحه. ولكنى قررت الاستمرار وكان النصر حظنا الموزر بالأيات البينات بانكشافهم إرهابا علنيا وسفها مقززاً لفريق يزعم التدين المفترض فيه أن يكون عف اللسان فويم الخلق بشوش حسن اللفظ. ولم اعتقد أن كل ما قاله نال من شخصى كمفكر محترم لأن الفارق كان بائناً. وإذا كانت ذاتى قد سبت أوسفهت من السباعى فمالها وما أكتب ؟!. ذاتى لا اعتبار لها هنا مع نجاح المناظرة كرصيد فى الخطوات نحو الهدف.
وهكذا ترانى يا أخى أخطو خطواتى وأختار طرقى دون اعتبار بالمرة للذات لأنها عندى خارج الموضوع، وقد أخذت هذه الذات بالقسوة والشدة دون رحمة فى أبحاثى وأعمالى ، وقررت استمرار العيش فى مصر رغم قسوة المجتمع الذى أكتب له ومن أجله، ربما أنت رايت ذاتى ذات يوم مهمة وأنبهرت بها فإذا بك أمام إنسان عادى بكل ماله وماعليه، ستكون بهذا المعنى مشكلتك لا مشكلتى، أنت تريد أبطالاً حتى الموت أو قديسين كاملى الطهاره، أو ارباباً أكاديميين، وكونك اكتشفت خطأك وطلع القمنى مش اللى هوة ، ولا هو أستاذ ولا هم يحزنون، فلماذا كل هذه الحملة ؟ لماذا لم تكتف بإلقاء كتبى من أقرب نافذة فى جوارك لتهدأ نفسا وترتاح بالا وينتهى الأمر؟
أما أنا فقد فعلت ذلك مع نفسى وذاتى مبكراً، لهذا اعتبر نفسى دوما مجرد جندى نفر فى الجيش العلمانى بدون أى رتب ، وأفخر بذلك وحده وأكتفى ، لأن الجيش العلمانى يعنى الحقوقيين يعنى مع الحريات يعنى مع الكرامة، يعنى أن أكون فرداً منهم فهو الشرف العظيم.
زملاؤك وزملائى راسلونى لأكتب لكتب من تأليفهم تقديمات يريدون بها تشريفا، ولهم الشكر والتقدير كله، لكنى رأيت أن من يكتبون التقديمات يرتكبون فى حق المؤلف لونا من الجرم، فهم يركبون على جهد المؤلف ويضعون أسماءهم على الغلاف دون جهد مواز لجهد المؤلف، لمجرد ركوب الكتاب ووضع الأسم والذات عليه دون مجهود لائق. أرسل لى كمثال الزملاء الأعزاء الاستاذ سعيد الكحل، وأيضا الأستاذ عادل جندى، وعندما قرأت العملين وجدتهما ذوى قيمة عاليه وأصحابهما ذوى قامات محترمة، لذلك رفضت أن أكون ايقونه كتاب لتجميله وهو لا يحتاج تجميلا من أحد. لو كانت ذاتى شاغلى لجلست أكتب مقدمات لعشرات الكتاب من باب توسبع الانتشار والرزق أيضاً، لكن ذاتى والحمد لله سبق لها أن مرت بطور التضخم زمان ثم عادرته إلى غير رجعه، واحتسبها اليوم من هنات مرحلة الصبى والشعور المبكر بالتميز بالتفكر والتباهى به بين الأقران.
ونظراً لطبيعة كتاباتى وما تعلمونه عنها، فهى تخص بلادنا ومشاكلها لذلك لم أسع للترجمة ربما أحصل على جائزة دولية لائقة، وأحمد قدرى الذى جعل مطالبى الحياتية شديدة البساطة، مما أعطانى قدراً هائلا على الاستغناء، كما أنى لن أحصل فى بلد مسلم أو عربى على جائزة تقدير، لأنكم تعلمون ترتيب الولاءات ومقاصات المصالح فى جوائز بلادنا، ناهيك عن تكقيرى العلنى التى سيعطى كل تلك المؤسسات العذر فى عدم منحى جائزتها. وصدقنى أخى قريط تمنيت الحصول على واحدة من تلك الجوائز ليس لأنها تحمل تقديراً أدبى سليم بل لمردودها المادى الفلوسى البحت الذى أنا بأشد الحاجة اليه . فإن لم أحصل على تقدير منهم فعلى الأقل يكون التقدير من زملائى فى العلمانية ، التقدير الأدبى وحده ، لذلك لا أخفيك سرا اعجابى الشديد بكون العلمانيين العرب يعتبرونى ( ايقونة بنى ليبرال ) كما ذكرت فى مقالك .. تكفينى تلك جائزة رفيعة المستوى عالية القيمة .
ولا يكتفى الأستاذ قريط بذلك ، بل يصعد من حده حملته ويشدد من هجومه بدون سبب واضح لأى سبب ، مجرد كلام فلوت يقول " القمنى كما أراه الآن تحول من مفكر الى مفكر بأمره ، ومن صاحب مشروع الى سجال بدون موضوع ، يبدأ صولاته وجولاته من مقولات : حاكمية الله ، والخلافة ، وشعار الاسلام هو الحل ، وما يتغرغر به الاسلاميون ، ذريعة للهجوم على كائن افتراضى ، لأن تلك المقولات تحمل بذور فنائها بداخلها ، ولا تستحق جدلا من حيث المبدأ ." .
وصدق زميلى فى قوله وأصاب كبرا الحقيقة ، فنهج التفكير الاسلامى ( والدينى عموما من وجهة نظرى ) يحمل بذور فنائه بداخلة ، لكنه لم يصب بالمرة بقوله ان معركتى مع هذا الفكر هى معركة مع كائن افتراضى ، حتى شككت أنه لا يعيش معنا فى بلادنا وممن يكتبون من أوروبا او أمريكا ، لأنه اذا كان ذلك كذلك فلا شك ان مسلمى الشارع المصرى والباكستانى والسعودى والجزائرى والصومالى واليمنى والعراقى بإعلامهم بتعليمهم بصحوتهم بسلوكهم فى الشارع بخياراتهم السياسية كلهم كائن افتراضى لأن كلهم كذلك وكلهم يؤمن بذلك ، عدا بعض النخب الليبرالية هنا وهناك ممن لا تأثير لهم على الشارع فى اى موطن من تلك المواطن .
نعم هى تحمل بذور فنائها ، وان التقدم الانسانى لا يتقهقر ، لكنه أيضا يسير لولبيا بمعنى انه يكبو أحيانا ، لكنه دوما فى ارتقاء ، وأن العلم فى سبيله يكتسح حارثا الطريق أمام ما يصاحبه من قيم ومبادىء ستسود فى النهاية ، كل هذا ياأخى نعلمة من كتب المعلومات الإبتدائية والقراءة الرشيدة ، و بالإشارة الى لولبية الصعود والنكوص يأتى دور الشعوب والفرد فى التاريخ وشغوب مثلنا بمناهجنا فى التفكير بقيمنا بسلوكنا هى حجر عثرة دائم فى طريق تقدم الإنسانية ، وتقدمها هى نفسها ، ومن ثم يأتى دور المفكر للتسريع فى عملية الفرز والتجنيب والإحلال والتبديل ووضع الخيارات الملائمة لجعل الانتقالات المجتمعية تتم بأقل قدر من الخسائر والمشاكل وباكثر ما يمكن من السلامية لهدم القديم واحلال الجديد ، وهذا يا أخى ما أقوم به ، واتمنى عليك ان تساهم فيه بشىء كبير مستقبلا فأنت أهل له لو توقفت أنت عن استسهال السجال .
ثم يعمد الاستاذ قريط الى موضوع قديم من موضوعاتى يرتبط بظرفة الوقتى حينذاك على الأرض فى العراق ، فيقول : " لكن كلمات القمنى بدأت تقتصر على الجدل الصاخب دون رؤية نقدية بديلة ، وفى الآونة الأخيرة بدأ يستأنس بظلال القوة والسلطة ويستأسد على الضعفاء ، وأصبح لا يرى مشروعا الا بقمع الاسلاميين لهذا السببب أصبحت كتاباته تضج بالمتناقضات الفاضحة ، فهو يشيد بنموذج الولى الفقيه السيستانى ويعتبرة غانداوبا مسالما نابذا للعنف ، وهذا يتناغم مع طبيعة الرضى الأمريكى الذى أصبح بوصلته ، والسؤال : هل يقبل بولى فقية أزهرى ؟ أم ان العراق أصبح حائط نص نصيص واطىء ؟ " .
اى قوة يقصدها واى سلطة استأنس بظلالها واستأسد بها ؟ أنا رجل بلا حول ولا قوة ، واذا كان يقصد سلطة الحكومة المصرية ...!!!! كان الأجدى أعمل ذلك بدرى من زمان ، واعيش الزفة وآخد لى وزاره وافتح حساب فى سويسرا وتبقى الدنيا بمبى واللقمة طرية والعيشة هنية ، أجى أعملها فى أخريات أيامى ؟ لقد صدقت هذه الحكومة يوما ليس لأنها تستحق التصديق ، ولكن اعتمادا على تصديقى للضغط الأمريكى الذى يمكن ان يسرع بعملية العلمنة ، وصدقت حكاية ترشيح الرئيس والمادة مش عارف كام بالدستور ، وكتبت لأول مرة ولآخر مرة مديحا مصحوبا بشروط وقواعد اللعبة حتى تكون سليمة لاكتشف مدى سذاجتى ، لذلك لم ير أحد هذه الكتابة مرة أخرى وعدا هذه الكبوة الناشئة عن سذاجتى الشديدة أحيانا بحكم ريفيتى وميلى للتصديق المأمول من ورائه خيرا ،وغير هذا المقال البائس لا تجد موقفى من الحكومة سوى موقف الليبرا لى المحترم الحر من نظام استبدادى نخر فساد السوس جنباته من كل جهاته بكل شخوصه لا أستثنى أحدا ، ولكن ان يكون البديل عن هذا النظام خراب العمار وخوض البلاد فى بحر من الدماء ، فلا شك ان هذا سيكون مرفوضا بالمرة ، وعندما يكون البديل عن سيادة القانون مقصات مصالح تجرى بين عناصر الحكومة وبعض التيارات المدينه مما يهدد بمخاطر تفكك الدولة نحو صوملة كاملة ، فهنا علينا ان نختار بين الخراب والدمار الكامل بلا عودة ، وبين ان ندعوا لنظام القائم التزام القانون ولو على أصحاب المشروع الخراب البديل ، وبهذا لا أستأسد بالحكومة فهى ليست أسدا بقدر ما هى مجموعة من الهايبنز الرمامين يأكلوننا ونحن موتى ، عصابات فاسدة رخوة هشة تستخدم وسطاء الدين المنتفعين المحترفين وسيلة لشرعيتها وتمرير فسادها، لقد قامت هذه الحكومات اليولياوية منذ 1952 وحتى الآن بأكبر عملية أجرام فى حق الانسانية عندما تمكنت من أبادة الوعى التعددى المصرى الباقى منذ 1919 حتى أصبح بإمكانها تسيير الشارع بشيخ نصاب بتعريفة ، ولا استبعد على مثل هذه الحكومة ان تضحى بشعبها وأنا أرها تترك الشارع منفلتا يعمل وفق آليات أجهزة الاعلام وما تبثه من قيم منحطة ، بلا ضابط ولا رابط الا مشهد النقاب والحجاب واللحى وخراب الضمائر المعمم والعلنى السافر فى حالة لم تشهدها مصر من دمار للبلاد والاقتصاد والقيم والوعى والتعليم منذ زمن الهكسوس .
أما الإشارة لسلامية السيستانى فقد كانت فى ظرفها على الأرض وفى وقتها هى نعم الحكمة ونعم المصداقية والرأى السديد ، وكان أى قول بخلاف ذلك هو تاجيح لمزيد من النيران التى كان يصبها السنة الزرقاوية على شيعة العراق وبقية مللة ونحلة . ولكن السيد السيستانى نفسه لم يسلم من نقدى المر والقاسى على المستوى النظرى لفتاواه ومواقفة وآراءه الدينية .
ثم من قال أن العلمانية تعنى العداء للدين أو للطائفة أو للعبادات أو حتى لرجال الدين ماداموا لا يفتأتون على الصالح العام للمجتمع ويلتزمون دورهم المحدد لهم دون خروج على قواعد شروط العقد المدنى الاجتماعى العام. أنى هنا الم أكن نصيراً لوجود سلطة دينية فى العراق ورافضاً لها فى مصر لأن المقارنة ظالمة والظرفان يختلفان بالكلية ، وخير من يعلم ذلك زميلى قريط ، وإن لم يعلم ذلك فإن أقل ما يوصف به مع التأدب أنه نوع من الخبث الريفى المضحك بغرض تشويه الخصم بأى طريق ممكن ، وهو ما لا يحدث بين أولياء المبادئ المحترمة ، خاصة إذا كان هذا المبدأ هو العلمانية التى اراها شرفى وسبب ارتقائى وفيها جذور كرامتى ومحتوى ومستقبل أولادى ووطنى .
وضمن هذا الخبث الريفى يظهرنى عميلاً حكومياً حيث يقول : "بنفس الوقت ينقض على سعد الدين إبراهيم مقرعاً إياه بتهمة الأسلمة السياسية". مرة أخرى الرجل لم يقرأ دفاعاتى التى استغرقت ثلث كتابى شكرا بن لادن عن حقوق الدكتور سعد الدين ابراهيم وموقفى من حكومتنا المعتوهة غير الرشيدة ، وبالطبع هو أيضاً لا يعلم أن سعد صديقى حتى هذه اللحظة.
وأنى قبل أن أنشر نقدى لة التقينه وسط نخبة من المفكرين بمنزل الدكتور حسن الصواف وبحضور الدكتور صلاح الدين حافظ والدكتور أسامه الغزالى حرب والفنان وجيه وهبه وغيرهم من أعلامنا وقلت له هذا النقد وأخبرته سلفاً أنى سوف أنشره. ونشرت نقدى لكنى لم أفعل فعل قريط فالشخص بمنأى عندى عن النقد، فما يشغلنى هو ما يكتب ويؤثر به فى الواقع ، لذلك أدنت سعداً بقلم سعد وما خطت يراعه ، وليس بخطاب متعالى يتوهم ذاته ذاتاً قادرة على الفرز وحدها وقراءة ماتضمر النوايا وإصدار الأحكام على الزملاء كخطاب عمنا قريط ضد شخصى الضعيف المتواضع ، وبغد تشرى نقدى لسعد تمت دعوتى من قبل مركز سعد (ابن خلدون) للمحاضرة ،وحضرت وحاضرت ونشرت مجلة المجتمع المدنى المحاضرة والمداخلات ، ومؤخراً كتبت مشاركاً بكلمة محترمة تليق يدور سعد كأستاذ وشيخ ليبرالى كبير ، بمناسبة بلوغه سن السبعين أدعوه فيها للعودة إلى مصر بعد أن أجدبت ببعده عنها ، وعبر الاتفاق والاختلاف لم يحدث أن بخست سعداً أو اتهمته بما ليس فيه ولا سخرت منه أو من شخصه أو من كتابته ولا قللت من شأنه كأستاذ مؤسس لفكرة المجتمع المدنى فى بلادنا ، لأن كل ذلك لس من شيم ومكارم العلمانية من نبالة وفروسية.
ذكرنى أخى قريط بحدثين لا أنساهما ، احدهما مقال كتبه صحفى مفكور موتور بالأسلمة ، وكيف أن الله من عليه أن يرى داعى الفرعونية الدكتورالنصرانى لويس عوض طريح فراش المرض الأخير بالمستشفى ، يرطن ويخرف ولا يدرى ما يقول حتى أنه لم يدر ببوله يتسرب على بنطاله ، حتى انتهى بحمد الله والثناء عليه لنقمته على لويس عوض ، ومضت الأيام ولا يذكر أحدكم هذا الصحفى ولا من هو ، ومن بقى هو لويس عوض.
والثانى يخص كاتباً علمانياً صادق العلمانية هو حسين أحمد أمين الذى تعلمت من كتاباته كما تعلمت من كتابات سعد الدين ، جاء يوم قرر أن يكتب فيه ذكرياته مع أبيه أحمد أمين وهو واحد من أبرز كتاب عصر النهضة بالقرن الماضى ، ومعارف أبيه من الأسماء اللوامع لذلك الزمان ، والذين هم أساتذة لنا جميعاً نفخر بهم ونعتز ونثنيه فخراً ، فإذ به يذكر أسراراً تسوءهم ومواقف تشينهم ، فكان قرارى الشخصى بهجر قراءة حسين ، ولاحظت أن ذلك كان موقف بقية القراء دون اتفاق مسبق ، حتى خفت نجمه أو تلاشى من الساحة ، لكن ذلك لا يسلبه حق سبقه استاذاً علمانياً. وأن عند القارئ حسه الذى يدفعه لاتخاذ المواقف مما نكتب ويحاكم الكاتب وفق منظومته القيمية التى لا يأكل فيها الصغار لحم إخوانهم الكبار أو آبائهم وأساتذتهم أحياء كانوا او أموات.... فكرهوه وكرهتموه.
أختم هنا بفقرة أخى نادر التى ختم بها موضوعه إذ يقول وكله ثقة : "لا أنكر أنى تمتعت يوماً بلمحات تنويرية سطرها القمنى فى متون كتبه، فجمال الكتاب يفتح الشهية للمزيد ، رغم الملل والشعور بالتخمه ، لكن لغة سجال القمنى ليست أكاديمية كثيفة دالة ، ترضى المثقف اللماح ، ولا ميسرة أنيقة تبهر الذواق ، أنها للآسف لغة عربية متثائبة تتحرك ببطء على إيقاع سيارات وسط البلد فى القاهرة ، وتنفث عوادمها فى وجوه الناس ، ولا تصل إلى مبتغاها إلا بشق الأنفس ".
إذن لماذا لا تكتب أنت يا أخى ما ليس كذلك ، ولماذا لا تقدم لنا مشروعاً كمشروعى الذى أشرت إليه ثم انتهيت به إلى لمحات تنويرية سطرها القمنى ، أم أن ظهور مشروعك مشروط بانسحابى بعدما شخت ولم أعد أطربك.
أخى نادر قريط ، لن أنسحب من الساحة بعد أن انسحبت منها من قبل مكرها تحت وطأة الخوف على أولادى ، فالتجربة كانت شديدة المرارة ، وسأظل اكتب حتى يصيبنى الخرف ، وساعتها سأجد من ينبهنى إلى التوقف حرصاً على تاريخى العلمى من أمثالك ، أو حتى تفاجئنى موتة ربى أو موته اغتيالية ، وساعتها أتمنى عليك ألا تعود لأكل لحمى ميتاً كما نهشتة حياً ، وأطلب من أشقائى العلمانيين أن يؤبنوننى ويودعوننى بعراء يليق بى حين أغادركم لتتمموا ما بدأناة ، تأبينا يداوى فقد عيالى لأبيهم حياً وميتاً بعد أن خطفته منهم حالة قدرية وظروف وطن ليكون عبد مكتبه لا يرونه إلا يومين أسبوعياً وأحياناً يلغى اللقاء بسبب العمل وترطيباً لقلوبهم بعد معاناة طويلة ليس لهم يد فيها سوى كونى أبيهم .. وأخيراً وليس آخراً يبدو لى أنى بحاجه إلى بعض الراحة الجسدية والذهنية.
لذلك استسمحكم عذراً فى أجازه أرجو ألا تطول. أتمنى خلالها أن يسعد قلبى بالمزيد من كتاباتكم ونضالكم من أجل مواطن كريم يعيش فى وطن عزيز يا أهلى وناسى فى كل بلد عربى من بنى ليبرال.
قرأت رد الأستاذ القمني \ ولأننا شعوب عربية من شيمنا الحرارة العاطفية العالية ولا مانع لدينا أيضاً إن خمدت!..فأتمنى له الصحة والسلامة..وأرى أن مشكلتنا عند تناول التاريخ هي ..أن التاريخ في حد ذاته هو أمر (ثلاثي الأبعاد) وهنا تكمن خطورة تناوله..فنحن ننظر ونقيم التاريخ من وجهة نظر معاصرة..فرأينا فيه اليوم سيختلف عنه رأينا فيه مستقبلاً!..فالحاضر ومتطلباته أشد قوة من ماضي لا يملك تدوين ذاته!..ونعلم أن الأستاذ القمني يعاني من مشاكل صحية ولكنها جرأة منه أن يطلب السماح والصفح لكتابة وراؤها جسد وذهن عليل..فلماذا يُفرض على القاريء كتابة عليلة كما يُفرض عليه حاكم هرم!..عذراً ليس الكاتب عندي كخيل الحكومة وإنما إعترافه بضعفه حالياً يجبره على التنحى عن الكتابة إلى أن يعود لكامل قواه فالكلمة مسؤولية وليست كالصعود لركوب أتوبيس زحمة!..لذا أؤيده في الإعتزال المؤقت..أخيراً..(عتبي على الأستاذ نادر قريط حيث وصف السيدة وفاء سلطان بالسيدة الأولى لبني ليبرال!!!)..حيث كيف له نقد النظام الأبوي لمجتمعاتنا وإعتباره من أسباب تخلفنا..ونراه مع وفاء سلطان يرحب بالنظام الأموي والرتبوي الأولي؟؟..فكيف هذا والفكر يختلف عن العسكرية ورتبها؟..تحيتي0
ردحذفإلى غير معرف : آسف هناك سوؤ فهم أنا لم أتلفظ بإسم المذكورة في تعليقك .. ولا أعرف أوأعترف بسيدة أو سيد من بني ليبرال شكرا
ردحذفلكن المؤلم ان ينتقل هذا الغبن الى داخل الشعوب الإسلامية نفسها, على يد مثقفيها العلمانيين. هذه امثلة:
ردحذفسيد القمنى
لو قال مواطن انه لايريد " إقامة دولة دينية أو حكومة دينية" وان منهجه " إقامة حكومة ودولة مدنية ، يتساوون فيها الحقوق والواجبات التي يضمنها الدستور" وأن "الشعب من حقه أن يولي الحاكم وأن يحاسبه وان يعزله لفترات محددة ، وتحدث عن فصل السلطات الثلاثة في الدولة.. وأن حقوق الأفراد مكفولة بحكم الدستور" لوقال مواطن هذا لحكمنا انه علماني بلا شك, ولإفترضنا ان العلمانيين سيحتضنوه بكل الحب. لكن ان عرفنا ان من قال هذا لم يكن إلا "قيادي معلوم الشأن" في حزب الإخوان المسلمين في مصر (عصام العريان, في نيسان عام 2005, مع بعض الإضافات عن دور الإسلام هنا وهناك) لأثار ذلك استغرابنا, و...ربما تفاؤلنا.(*****)
لكن ما يثير الإستغراب اكثر هو تعليق الكاتب الكبير "سيد القمني" على هذه المقولة بالذات (الحوار المتمدن - العدد: 1820 - 2007 / 2 / 8) حيث يعلق بشكل معاكس لكل التوقعات الممكنة قائلاً". ورغم أن الشخص واحد فإنه يحمل فيما قال من متناقضات ما يؤكد لنا أن الإخوان أبدا لا يقولون حقا ولا يعرفون صدقا وأن النوايا غير الطوايا وأن الطوايا غير الخفايا وأن المعلن غير كل هذا لكنة يحمل تناقضات تحملها النوايا والطوايا الخفايا ، وإذا كان المعلن كما سنثبت الآن يحمل شرا مستطيرا للدين وللوطن ، فما بالك وما هالك ، لو اطلعت على البواطن الخفية ؟"
هل هذا رد "علماني" حريص على مستقبل وطنه والديمقراطية فيه, يبحث راجياً عن اساس للعمل والتفاؤل من اجلهما؟ ما هو مبرر هذا الحديث عن "البواطن" و "الطوايا" بدلاً من الترحيب (حتى وان كان ترحيباً متشككاً حذراً) بمثل هذه التصريحات, والدعوة الى تفعيلها؟ انه اقرب الى صورة شخص يغيضه اي تقدم من جماهير شعبه الإسلامي نحو الديمقراطية مما هو رد فعل لباحث عن بوادر الأمل في اعتراف تلك الجماهير الواسعة بالمقاييس الديمقراطية والإقتراب منها!
بشكل عام, يستند الداعون الى تحديث موقف الإسلام من مختلف قضايا المجتمع, مثل د. نصر حامد ابو زيد وغيره, الى حقيقة امكانية تفسير القرآن بطرق عديدة وهو ما اشار اليه منذ ولادة الإسلام الأمام علي نفسه حين قال "أن القرآن حمالة اوجه" ويأملون من خلال هذه الحقيقة ومن مقولة الإمام علي بالذات اقناع ا لمسلمين بالنظر الى الجانب الأكثر ايجابية وسلمية وقرباً من الحداثة من القرآن والدين. لكن بعض "العلمانيين" مثل وفاء سلطان وايان هرسي علي (هولندا) وغيرهم كثير, يتخذ موقفاً هو في الحقيقة اقرب الى نفس مواقف المتزمتين المحبذين للعنف من المسلمين, ونفس موقف مثيري الشغب والأحزاب العنصرية المضادة للأجانب في اوروبا, الا وهو موقف ان "العنف هو التفسير الوحيد للإسلام".
من المؤسف ان ينضم كاتب بوزن سيد القمني, وهو الذي يخاطر بحياته من اجل الحقيقة, ويقف بوجه تهديدات المتطرفين المؤمنين بالعنف من المسلمين كما اذيع مؤخراً, الى هذه المجموعة. يقول سيد القمني:"يتحدث العريان عن منهجهم في إقامة دولة مدنية تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات مرجعيتها الإسلام الذي هو حضارة جميع المصريين إن العريان بما يقول هنا قد خرج ليس فقط من جماعة الإخوان بل أعلن العصيان على الإسلام . لأن المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم أمر لا تعرفه الشريعة الإسلامية ، إنما تعرف المراتب والمنازل حفظا لقيم المجتمع ، ففيها السيد العربي وفيها المسلم المولي ، ولا يجوز شرعا المساواة بينهما ، وفيها السيد المسلم وفيها الذمي، ولا يجوز شرعا المساواة بينهما، وفيها السيد الرجل وتابعته محل متعته المرأة ، ولا يجوز شرعا المساواة بينهما ، وفيها السيد والعبد والسيد والأمة ولا يجوز شرعا المساواة بينهما ،ولكل من أطراف هذه المعادلة حقوق غير الآخر وواجبات غير الآخر ، بل أن السيد دوما كان هو صاحب الحقوق وغيره لا حقوق له . إن دولة الشريعة لا تساوي أبدا بين المواطنين ومن يقول بغير ذلك فقد أنكر معلوما من الدين بالضرورة."
كل من الإسلامي المتطرف والقمني يقولان في نهاية الأمر كلاماً واحداً: "من اراد المساواة بين المواطنين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم, من اراد المساواة بين العربي وغيره والرجل والمرأة, فهو عاص على الإسلام" وعلى المسلم ان يختار بين دينه وبين المساواة. فماذا سيفضل المؤمن؟ غالباً ما اراده المتطرف ان يختار!
Source: صائب خليل - العلمانيين والديمقراطية في عالم اسلامي
Address : http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=90302
شكراً أستاذ نادر على التوضيح المريح..إذن وجب علي الإعتذار لك عن سوء فهم إضطررنا للوقوع فيه..حيث ورد في المقال أعلاه السيدة الأولى لبنى ليبرال ( بتعبيرات أخى قريط الرشيقة )0مع إعتزازي وتقديري لك0
ردحذفكما هو ملفت للنظر من الحقل الآكاديمي الذي َركّزَ إهتمامه على الإنسان كأحد أعضاء الكائِنات الحية هذا العضو الذي نعتَ نفسه إنسان بعد تعلمه للغه والنطق بها وهكذا تكون أول عنصرية بالتاريخ أي الأنسنة والحَيْوَنة
ردحذفوإذا آكادِميي الآجيال الإنسانية جَعلتْ هذا العضو الحي الغير متناهي في تطوير نفسة وحسب عوامل الموقع الجغرافي الفقيرأوالغني مركز أبحاثهم هذه الآبحاث المركزة على الإنسان هي مكتبة غنية لكل جيل أو الأجيال الإنسانية والمتعددة عاليماً وعلى الرغم من هذا الغناء الأرشيفي الآكاديمي نرى البوصلة أنها ليست بأيدينا كأجيال ترعرعت على الجغرافيات الصحراوية والتصَحْرْ لسطح الأرض الفقير لموارد التقدم المادي الوجوي والإنساني إستنتجتُ ذلك اللعنة التي لا حلَ لها بعد إقامة ثلاثون عام في العالم الشمالي الغني جغرافياً لأن الماء الزراعة والمراعي هي إساس الوجود المادي العضوي للإنسان
لذلك بنصية متواضعة للقمفي وقريط بأن يبدلوا ملابسهم بقطعة قماش أبيض وعكاذ وليسى عصى موسى والسواك وحلق الرأس كلة تماماً حتى الشارب والاذنِ وأن تلبسوا نظارات ذات عدسات دائيرية وتقودا شعبكم بإتجاة العالم الشمالي وكندا وأكيد بعد كم جيل سوف تنقرض ظاهرة رفع الهلال والقرأن أمام رفع الأنجيل والصليب الذي أستشهدَ عليه الشهيد وبنفس ظاهره التعليقه الصدامية
ولكن هجرة مشروطة بعدم نقلها وحملها حمارياً للعقائد الصرواية لسيناء وحوض النهرين وحزيرة العرب لأن هذة العقائد التقاليدية سافلة للكرامة الإنسانية
والإ لا فائدة من هذه الهجرة لأن المهاجرين اللأوائل الأوروبيين لكندا غربلوا بغربال التظيف ونظفوا الدساتير الأوروربية والعقائيدية وعمقها الصحراوي الذي سفلَ الإنسان الأوروبي وكان ثمنه غالياً مما ادى للهجرة وكتابة دساتير وخلق مَدَنييةٌ جديدة الإنسان مركزها من السماء حتى الأرض يقعوا له ساجِدين وليس العكس وبسجوده لي الأ ووووالخ
يرفائيل زياده
تحية طيبة وعطرة
ردحذفاستاذي القدير والكبير
المبدع والممتع
الفاضل والمناضل
سيد القمني
قلمك كان ولا يزال نبراسا ينير الطريق للآلاف من أبناء هذه الأمة المنكوبة ، ولا أزال أذكر لقائي الأول بك وتشرفي بلقائك ومن ثم تشرفي بزيارتك في منزلك ، وإنبهاري بخلية النحل النشيطة التي يديرها طاقم عمل يتكون من شخص واحد هو : سيد القمني .. بلا كلل أو ملل لينتج لنا عسل الأمل
سيدي سيد ، ما تقوم به يفترض أن تقوم به منظمات بأكملها - ولا أبالغ - و كتاباتك الجريئة والشجاعة ستظل فخر لك وعار على من يختبئ خلف الترسانة اللغوية التمويهية ، منشدا أنشودة التنفيس والسلامة ، مراوغا ومناورا بين الحروف .. بلا هدف
سيدي سيد
ظهرت بكل شجاعة وشموخ لتبارز الظلاميين في وسائل الإعلام من صحافة وفضائيات وإنترنت وندوات وغيرها ، ويأثر غيرك الإختباء خلف شاشات الإنترنت وكيل التهم والإنتقاد . لمجرد الإنتقاد
انا لا أقصد نادر قريط .. ولا أشك في نيته وإخلاصه ، ولكني أعتقد بأنه جانبه الصواب في طرحه
فأنا أعتقد انه من الأولى إن كا يملك بديلاً أن يطرحه بدلا من التفرغ لإنتقاد سيد القمني وطارق حجي وغيرهما
نادر قريط .. تفرغ للإيجابيه عوضا عن السلبية فذلك أنفع وأنجع .. وأمتع
دمتما ودام قلميكما ذخرا للبلاد والأحرار ( عوضا عن العباد) !
فيصل خاجه - من الكويت
http://www.7rf-q8.com
عند الإشارة إلى الواقع السلبيّ نكون بصدد مسألتين أساسيّتين (باستثناء السلطة السائدة!) : القاعدة الجماهيريّة , و النخبة المثقّفة .
ردحذفيطرح البعض علاج أزمة المجتمع عن طريق صبّ الإهتمام على الأولى فقط , فالثانية لا تعاني من تغييب العقل و لديها ما يكفي من الإقتدار المعرفي! (و هذا خاطئٌ برأيي) .... هذا الإحتمال (التوعية الشعبيّة) يمكن أن يكون صحيحاً و ترياقاً ناجعاً , فقط حين تكون أدوات الإتّصال في مخاطبة الجماهير (تعليم مدرسيّ و عالي , بثّ فضائيّ , إذاعة , نشر , مرجعيّة دينيّة ... الخ) , بأيدٍ أمينة... لا بأيدي من يدأبون على زرع و توطيد أطناب القهر والجهل لحفظ مصالحهم و مصالح من يرتبطون بهم .
بينما يقول البعض الآخر بضرورة تغيير طبيعة الثانية (النخبة المثقّفة) لنرقى بالأولى (القاعدة الجماهيريّة) .... و أنا أؤيّد هذا الطرح , فالنخبة المثقّفة في العالم العربيّ لا تعدو كونها ردٌّ انفعاليٌّ ارتجاليٌّ على واقعٍ مُنفعِلٍ بائس , و ليست نخبة تكوّنت من تراكم المعارف و التجارب الخبراتيّة... فهي تفتقر إلى المنهجيّة و الموضوعيّة في أطروحاتها... و كما غدا مُسَلّماً به.... فعامليّ الموضوعيّة و المنهجيّة هما الشرطان الأساسيّان للشروع بأيّ بحثٍ علميٍّ يتناول العلوم الطبيعيّة أو التقنيّة أو الإنسانيّة , و ما إلى ذلك من علومٍ ارتقينا بها بفكرنا .... فلا جدوى إذاً من دون هذين الشرطين اللّازمين و غير الكافيَين.
بيد أنّ اتّباع الأسلوب الخطابيّ في التواصل مع الجماهير كسبيلٍ لتحريضهم على امتلاك عقولهم و أخذ حقوقهم و النجاة بأنفسهم من وطأة القهر و هدر الظلمات لطاقاتهم و ثرواتهم , و الإبقاء عليهم أتباعاً مرهونين بقرارات الفئات المحظيّة بالجاه و السُلطة ..... لا يُجدي نفعاً حقيقيّاً... و لا يُفضي إلاّ إلى مزيدٍ من الإنفعال و العشوائيّة و انعدام الضمانات المستقبليّة... و الأمثلة على ذلك كثيرة .
أفلا يستلزم هذا الواقع التوجّه بالنقد إلى النخبة المثقّفة و أطروحاتها أوّلاً ؟ كونها هي ذاتها يعوزها الكثير من الموضوعيّة و المنهجيّة و التنظيم في دراساتها و أعمالها , كما أنّهم الفئة الوحيدة القادرة على الإنفتاح المعرفيّ و تلقُّف الرؤى عن الغير و مقارنتها بمعطياتنا و الإستفادة منها , إضافةً لكونها الفئة القادرة على الوصول إلى مراكز الإتّصال و مخاطبة الجماهير التي ذكرتها آنفاً .
إن أزمة المجتمع عميقة و متعدّدة المستويات , فهي ليست بالإقتصاديّة فقط , أو الفكريّة (أو الدينيّة) فقط , أو السياسيّة فقط... الخ , و إنّما هي جميع العناصر المكوّنة لذاتنا و لأزماتنا , كما هي تعاضُد تأثير علاقاتهم ببعض .
لذا فأنا أقترح اعتماد الحلول التي تنبع من البحث العلمي المنهجي في جميع القضايا و على جميع المستويات و مختلف المناحي .
رأينا أنّ علاج الأمراض البيولوجيّة على سبيل المثال لم يتمّ بمشيئة قوى ما ورائيّة... أو وعود سلطويّة.... أو خطاباتٍ عقائديّة... أو قناعات ذاتيّة.... أو رغبة أو أمل جماعيّ .... و لكن تمّ بواسطة التفكير العلمي المفتوح الواضح و الدقيق و الممنهَج.. المرتكز على المنطق في التحليل و التقنية الدقيقة في التنفيذ .
إذاً... فالمرحلة الأوليّة لعلاج واقعنا ينبغي أن تكون بوضع جميع العناصر المكوّنة له و المشاركة و المؤثّرة فيه , على طاولة المعاينة و التحليل المخبريّ (كاللّغة , الدّين , التاريخ , أنظمة الحكم , الثقافة الشعبيّة... الخ) , و فصلها كلّ على حدا للدراسة المكثَّفة ... و تفكيكها ثمّ إعادة تركييبها بأسلوب مدرسة الشكل , لنعي العلاقات المتبادلة بينها , و تأثيرها على بعضها البعض .... و من ثمّ يتمّ التوصّل لحقائق تسمح بتكوين معارف و أساليب تضمن : أقلّ ما يمكن من الخسارة و جلّ ما يمكن من الربح..... على جميع الأصعدة , و لمصلحة الجميع .
تنويه : لم يتمّ التطرّق لموضوع السلطة الحاكمة كعنصر أساسيّ , نظراً لسوء الأحوال الجويّة , فالغمام الملبّد يغطّي الشمس... و الريح تعصف بضراوة ... كما أبطأ البرد الزمهرير الدورة الدمويّة ممّا أضعف التروية الدماغيّة . . فقام بتعطيل مركز النطق و الكتابة... ما أدّى إلى شلل مؤقّت طويل الأمد في التفكير . . . بعد ضرب العمليّات العقليّة العليا بالصواعق الحارقة . . تطبيقاًً لغضب السماء و امتثالاً لغباء . . بني الإنسان
self directive
كم تسحرني رشاقة قلم الأستاذ نادر قريط ولكن للأسف فإن مايكتبه لا يصلح لهذا الزمن الرديء، إنها تصلح لزمن الاستقرار ، لدول مثل فرنسا و كندا و ليس لدول تتمزق بسرطان الظلاميين
ردحذفمشكلة نادر قريط برأي المتواضع مركبة من قسمين
من جهة فإن كتاباته موجهة للنخبة و ليس للقاعدة ومن جهة أخرى حساسيته المفرطة لشيء اسمه أمريكا و اسرائيل وتركيزه على الخطر الخارجي بشكل يعميه عن البلاوي التي يسببها الظلاميون في الداخل
من أثر على الناس أكثر؟ نادر قريط أم وفاء سلطان؟
وفاء سلطان لا تمتلك ربع رشاقة قلمه و لكنها استطاعت أن تصل لملايين الناس ، بالمقابل فأنا أجد مشقة كبيرة بتعريف الناس المحيطين بي بنادر قريط (مين هادا قريط؟ ما سمعنا عنو)
الوطن مسحوق ما بين مطرقة استبداد الحكام الأزليين و سندان الظلاميين رجال الكهوف، أصبحت تمشي في الشارع و تحسب نفسك تعيش في زمن المماليك
في هذه المرحلة لا نحتاج لثرثرة من فيينا بل نحتاج لبناة حقيقيون عندهم بوصلة جيدة يضعون اصبعهم على الجرح ويقولون بلغة بسيطة واضحة هنا يوجد الخلل
نحتاج لكتاب يملكون نبل الشعور بالمسؤولية و مستعدون للتضحية من أجل مبادئهم
نحتاج لأمثال نوال السعداوي، فرج فودة،سيد القمني ووفاء سلطان
تحيرك شخصية نادر قريط ، هناك شيء غامض فيه
ردحذفمنذ كان يكتب تعليقاته في موقع ايلاف باسم أبو سفيان كان يعارض الكل العلمانيين و الظلاميين
لا تعرف ماذا يريد حقآ و مع من هو. هل هو علماني حقآ أم حصان طروادة في بلاد ليبيرال؟
قضى معظم وقته مطاردآ وفاء سلطان و شاكر نابلسي ثم انتقل الى كامل النجار و الآن الى سيد القمني
لا تستغربوا اذا قرأتم له غدآ : من نجيب محفوظ هذا؟ من منحه جائزة نوبل؟ من طه حسين هذا؟ من نصبه عميدآ للأدب العربي؟ انهم الصهاينة و من ورائهم الأمريكيون الرامسفيلديون الديكشينيون
لا أستطيع الا أن أعقد دائمآ مقارنة ما بينه وما بين وفاء سلطان
هناك شيء مفقود عنده و تجده عندها
حتى لو اختلفنا معها حول أدواتها ووسائلها، من منا لا يستطيع ملاحظة حماسها و لهفتها الشديدة لرؤية وطنها يتقدم الى الأمام و ينفض عنه غبار التخلف ؟
هل زار صديقنا بلاده و رأى مدى الخراب الذي حل به؟
هل يعني له الوطن شيئآ؟
هل يعني له شيئآ أن يذهب رجل مدقع في الفقر يعمل حارسآ على مصنع و عنده عين واحدة مبصرة يذهب الى مستشفى حكومي كبير لاجراء عملية مياه بيضاء و يرسلوه الى طبيب متدرب و يجري العملية بالعين السليمة وطبعآ لا تنجح العملية ثم يرسلوه لطبيب مترب آخر ليجري العملية في العين الأخرى و طبعآ لا تنجح العملية لأن المطلوب ليس نجاح العملية بل المطلوب هو التدرب عليها
يفقد الرجل بصره و يفقد عمله و يفقد كل شيء، يراجع جهات مختلفة مطالبآ بتعويض و كل جهة ترفسه مثل الكلب
هذا ما نريد أن نكتب عنه و هذا يفعله أمثال وفاء سلطان و ليس اسرائيلياتك و أسباطك و يشوع وبطيخ مبسمر
يونس من الجزائر
ردحذفمرة اهديت ترجمة عربية بعنوان "تاريخية الفكر العربي الاسلامي"،محمد اركون لاحد الاصدقاء او قل احد "المثقفين" الذين عرفتهم عن طريق النت بغرض توسيع دائرة المعارف واثراء المناقشات وتطوير طرق تناول الموضوعات الخاصة بـ "الاسلام" والتحكم في الادوات العلمية الحديثة للتحيل عسى ان نستفيذ ونفيد ، بعد مدة طلبته في لقاء محادثة كالعادة فسألته عن الكتاب ؟ كان رده قهقهة طويلة ثم استرسل في الكلام من يكون محمد اركون؟بأي لغة يكتب ؟؟ ......كلام انشائي كتير مكرر لا جديد فيه ، المهم اني كل ما فهمته أو قل كل ما استطعت ان افهمه أني لم أفهم شيئا!!! المهم ان الكتاب بأكمله لم يضف شيئا لصديقنا لا اثراءا معرفيا ولا نقدا بناءا ... قلت في نفسي هل هذا من كبار مثقفينا ، مضمون الكتاب في واد وصديقنا في واد آخر ، وهنا طرح سؤال في ذهني : هل يمكن ان يكون مستوى "مثقفوا العرب" الى هذه الدرجة؟؟ لماذا؟ ثم قفز الى ذهني سؤال غير برئ مالفرق بين صديقي ذو لحية وهابية طويلة عندما اناوله كتاب ادبي مثلا للكاتب جبران خليل جبران و قصتي مع هذا الصديق المثقف ذي ربطة عنق امريكية ؟..؟
عندما اقرا التعليقات على كتابات الاستاذ نادر قريط يزداد اقتناعي انه لا فرق بين الصديقين العزيزين السابقين أطال الله في عمريهما وأطال الله في عمر نادر قريط وأطال الله في عمري أنا ايضا ()
في الاخير هناك سؤال يطرح نفسه : لمن تكتب ياأستاذ نادر قريط؟ للصديقين العزيزين؟ أم لي أنا؟ أم لمن؟
تحياتي الاخوية للاستاذ نادر قريط ... يسارا ويمينا
- صذق مع الذات واقناع نفسي أولا -